تحقيقات وتقارير

الوطني و المعارضة.. معركة التباهي بالإنجازات

دائماً ما يجنح بعض قيادات المؤتمر الوطني لاستخدام المنابرالعامة لمهاجمة المعارضة والتقليل من شأنها، بجانب التباهي بالإنجازات التي حققتها ثورة الإنقاذ منذ العام 1989 وحتى اليوم، بجانب مقارنتها بالذين حكموا ما قبلها، ربما يكون للظهور إعلامياً أو لإضعاف المعارضة، مما آثار حفيظتها، وجعلها ترد وتهاجم الوطني وتترصد سلبياته، وكان آخر المتباهين نائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود وهو يتحدى خصوم الإنقاذ أن يكونوا قد أنجزوا ما أنجزته، ويقول: “جئنا لنخرج الناس من ضيق الدنيا لسعة الدنيا والآخرة”، وأضاف (رغم أنفهم السودان تطور في عهدنا، وفجرنا ثورة النفط، وطورنا البنى التحتية، وتضاعف الدخل القومي، وسفلتنا (6) آلاف كيلو متر، فماذا أنجز الآخرون؟) . مقالات شاتمة وتتزامن هذه الأحداث مع ذكرى 28 يونيو لثورة الإنقاذ الوطني، والتي أتت هذه المرة بهدوء تام وأضواء خافتة من الجهات الرسمية، حيث لم يحتف بها الوطني، وأرجع أمين الإعلام بالوطني ياسر يوسف عدم الاحتفاء بأن الحكومة تعمدت أن تمر ذكرى ثورة الإنقاذ الوطني مروراً طبيعياً ليستكمل الشعب عطلته بمناسبة عيد الفطر المبارك، وجاء رد ياسر في مقال مقتضب بعد أن قال إنه (لاحظ سيلاً من المقالات القادحة في حق الإنقاذ وأهلها، ولَم يترك البعض منقصة إلا رماها بها، ومن بين كل ما قرأت من المقالات الشاتمة هذه لم تقع عيناي على أي نقد موضوعي يمكن أن يتأسس عليه حوار عقلاني حول نجاحات الإنقاذ واخفاقاتها، بل جاءت كل المقالات من كهف التسعينات وهي تستلف من أدبيات التجمع الوطني المقبور لغته لترمي بها الإنقاذ) . البوبار ما بقدم ويرى المحلل السياسي الطيب زين العابدين أن حديث إبراهيم محمود خاطيء بيد أن ثورة الإنقاذ ارتكبت جرائم كثيرة، منها انفصال الجنوب والذي أعتبره خسارة لهم في الدنيا، بجانب حجم الفساد في البلاد الذي قال إنه غير مسبوق في تاريخ السودان، وتدهور مؤسسات الدولة ومشاريعها، وتساءل هل كل هذه إنجازات في الدنيا أم الآخرة، ولكن الطيب في حديثه لـ(آخرلحظة) عاد وقال لا أحد ينكر إنجازات ثورة الإنقاذ ولكن الحساب يجب أن يقاس بالسنين التي مكثتها الإنقاذ في الحكم والحكومات التي سبقتها، ومن الظلم أن نقارن بين فترة الوطني والحكومات السابقة التي حكمت لأعوام سماها الطيب بالبسيطة . وقال زين العابدين بمثل ما تتحدث قيادات الوطني عن إنجازاتهم يجب أيضاً أن يعترفوا بأخطائهم، وهنا يقول ياسر يوسف مهما كان من أمر تقصير هنا وهناك في تجربة الإنقاذ، إلا أن قناعة الغالبية من أهل السودان بأن هذا هو درب المستقبل، وإن حفته المكاره، فإن ذلك من علامات الانتصار ودلائله، وطالما أن البعض لا يريد أن يرى ضوء الشمس فستظل الإنقاذ بإذن الله تحقق الانتصار تلو الانتصار متوكلة على الله، وواثقة من التفاف الشعب حول أطروحاتها وبرامجها . وعن مهاجمة الوطني للمعارضة قال الطيب هي ليست بالجديدة، ولكن طالما ابتدر الوطني الحوار وشكل حكومة وفاق وطني كان عليه أن يصمت عن مهاجمة المعارضة، واختتم حديثه قائلاً (البوبار ما بقدم) . خارج السرب وفي إطار حكومة الوفاق الوطني التي شاركت فيها المعارضة، يقول القيادي بالوطني محمد الحسن الأمين، إن المعارضة لم تستوعب طرح الحوار الوطني الذي توافق عليه أبناء السودان، وإن بعض القوى المعارضة تغرد خارج السرب، وتفتقر للرؤية السياسية الوطنية تجاه معالجة قضايا البلاد، وتابع الأمين أن ما يجمع تحالف المعارضة هو المصالح الذاتية، وما أسماه الارتماء في أحضان الأجنبي، مؤكداً أن السودان يتمتع بحريات لا توجد في معظم الدول، ووصف دعاوى بعض القوى المعارضة بعدم إتاحتها بأنها غير صحيحة، ولفت إلى أن الحريات موجودة في قوانين ودستور البلاد الانتقالي الذي ينظم الحياة السياسية. وفي السياق يرى القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف أن الإنجازات التي تتباهى بها قيادات الوطني واهية، وليس لها دلائل على أرض الواقع، وقال لـ(آخرلحظة) الإنقاذ لم تحقق أي إنجازات غير تدمير السودان، مشيراً إلى أنهم لا يلتفتون لمهاجمة قيادات الوطني، وأنهم ماضون في هدفهم القاضي باقتلاع الإنقاذ من السلطة .

اخر لحظة