حوارات ولقاءات

الأمين عبد الرازق : كل أجندة أزمة الخليج المطروحة مصرية

أعلن المؤتمر الشعبي استعداده المبكر لخوض انتخابات 2020م من خلال تنشيط عضويته في كل أنحاء السودان.
وكشف الأمين السياسي بالحزب الأمين عبد الرازق عن جولة تنشيطية قادمة في إطار الاستعداد للانتخابات القادمة. من جانبه طالب الشعبي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين على رأسهم مضوي إبراهيم وإبراهيم الشيخ وبكري يوسف، قائلاً إن اعتقالهم غير مبرر متوعدًا بمعركة حامية ضد قانون الأمن داخل البرلمان في الفترة القادمة.

*مرت ثلاثة شهور على مشاركتكم في حكومة الوفاق الوطني كيف تقيّم هذه الفترة؟
– نحن دخلنا الحوار كهدف استراتجي وليس هدفاً تكتيكياً وقبلنا بمشاركة رمزية في السلطة.
*ما هو الهدف الإستراتجي الذي تعنيه؟
– هو وحدة السودان والمحافظة على الإسلام .
* نعود لفترة المشاركة في حكومة الوفاق الوطني؟
– عقدنا اجتماعاً لوزرائنا وممثلي الحزب في البرلمان ومجلس الولايات.
* ماذا كانت النتيجة؟
– الفترة بسيطة جداً غير كافية للتقييم .
* الأداء بصورة عامة؟
– أداء ممثلينا في حكومة الوفاق ممتاز حتى الآن.
* صوت ممثلي الشعبي في البرلمان ضعيف جدًا؟
– وجودهم في البرلمان لا يمكن أن تحكم عليه خلال هذه الفترة البسيطة، ولكن بصورة عامة نحن راضون عن أدائهم.
* قلت إن الأداء ممتاز.. ماذا حققتم خلال هذه الفترة؟
– أقلها استطاع ممثلو الحزب في حكومة الوفاق في الجهازين التشريعي والتنفيذي استيعاب الواقع الجديد بصورة كبيرة جداً .
*لكن لم يتم تحقيق أي هدف حتى الآن؟
– تحقيق الأهداف المطلوبة يحتاج فترة أخرى.
* هل نتوقع تحقيق أهداف؟
– نعم .
*مثل ماذا؟
– أهم أولوياتنا إيقاف الحرب وسنعمل مع الجميع في حكومة الوفاق الوطني على إيقاف الحرب وصناعة السلام والتعايش السلمي .
*ماذا عن الحريات؟
– سنعمل على استكمال الحريات المنقوصة.
* كيف تنظر لواقع الحريات بصورة عامة؟
– غير راضين عنها حتى الآن وسنعمل على إكمال الحريات من داخل البرلمان .
المفاوضات مع حاملي السلاح أوشكت على الانطلاق، هل سيتم التفاوض بوفد مشكّل من حكومة الوفاق أم سيكون مشكلاً من صفوف المؤتمر الوطني؟
الحكومة الحالية حكومة وفاق وطني، وليست حكومة مؤتمر وطني، بالتالي يجب أن تكون مسوؤلية التفاوض مسوؤلية رئيس الوزراء، وأن تشكل عناصر الوفد من حكومة الوفاق الوطني وليس المؤتمر الوطني.
*هل ستطالبون بإشراككم في وفد التفاوض؟
– نعم، لأن مخرجات الحوار الوطني تنص على ذلك .
*بمعنى انتهت مهمة الوفد القديم؟
– نعم، نطالب بتشكيل وفد جديد يضم عناصر الوفاق الوطني، وليس من حق المؤتمر الوطني أن يفاوض لوحده .
*هل الشعبي يملك إمكانيات لدفع مسيرة السلام في حالة إشراكه في وفد التفاوض؟
في تقديري أن فشل المفاوضات السابقة يعود في المقام الأول لانعدام عامل الثقة بين حاملي السلاح والمؤتمر الوطني .
ـ بمعني؟
– حملة السلاح لا يثقون في المؤتمر الوطني.
*تشكيل وفد من حكومة الوفاق الوطني هل سيحل مشكلة الثقة؟
– نعم، تشكيل وفد من حكومة الوفاق سيحل مسالة انعدام الثقة المنعدمة بين الوطني والحركات المسلحة.
*وجود عناصر جديدة في الوفد الحكومي من حكومة الوفاق هل سيودي لاختراق؟
– بلا شك، والحركات المسلحة تثق في عناصر موجودة في حكومة الوفاق الوطني.
*الحريات في زمن مشاركة الشعبي في السلطة صارت أسوأ بدليل اعتقال إبراهيم الشيخ وبكري يوسف؟
-أولاً، نحن نطالب ببسط الحريات وتعديل قانون الأمن الوطني، وسنعمل على تعديل قانون الأمن الوطني وبسط الحريات .
