طرائف .. من التراث العربي
تالله ما رأيت كاليوم
حدث الاصمعي، قال: خرج الحجاج ذات يوم فأصحر وحضر غداؤه، فقال: اطلبوا من يتغدى معنا، فطلبوا، فلم يجدوا الا اعرابيا في شملة، فأتوه به، فقال له: هلم، قال له: دعاني من هو أكرم منك فأجبته، قال: ومن هو؟ قال: الله تبارك وتعالى، دعاني الى الصيام، فأنا صائم، قال: صوم في مثل هذا اليوم على حر، قال: صمت ليوم هو احر منه! قال: فافطراليوم وتصوم غدا، قال: ويضمن لي الأمير ان أعيش الى غد! قال: ليس ذلك الي، قال: فكيف تسألني عاجلا بآجل ليس إليه سبيل! قال: ان طعامنا طيب، قال: والله ما طيبه خبازك ولا طباخك، ولكن، طيبته العافية، قال الحجاج: تالله ما رأيت كاليوم، أخرجوه عني.
حسبوه سيداً
وسئل اعرابي عن رجل، فقال: رزين المجلس نافذ الطعنة، فحسبوه سيدا، فإذا هو خياط طويل الجلوس نافذ الابرة.
الزواج في الثمانين
طلب احدهم بعد ثمانين سنة ان يتزوج، فقيل له في ذلك، فقال: اولاد الزمان فسدوا، فأردت ان اذلهم باليتم قبل ان يذلوني بالعقوق.
الويل لها في كلا الحالين
قالت امرأة اعرابي – وكانت على وشك الولادة – لزوجها ذي الوجه القبيح: الويل لي اذا كان الذي في بطني يشبهك، فقال: والويل لك ان لم يكن يشبهني.
لكنت أنت مكاني وأنا مكانك
قيل: دخل اعرابي على يزيد بن المهلب، وهو مضطجع على فراشه، وعنده الكثير من الناس، فقال: كيف اصبح الأمير؟ فقال يزيد: كما تحب ان يكون، فقال الاعرابي: لو كنت كما احب، لكنت أنت مكاني، وانا مكانك!
صحيفة الأنباء