استشارات و فتاويمدارات

متزوجة منذ ثلاثين سنة وزوجي يكلم بنات ومدمن “الواتس اب”! ماذا أفعل؟

السؤال
متزوجة وأنا أصغر منه بعشر سنين، لنا ولدان وثلاث بنات.

المعاملة جيدة بيننا، ولكنه قليل الكلام، ولا يذهب بعد عودته من العمل، يبقى بالبيت. ليس ببخيل، فهو كريم على بيته وأولاده، وأحيانًا أشعر أنه يحبني جدًا، وأحيانًا لا، ولكنه يحب البنات -حسب كلامه-، ويقول إنه يحب الجنس، وسيبقى هكذا حتى موته.

واجهته عندما رأيت على جواله “مسجات” من بنات -وليست بنتًا واحدة-، فيبتعد لفترة ثم يعود، ولكن له الآن ما يقارب سبعة أشهر مدمن على “الواتس اب” وأصبح يدخل من غير أن يغير آخر ظهور، يعني يظل ثابتًا، لدرجة أنه ينسى ويبعث برسائل إلى “قروب العائلة” من غير أن يكون “أون لاين”. واجهته وزعلت، وأفهمته أن ذلك لا يجوز، وانتبه لما تعمل، وبيتك أولى، ولكن دون فائدة؛ فما زال كما هو، وبقي كما هو! تخاصمنا وطلب مني أن نترك بعضنا؛ فرفضت وقلت بيتي، وأنت استيقظ فهذا مرض، وقل ما ينقصك، لكن للأسف لا يناقش، وأشك أنه يكلم واحدة أعرفها، وكثيرًا أراهم “أون لاين” بنفس الوقت، ويخرجون سويًا.

تعبت، ولا أريد أن أترك بيتي، وأحب زوجي، وأنا من يتقرب إليه ويطلب العلاقة الحميمة، ويشكو الضعف ولم ألفت انتباهه.

ماذا أفعل؟ هل أتركه كما هو، أم أبتعد عنه؟ ساعدوني، فأنا متعبة، والشك يقتلني.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرًا على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

إننا ننصحك بمزيد من القرب منه، وبمزيد من الاهتمام بالعلاقة الخاصة؛ لأن بعدك عنه مما يزيد الأمور سوءًا، واجتهدي في الدعاء له، وذكريه بأبنائه وبالأيام المشرقة في حياتكما، وخوفيه من الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

أرجو أن تفكري معنا بعمق، وتبحثي عن الأسباب التي جعلته يتطلع إلى الحرام مع وجود الحلال، وهل نستطيع أن نقول إن وجود الأبناء الكبار وابنتك -حفظها الله- يحول بينكما وبين العلاقة الحميمية مثلاً؟ كما أن بعض الناس من عاداتهم الزهد في العلاقة بعد مجيء الأحفاد.

هل نستطيع أن نقول إن فرص الحديث والمؤانسة والمشاركة في الهموم والهوايات قليلة؟ لأن الزوج قد يخرج من النمط العائلي إذا لم يجد من تشاركه همومه واهتماماته، وتكلمه عن نجاحاته، و..و..، وعلى كل حال إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب.

وعليه؛ فأنا أقترح عليك ما يلى:

1- الإكثار من الدعاء لنفسك وله.

2- إشعاره بالثقة، وتسليط الأضواء على إيجابياته.

3- التوقف عن التجسس على هاتفه، والطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحص، ولكنه يبدأ في العلاج.

4- اقتربي منه، وتزيني له، وأسمعيه ما يحب.

5- اغتنمي وقت إقباله، وعبري له عن مشاعرك تجاهه، واجعليه يشعر بالخوف عليه لا منه.

6- حافظي على سمعته، واستري عليه، وعظمي شخصيته عند أبنائه وأهله.

7- شاركيه الهموم والاهتمامات والهوايات، واعلمي أن زيادة مساحة القواسم المشتركة من أهم ما يحقق القرب.

8- تعاوني معه على الطاعات والبر والتقوى.

9- تعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير والوفاق.

10- تواصلي مع موقعك.

11- اتقي الله واصبري، واحتسبي، واجعلي همك هدايته ومعاونته على الشيطان وليس العكس.

ونسأل الله أن يهديه، وأن يسعدكم بطاعته.

د. أحمد الفرجابي
المشكاة