*بأي الطرق؟
– سنطالب بتعديل قانون الأمن في كل المنابر سياسياً، وكذلك عبر الحوار مع الآخرين .
*لكن الاعتقالات ما زالت مستمرة، ولم نسمع صوت الشعبي؟
– طالبنا من قبل بإطلاق سراح مضوي إبراهيم وأدِنّا اعتقال أمل هباني، وما زالنا نطالب بإطلاق سراح مضوي وإبراهيم الشيخ وبكري يوسف، ولا يوجد مبرر لاعتقال هؤلاء مطلقاً.
*معروف انه تم اعتقال عناصر المؤتمر السوداني بعد أحداث جامعة بخت الرضا؟
– أزمة جامعة بخت الرضا تمت إدارتها سياسياً، وليس أمنياً، وطالبنا أجهزة الأمن بعدم التدخل، والمشكلة في الأصل سياسية، بالتالي اعتقال السياسيين غير مبرر مطلقاً.
*لماذا لم تطالبوا باستدعاء مدير الأمن في البرلمان ومساءلته عن الاعتقالات؟
– نحن نطالب بإطلاق سراح إبراهيم الشيخ ومن معه، ونحن الآن نجري اتصالات من أجل إطلاق سراحه .
*سؤالي لماذا لم يطالب أعضاء الشعبي بالبرلمان باستدعاء مدير الأمن بسبب الاعتقالات التي ترون أنها غير مبررة؟
– البرلمان في إجازة سنوية .
* لكن لجان البرلمان تعمل؟
– في حالة مزاولة البرلمان نشاطة حالياً سنقوم باستدعاء مدير الأمن ومساءلتة عن اعتقالات السياسيين.
* لكن لجنة الأمن والدفاع تعمل؟
– نحن لا ندير لجنة الأمن والبرلمان، وهي تدار عبر المؤتمر الوطني.
* بمعنى أنكم مستمرون في الدفاع عن الحريات وتثبيتها؟
– نحن نطالب أولاً وزير العدل بالتدخل من أجل إطلاق سراح مضوي إبراهيم لأننا لا نرى أن هنالك مبرراً لاستمرار اعتقاله ونحن ضد المحاكمات السياسية.
* الحريات وبسطها عملية تحتاج للصبر؟
– سنعمل من أجل إتاحة الحريات خاصة الحريات الإعلامية، وأذكر أن اتاحة الحريات لمدة شهر واحد فقط أدى لكشف عدد من القضايا أبرزها قضية مكتب الوالي الشهيرة، بالتالي لابد من الحريات الصحفية لكشف الفساد.
* هل ستتحركون في ملفات مكافحة الفساد؟
– سنعمل مع حكومة الوفاق الوطني عبر إجراءات محدودة من أجل مكافحة الفساد.
* إجراءات مثل ماذا؟
– إجراءات رقابية وإجراءت أخرى لضبط الفساد بدليل أن أورنيك 15 لعب دوراً كبيراً في ضبط الفساد، ونحن نتحدث عن الإدارة الحديثة من محاصرة الفساد.
* ماذا عن محاكمة المفسدين؟
– هذا سيأتي لاحقاً بعد ضبط ومحاصرة الفساد لابد من إجراءات اقتصادية تحاصر الفساد .
*الشعبي من ناحية مناشط يعاني الخمول التنظيمي؟
– نحن نعمل في كل ولايات السودان، وعقدنا مؤتمراً للأمناء السياسيين في كل الولايات، صحيح الأنشطة لم تعد مثيرة للصحافة ولكن نشاطنا التنظيمي مستمر، وفي الفترة القادمة سنقوم بجولات تنظيمية للولايات.
*لا يوجد حراك جماهيري يستوعب مرحلة 2020م؟
– مؤتمر الأمناء السياسيين بالولايات تحدث عن مرحلة 2020م ووضع خطة للانتخابات وبعدها سنفكر في التحالفات السياسية.
*إذن الشعبي سيخوض انتخابات 2020؟
– نحن الآن نستعد للانتخابات 2020م .
* تحت مسمى المؤتمر الشعبي؟
– مؤتمر شعبي أو منظومة خالفة قل ما تشاء .
* ما هي خطة الشعبي لانتخابات 2020م؟
– خطة تقوم على الاستعداد لكل إجراءات الانتخابات .
* هل يملك الشعبي الجماهير الكافية لخوض غمار الانتخابات؟
– في 2010م كنا نملك جماهير كافية، ولكن التزوير حرمنا من الانتصار، مع ذلك تمكنا من إدخال أربعة أعضاء للبرلمان .
*حالياً هل ما زال الشعبي يملك جماهير؟
– نحن واثقون من جماهير المؤتمر الشعبي، وربما ندخل في تحالفات مع الآخرين .
