منوعات

محمد أحمد عوض ..إمبراطور الأغنية الشعبية

ولد محمد أحمد عوض في مدينة أم درمان ونشأ وترعرع فيها ، في طفولته التحق بالخلوة وحفظ فيها كثير من سور القرءان الكريم ثم درس المرحلة الأولية ، ومنذ أن أصبح صبياً بدأت موهبته وولعه بالغناء خاصة أغنيات الحقيبة وأغنيات التراث، ولما انتقل مع أسرته إلى حي العرب بأم درمان التقى هناك بالشاعر الملحن عبدالرحمن الريح الذي أمده بأشعاره الأولى. يتميز محمد أحمد عوض بأنه من الأصوات القوية والنادرة والمعبرة وله مساحات تطريبية كبيرة قلما نجدها عند أي فنان شعبي. في بداية حياته الفنية أهداه عبدالكريم الكابلي أغنية (عشمتيني في حبك ليه؟) وهي من كلماته وألحانه وأهداه الكاتب والممثل الفكاهي الفاضل سعيد أغنية (أبويا يا يابا ما تقول ليه لا).. تعاون محمدأحمد مع الشعراء عبدالرحمن الريح وسيف الدين الدسوقي، وأحمد باشري ، ماضي خضر، حسن الزبير، عبدالله السماني، عمر الشيخ، وغيرهم. كل أغنيات محمد أحمد عوض من ألحانه ما عدا القليل جداً التي كانت من ألحان عبدالرحمن الريح والموسيقاراحمد المبارك. من أغنياته (توبة يا أحباب، رغم البعد، ليلك مدة جافوني الأحباب، عشان ألقاك، عندي كلمة، الصوت النادر، سبب الخصام، القلم، يا راحل بدون إنذار ، انا فاكرك معاي،)، وقد تغنى محمد أحمد من كلماته ( أخواني الجميع). ولم يترك مبدعنا مجالاً إلا وطرقه فقدغنى الأغنيات الوطنية مثل ( القلم وأغنيته – مبروك يا شعبي – وألف تحية )ويعد عوض من الفنانين القللائل الذين غنوا للمعلمة ومجدوا مهنتها المقدسة . انضم عام 1964م إلى دار الغناء الشعبي رفقة العمالقة عوض الكريم عبدالله، بادي محمد الطيب والكحلاوي.كان الرجل مشهوراً ومميزاً بطلتة خاصة الجلابية البيضاء والطاقية الحمراء ، الرق ، الحضور النادر والابتسامة المطربة ، الصوت النادر الذي لم يتغير رغم السنوات .ظلت له فرقة ثابتة تتكون من الإيقاعات السودانية المعروفة : بنقز وطبلة ثم ستة أفراد كورس ، يتوزعون على عدد اتنين “ سيبة “ ، أحد أفراد الكورس يحمل على كتفه آلة ايقاعية خفيفة تسمى “ الدمبا “ .هو أول من أطلق اسم (الأغنية الشعبية) على الأغنية الأمدرمانية التي اعتمدت على الكورس والآلات الايقاعية ، وقد استفاد فائدة كبرى من الحان البنات في أعماله بإضافة النص الهادف وتغيير مايلزم عليها ، عوض أول من ابتكر حوار الكورس مع المؤدي مما أضفى على أعماله بعداً تطريبياً رائعاً ومميزاًكان الرجل أحد ركائز الحارة السادسة بالثورة ، أحبه الكبار والصغار للطفه وطيب معشره، ومن الغرائب حتى بداية الثمانينات كان الفنان محمد أحمد عوض حكراً على أمدرمان القديمة،ولايغني خارجها. إعتمد على إنتاجه الخاص ولم يقلّد أحداً أو يتكسّب من أغنيات الآخرين الأحياء منهم والأموات، وهو صاحب أكبر إنتاج غنائي في مسيرة الأغنية الشعبية مسجل بالإذاعة ولكن الإذاعة كعادتها -لا تبث له إلا القليل جداً منها-تغنى بأغنياته كثير من المطربين أمثال الراحل محمود عبدالعزيز الذي كان مغرماً بـ(أنا فاكرك معايا ..وعندي كلمة أحب أقولها ورغم بعدي)توفي محمد أحمد عوض مطلع التسعينات رحمه الله رحمة واسعة

حيدر محمد علي
اخر لحظة