منوعات

قاهرات الوحل.. صارت الركشات وسيلة المواصلات الأولى في الأحياء والأسواق بعد تدفق المياه وكثرة الحفر والمطبات في الطرقات

أدى هطول الأمطار بكثافة في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأمدرمان إلى وجود أزمة حادة في المواصلات أمس وأمس الأول، وذلك بسبب قلة المركبات وتعرض المواقف للغرق جراء كميات المياه التي ملأت معظم الأماكن المخصصة للحافلات والهايسات.
ظل المواطنون يتدافعون نحو أي مركبة بالقرب من المواقف لكي يجدوا مقعداً يقلهم إلى منازلهم بعد نهاية الدوام، لكن الكثيرين وجدواً حلاً للأزمة في الأحياء ووسط الأسواق، حيث اتجه البعض للركشات للوصول إلى المناطق التي يقصدونها.
زيادة الطلب
رغم تدفق مياه الأمطار في جميع الشوارع والطرقات إلا أن الركشات ظلت تعمل بكفاءة وصارت الملاذ الآمن للناس، وفي المقابل ارتفعت دخول أصحابها لأعلى سقف، لأنها مطلوبة بشدة خاصة في المواقع التي يوجد بها وحل (طين)، لأن أصحاب المركبات لا يحبذون الدخول في تلك المناطق خشية تعرض سياراتهم إلى الأعطال في ظل ازدياد أسعار الاسبيرات لأعلى معدل.
عدم المفاضلة
قال أحمد الفاتح – سائق ركشة – لـ (اليوم التالي) إن مكسبه يتضاعف باطراد منذ هطول الأمطار التي زادت (بلبلت) هامش ربحه، فصار هو (مرطبا). وعن مقدار الزيادة أضاف: إن أقصر مشوار يبلغ خمسة جنيهات بعد أن كانت ثلاثة قبل الأمطار، وإن أجمل ما في ذلك – كما قال – أن الركاب صاروا لا يفاصلون كثيرا في قيمة المشوار، يركبون دون احتجاج.
ما في استغلالية
من جهته، نفى الصادق حامد – سائق ركشة – في حديثه لـ (اليوم التالي) استغلالهم ظروف الأمطار لزيادة سعر المشوار. وقال: الزيادة تعويض عن قيمة إصلاح الأعطاب الناجمة عن المياه والوحل، وأن كانت أعطابا خفيفة قد تحدث بسبب ابتلال أحد الاسبيرات أو الإطارات بالماء، لافتاً إلى أن قيمة الإصلاح تبلغ نحو (250) جنيهاً. ووسط هذه الأجواء أكد الصادق أن الإقبال يتزايد خصوصا من قبل البنات والنساء اللاتي يصطحبن الأطفال حتى ارتفع الدخل خلال اليوم إلى ما بين (300 إلى 500) جنيه، متوقعا عودته إلى ما بين 200 – 250 جنيها بعد جفاف السيول.
أهمية بالغة
يأتيك في هذه اللحظة من بعيد صوت ركشة (مخنوقة العادم)، ينشرح صدرك، تتذكر ناس الولاية والمرور قبل سنتين وهم يشنون حملة شعواء على الركشة المسكينة ويتهمونها بأقسى الاتهامات، فتفكر بصوت عال (هسي لو ما كان في ركشات) وتصمت يضرب الرذاذ على صفحة وجهك تمسحه عنك، ترفع يدك عاليا (ركشة)، يا الله، هي القشة التي يتعلق بها (الغريق)، هي لا (تكضب الشينة)، وجودها يكاد يفوق نظيراتها من المركبات العامة التي تنسحب خائبة إلى جراجاتها في ظل بيئة كثيفة الأمطار خاصة في الأيام الماضية، ورغم أن موسم الخريف في العاصمة الخرطوم هذا العام لم يكن كثيفا إلا أن بعض الأحياء خاصة في أمدرمان والكلاكلات والحاج يوسف تتكاثر فيها المياه في الشوارع وأمام المنازل ما يصعب من مهمة الناس في الحركة.

الخرطوم – صديق الدخري
اليوم التالي