*أين المنظومة الخالفة؟
– المنظومة الخالفة أجيزت من المؤتمر العام وبتكليف من الأمانة العامة لتحديد الوقت الذي تطرحه فيه المنظومة الخالفة .
*متى تعلن هذه المنظومة؟
– بعد إتاحة الحريات .
* الأمين العام للشعبي قام بعدة جولات خارجية ما هي نتائج تلك الجولات؟
– علي الحاج زار ألمانيا لدواعٍ طبية، وفي تركيا التقى بعدد من قيادات الحركة الإسلامية التركية .
*هناك أنباء عن تنحي الأمين العام عن قيادة الشعبي لدواعٍ صحية عبر مؤتمر استثنائي؟
– لا أرى ذلك، وعلي الحاج بصحة جيدة .
*ولكن تسريبات وصلت للصحف تقول إن علي الحاج سيتنحى عبر مؤتمر استثنائي؟
– لم أسمع بذلك، وأنا أمين سياسي وعضو أمانة عامة بالحزب .
* هل ظروفه الصحية تسمح له بذلك؟
– هو بصحة جيدة، والتقيت به في المطار بعد عودته وهو يتمتع بصحة جيدة كما قلت لك.
* في الأزمة الخليجية انحاز الشعبي للمعسكر القطري رغم أن الدولة أعلنت الحياد؟
– صحيح، نحن شركاء مع المؤتمر الوطني في حكومة واحدة، ولكن الموقف الذي أعلنته الدولة لم نُستشَر فيه وتم البصم عليه من مجلس الوزراء.
* بمعنى وزراء الشعبي بصموا على موقف تم تحديده مسبقاً؟
– مجلس الوزراء به أغلبية، صحيح نحن حزب مشارك، ولكننا حزب ناصح لا نتوانى عن قول الحق، نحن لم نقل إن موقف الحكومة الحيادي خاطئ، ولكن أعلنا عن موقف يعبر عن حزبنا.
*ما هي الأسباب التي جعلت الشعبي ينحاز لقطر؟
– الشروط التي فُرضت على قطر من قبل دولة الحصار شروط ظالمة .
* الانحياز لقطر فيه طابع أيدلوجي؟
– الشروط فُرضت على التيار الإسلامي في العالم كله، وليس على قطر فقط.
*بمعنى أوضح؟
– محور المقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) يحارب الإسلاميين في ليبيا وتونس وفي اليمن والجزائر ومصر، بالتالي القضية هي ليست قضية قطر، بل قضية “الإخوان المسلمون” في كل العالم .
*هل لمصر دور في الأزمة الخليجية؟
– كل الأجندة المطروحة في الأزمة أجندة مصرية بدءاً بطرد العلامة يوسف القرضاوي ومحاصرة حماس وصولاً للمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة.
*تقصد مصر هي من تدير المعركة ؟
– نعم، مصر هي من تدير المعركة، ونحن نرى أن القرضاوي ليس إرهابياً، وهو الذي نال جائزة الملك فيصل من قبل، وحركة حماس هي حركة مجاهدة ضد الاحتلال الصهيوني، وهي ليست حركة إرهابية، وفي اتفاق مكة الشهير التقى خالد بمحمود عباس في السعودية، فكيف لشخص يعقد اتفاقياته في مكة ويتم تصنيفه إرهابياً من ذات الدولة، أما بالنسبة لقناة الجزيرة فهي قناة الحرية، وتعبر عن العالم الإسلامي والشعوب العربية، وهي قناة حرة يجب أن لا تغلق ونحن مع حرية الإعلام، والجزيرة تتفوق على سي إن إن وهي قناة الرأي والرأي الآخر.
*ماذا عن “الإخوان المسلمون” كحركة إرهابية حسب دول الحصار؟
– “الإخوان المسلمون” فازوا بالانتخابات في مصر، وتم الانقلاب عليهم، فمن هو الإرهابي إذن، في تونس فازوا بالانتخابات، وكذلك في تركيا والمغرب، والشعوب دائماً ما تصطف خلف فكرة “الإخوان المسلمون” الدعوي ذي البعد السياسي، و”الإخوان المسلمون” طوال تاريخهم لم يقوموا إلا بانقلاب عسكري واحد هوو في السودان.
* الأزمة الاقتصادية ما زالت تراوح مكانها، رغم أن الشعبي قدم أوراقاً في الحوار لمعالجة الأزمة؟
– سنعمل على تطبيق تلك الآراء التي قدمناها في الحوار من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية .
*وزراء الشعبي يعملون في القطاع الاقتصادي هل من حلول عاجلة؟
– وزير الصناعة الآن يتحدث عن الدقيق وصناعته، وبالتالي نحن سنعمل من أجل معاش الناس وإيجاد بدائل اقتصادية من خلال إيقاف الحرب وتحويل مواردها للدعم وإنعاش الاقتصاد.

حوار: عبد الرؤوف طه
الصيحة