رأي ومقالات

الكاردينال.. الرأسماليون والكورة

1

أزف تهنئة خالصة للسيد أشرف سيد أحمد الكاردينال بمناسبة فوزه بدورة ثانية في رئاسة نادي الهلال. استحق الكاردينال التهنئة بالفوز، لأنه جاء عبر انتخابات ديمقراطية ولأنه صمد في وجه حملات انتقادات وتشكيك في كل شيء فعله، كانت كفيلة بدفع أي شخص للابتعاد عن نادي الهلال وإيثار السلامة. إن الذين يتقدمون لتحمل مسؤولية نادٍ بحجم الهلال لمرة ومرتين يستحقون كل احتفاء وتكريم.

2

أغلب الرأسماليين في السودان ابتعدوا عن الإسهام في مجتمعاتهم وآثروا الاستمتاع بأموالهم بعيدا عن الضجيج. إذا نظرت لأغلب ميزانيات الشركات الكبرى تصاب بالإحباط؛ فمساهماتها الاجتماعية مخجلة. قليل جدا من الشركات تنفق على المسؤولية الاجتماعية وهنالك شركات لا تعرف أصلا شيئا اسمه مسؤولية اجتماعية. في كل العالم يسعى الرأسماليون للتقرب من المجتمعات بالإنفاق على الخدمات والمناشط الثقافية والرياضية إلا في السودان، فأغلب الأثرياء لا يهمهم سوى كنز الأموال بالحق أو بالباطل. لدينا الآن مئات من المليادرات فكم منهم تبنى مهرجانا ثقافيا؟ وكم منهم دعم الأندية الرياضية والفرق القومية؟ إنهم يعدون على أصابع اليد الواحدة، أما البقية فحدث ولا حرج، لم نسمع عنهم يوما أنهم مدوا أياديهم لنشاط رياضي أو جمعيات خيرية أو أي شيء يرتقي بحياة الناس وينمي مجتمعاتهم.

3

حين يطل شخص رأسمالي خير مثل أشرف الكاردينال ليتولى الإنفاق على فريق بحجم الهلال من حر ماله، فإن ذلك جدير باحتفاء الوسط الرياضي به بما يليق بعطائه.

رجل ينهض بعبء تعجز عنه الدولة، وينفق مليارات الجنيهات من دون أن ينتظر منها أي عوائد، لا، بل يتلقى السباب والشتائم يوميا وعلى رأس الساعة ويستمر ينفق، جدير بالتكريم.

(165) مليار جنيه أنفقها السيد الكاردينال من دون أن ينتظر أي فائدة تعود عليه، يا ترى كم من المليارديرات بإمكانهم إنفاق (1 %) من هذا المبلغ لصالح ناد أو لعبة أو أي عمل يهم المجتمع.؟. كم منهم ينفقون من أموالهم ملايين الدولارات لبناء استاد أو تأسيس قناة فضائية لنادٍ وإقامة مشاريع خيرية والتبرع الدائم في كل المناشط وأفعال الخير؟.

4

لازلت أدعو الوسط الرياضي لأن يحافظ على الرأسماليين النادرين الذين يفدون إليه وقليل من هم. إن أمثال الكاردينال وجمال الوالي وطه علي البشير يثرون حياتنا ويعلمون الناس معنى العطاء بلا من ولا أذى ولا فائدة تعود عليهم، هؤلاء رجال جديرون بالاحترام والتقدير اتفقنا أو اختلفنا معهم. من دون شك أن أجيالا من الرياضيين السودانيين سيذكرون أياديهم البيضاء التي مدت لتطوير الرياضية وإسعاد الجماهير في وقت غلت فيه يد الدولة وهرب كثيرون من الرأسماليين من ميادين العطاء واعتصموا بقصورهم فلا يعرف لهم أحد فضلا في حياة السودانيين. أكرر التهنئة للكاردينال وربنا يكتر من أمثاله.

الاحداث

‫2 تعليقات

  1. الاستاذ عادل الباز (دفعة) لك التحية والتقدير على حث الرأسمالية لدعم المجمتعات الاخرى من المحتاجين المرضى