صعد (طه) الي القصر (مديرا) وهبط (نبيل) الي التقاط خشاش الارض بين (الكلاكلة اللفة) وسوق صابرين
قبل عدة سنوات ، عشر او اكثر ، أراد أحد الاخوان أن يذب عن سيرة الفريق (طه) وكان يومها مديرا لمكتب البروفيسير إبراهيم أحمد عمر الذي كان الامين العام للمؤتمر الوطني يومذاك – بعد المفاصلة – وكانت مناسبة الحديث ان اخا حانقا تضجر من امر ما إتهم (طه) بانه شريك فيه ، انبري وقتها الاخ المدافع خاطبا خطبة عصماء ، عاطفية الحواشي ، اسندها بقصص ومشاهد عن وفاء طه عثمان و(إسلاميته) المركوزة في طين التنظيم ، قال ما قال وقد تهدج صوته والعبرة تخنقه مع دمع سال حتي ملتقي المنخارين ثم اكتمل المشهد بعواء إجهاش بالبكاء !
شعرت لحظتها وانا ومن بستمع ومن انتقد اننا نفر من الشياطين المغضوب عليهم حتي اني خرجت وفي روعي ان (ذيلا) سيشق بنطالي من دبر لاماثل صورة إبليس كما في مصورات الرسومات ! بعدها بعدة أعوام إرتقي مدير مكتب (أمين المؤتمر الوطني) الي (مدير مكتب رئيس الجمهورية) وهو إنتقال لم يكن ليتاح (لزول ساكت) وامر الترشح له والتزكية يمر عبر آليات فرز دقيقة ، ولزجة ، أهمها واولها (اسكانغ) أجهزة الحركة الاسلامية ، ولم يك بالامر صعوبة فطه ابن الحركة منذ أيام الطلاب ومن زاملوه في المكاتب الطلابية والمتخصصة سيشهدون خاصة أن جلهم صاروا من ممسكي اوراق ودفاتر مثل هذا الفحص والذي لطالما ازهق فرص اخوان ثقات ، لان لا (دفعة) لهم يشفع او (شيخ) ورائهم يشهد ، لقد (طرد) الاخ (نبيل تاج السر) من كشوفات الالتحاق باحد المؤسسات النظامية في تلك الايام وهو الذي مشي في الظلم ينير المساجد ويعقد حلقات الوعي ، يحمل في صدره خرش رصاصة ضلت عنه في (سندرو) وشلخ علي صدغه مثل مهوي غصن الشوك من (رايش) في (ياي) وفوق هذا براءة أكاديمية من (ام الجامعات) لكنه مع هذا أبعد بفرية انه (بعثي) مندس !! عجزت آليات العام والكيان عن إحتساب النقاط له ، ليس له (دفعة) يسنده في مداخل بوابات خزانات الظنون وليس له (شيخ) يقترع له في قافلة من هشم الثريد لاهله وفوق هذا فهو ابن رجل من العامة ، كمساري بقطار مربطة عطبرة وسرته مدفونة في جزيرة (كجي) التي لا يعرف عنها (نبيل) لانه عاش بين جنوب الخرطوم والسودان وكان وطنه ان الحركة الاسلامية تسع الجميع وفيها يسبق العمل وليس النسب ، صعد (طه) الي القصر (مديرا) وهبط (نبيل) الي التقاط خشاش الارض بين (الكلاكلة اللفة) وسوق صابرين ، لم نجد مجلسا نشهد له فيه ، ليتهجد صوتنا او ننوح ورغم هذا صمد الفتي وصبر ، يغشي وحده امهات الشهداء الذين خبرهم ، يقتطع من قليل الرزق الحلال فلا يمر عيد او يوم فرح الا وكان المبادر يشق الفيافي من سنار الي الحصاحيصا ، يربط وثاق الوفاء علي رفقة مشروع وفي فيه الغمار وتنصل عنه من كللوا بالانواط والرتب ، نبيل ظل كما هو حركة اسلامية بالسلوك وحسن الظهور والعمل ، وحتي بعد المفاصلة وحينما استفزه البعض للخروج والسلاح قال (لا) انما انا بعثي مندس ، وحفر في ذاكرة الاخوان الرفاق ساظل سودانيا من العامة ، هذا افضل ، هذا ولاء اكبر
ان ينكر الفريق طه عثمان انه ليس من الاسلاميين فهذا يؤكد ان امثال الفتي نبيل ظلموا وهزموا وان طه ومن هم مثله غنموا وإن كان الفرق ان الشهم لا ينكر مواقفه او يبصق عليها وبالمناسبة من يبصقون كثر ، اذكر ايام ازمة مظاهرات سبتمبر ان رجلا في مناسبة واجه اعلاميا كبيرا انت مؤتمر وطني وحركة اسلامية فذعر المسئول وطفق مثل يوم اكل ادم من الشجرة المحرمة ، يواري سواءة إجابته يوم ان قال انه ليس منهم ، (نكرهم حطب) ! وكال عليهم مرادم النفايات لاحقا كان ذات الرجل تحت رايتهم يسد ثغرة ! مسكينة الحركة الاسلامية ، يصعدون علي مدارج مصالحها وفي اخر الدرج يهتفون نحن من التراس الزعيم ، واما اذا انكسر السلم قبل ذلك يقولون نحن جماعة الجو الرطب ! نحن لسنا منهم ، انهم عمل غيرصالح.
بقلم
محمد حامد جمعة
تلك مواجع وجروح لم تندمل
أحد زملاء الدراسة كانت شقيقته ممن عضوا على وجع القضية ، وفي مواقف عدة تعرضت لما يقرب من القتل
ففي أيام وصل إخوتنا في الجنوب لدرجة ” سوبر مواطن ” حدث تصادم بين بعضهم وبعض أبناء الحركة في الجامعة الأهلية ، وكانت تلك الفتاة مصادمة
فالتفوا حولها وكادت أن تقتل على يد بعضهم
شاء الله لها أن تتزوج واحد من الصف المتقدم في الحركة ، الآن هاجروا وتركوا البلد لمن يغترفون خيراتها نهبا وفسادا