رأي ومقالات

لا تحتفوا بالعشوائيات وعدم النظام

احتفت واحدة من الولايات ب (ستات الشاي). أعتقد أن في هذا تشجيع لمخالفة القانون والنظام العام، وأعتقد أن الاحتفال نتيجة لعاطفة زائدة غير رشيدة، أو لاعتقاد زائف أن مثل هذا الاحتفال يزيد من الرصيد الشعبي للحزب الحاكم.

أفهم أن نحتفي على نحو فردي بعصامية من النساء، امرأة قاومت الظروف وعملت في مهنة شاقة مثل بيع الطعمية أو بيع الكسرة أو بيع الشاي، ومن خلال دخلها البسيط ربت أبناءها فتخرجوا من الجامعات وأصبحوا مواطنين نافعين. ولكني لا أفهم أن تقوم سلطة رسمية بالاحتفاء بجماعة من الناس يقومون بمخالفة جماعية.

إنتشار ظاهرة بيع الشاي بالطرقات والساحات، بواسطة سيدات يضعن أواني الشاي في العراء، وينشرن حولهن كراسي أو بروش للزبائن، هي ظاهرة عشوائية ودليل على التخلف وعدم النظام. أين الرخصة الصحية لمن تقوم بإعداد الشاي؟ أين تغسل الكبابي وأدوات إعداد الشاي؟ أين تقضي هي وزبائنها الحاجة؟ هل توجد فرصة تحت جنح الظلام لتوزيع مادة أخرى بخلاف الشاي؟

يرى البعض ان منع هذه الظاهرة بهذه الحيثيات فيه ظلم كبير لمن يبحثن عن الرزق الحلال. وأن من يمنعهن دون بديل ينطبق عليه حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه.

على هذا فإن المطلوب في رأيي تجفيف الظاهرة بإيجاد البدائل، لا المنع المطلق دون بديل، مع الحرص على عدم التشجيع بما يؤدي للإنتشار.

أما البديل فهو، كما في المدن المتحضرة، مقاهي حديثة، فيها مرافق صحية، يعمل فيها أشخاص مرخص لهم من النواحي الصحية، وعليها رقابة ومتابعة من وحدات انفاذ القانون.

وهل تستطيع النساء البسيطات العاملات حالياً في بيع الشاي أن يؤسسن مقاهي حديثة على شارع النيل وغيره؟ من أين لهن بالتكاليف؟

في الحقيقة أن هذا السؤال جاوبت عليه السيدة المحترمة عوضية رجب المشهورة ب (عوضية سمك) إنها عصامية، بدأت عشوائية، تتولى نظافة وقلي السمك على شاطئ النيل، اجتهدت في التفكير فتقدمت لأحد البنوك فنالت رأسمال في شكل تمويل أصغر، بالاجتهاد والبركة أسست مطعماً مرخصاً ونظامياً يشغل الآن ما يزيد على الخمسين شخصاً ويدفع الضرائب والزكاة وتسهم صاحبته في أعمال الخير اسهاماً طوعياً.

على منظماتنا الوطنية، وأحزابنا السياسية وإعلامنا المسئول، مساعدة العفيفات العصاميات من ستات الشاي بتنظيمهن في شكل جمعيات تعاونية والتقدم للبنوك لنيل تمويل يمكنهن من إقامة مرافق حديثة لبيع الشاي. والله الموفق.

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com

‫4 تعليقات

  1. انت يا عادل شخص عديم الإحساس

    لا تدري ماذا تريد

    هل من عشوائية أكثر من الأفكار السادية التي في دماغك.؟؟؟

  2. الراحل يا حامد انتقد التفكير العاطفي زي حقك دا . الرجل انتقد ظاهرة وهي فعلا قبيحة وقدم حلول وضرب مثل كمان بي عوضية سمك . وبدلا من العمل العشوائي وغير المنضبط تكون المسألة منظمة بضوابط صحية ومظهر حضاري وفي نفس الوقت تكسب منه هؤلاء النسوة ويحفظ كرامتهن

  3. الآن حصحص الحق وظهر جشع وطمع ستات الشاي اللاتي يرفعن الاسعار يوما بعد ايام دونما مساءله ولا رقيب
    فطالما هذه حالهن فافرضوا عليهن ضرائب وإيجارات حتى ان كن في الساحات ما كانت غايتهم ظروف معيشية بقدر م هي تجارة وتجارة رابحه وطمع فأولى ان يعاملن معاملة التجار وذوي الأموال فقد أصبحن كذلك

  4. عندما تفشل الولاية في القيام بأقل واجب وبعد دا يحسب لها (إنجاز) ولا حس ولا خبر تقدمه للناس .. عندها تتعلق ب قشة شاي وبحكم خبرتك الاقتصادية وتقلدك للعديد من المناصب بالعاصمة خاصة التي تمددت فيها العشوائيات وعدم النظام وانتم تحتفلون بـ مستثمر اجنبي في قلي البطاطس والفول والفلافل واسياد الشبس