أبوالقاسم برطم: نداء الشمال ليس بديلاً للكيانات والمنظمات والجماعات الموجودة و عيبنا هو الاعتقاد بأننا جميعاً أمراء بحكم تاريخنا وحضارتنا
النائب البرلماني أبوالقاسم برطم :
نداء الشمال ليس بديلاً للكيانات والمنظمات والجماعات الموجودة
نداء الشمال هزم القبلية من أمري حتى فرس ولم أدفع لأحد
لا يوجد في الشمالية ما نتصارع عليه غير السرطانات والزحف الصحراوي
لا يُلزم ما يتم إقراره أو التوصل إليه عبر النداء أي شخص أو كيان
(النداء) غير مسجل ولن يسجل.. فهل الحركة الإسلامية مسجلة؟
عيبنا هو الاعتقاد بأننا جميعاً أمراء بحكم تاريخنا وحضارتنا
قال النائب البرلماني أبوالقاسم برطم إن كيان (نداء الشمال) يمثل المجموعة التي توافقت عليه فقط ولا يشكل بديلاً للكيانات ولا الأطراف الأخرى في الولاية الشمالية، مؤكداً في ذات الوقت اتساع رقعة المؤمنين بالفكرة والذين يتداعون طوعاً لدعمها والمشاركة في إنجاحها استشعارًا لمعاناة أهل الولاية الشمالية رغم العراقيل التي تضعها أمام النداء أطراف مختلفة. ووصف برطم الاتهامات الموجهة له بشراء الدعم لهذا الجسم بالأسلوب الرخيص غير المقبول والذي يشابه ما تم تداوله من قبل المؤتمر الوطني في الولاية إبان الانتخابات الماضية. وقال إنه لم يدفع جنيهاً واحداً لأي شخص من أجل الانضمام لهذا الجسم، مشيرًا إلى أن ما تم تداوله رخيص ومسيئ لهؤلاء الأشخاص وللقضية التي يستهدفها التحرك من الأساس، مشددًا على أن كل المشاركين يدفعون من جيوبهم أي مصروفات لأنهم تدافعوا طوعاً استشعاراً لفداحة الأوضاع، وأشار في هذا الحوار مع “الجريدة” إلى أن هناك عراقيل تواجههم من قبل بعض أبناء الولاية، وذلك من أجل مصالح حزبية وأنانية فردية تحجب الرؤية بشأن النداء وأهدافه، موضحاً أن نداء الشمال لم يلغ الأجسام الموجودة هناك إن كانت سياسية أو اجتماعية، ولم يفرض نفسه كجسم وحيد على الآخرين.
وأوضح النائب البرلماني أن نداء الشمال يمثل مجموعة من الأشخاص تداعت لأهداف محددة بشكل طوعي وفردي من مختلف أنحاء الولاية، ولا يلزم ما يتم إقراره والتوصل إليه عبر النداء أي شخص أو كيان، وتابع: “لقد تداعينا من أجل تلك الأهداف المعلنة، ومن حقنا ذلك لأن المساحة مفتوحة للجميع، وكل من يريد أن يعمل عليه أن يعمل فنحن لسنا بديلاً لأحد، ولم ولن نلغي أحداً وإن كنا نتمنى أن تصب كل الجهود في مكان واحد” وقال: “لا يوجد ما يمكن أن نتصارع حوله لا كرسي ولا سلطة ولا أي شيء، الموجود في الولاية أمراض وسرطانات وسيانيد وزحف صحراوي.”.
**الشمال موجود في الساحة كمبادرات ذاتية أو كردة فعل على قرارات وخطط حكومية، ودائماً تعبر عنه الروابط والجمعيات وجماعات مختلفة، لكنه دون عن بقية أقاليم البلاد لم يتجمع في كيان ما مثل الذي تدعون إليه، فلماذا الآن التفكير في إطلاق نداء باسم الشمال؟
يجب التوضيح أولاً أن النداء بدأ باسم الشمالية وحدث خلط فخرج باسم الشمال، ولكن المنطقة المعنية هي الولاية الشمالية بحدودها الجغرافية الحالية من فرس وحتى أمري ويضم كل المكونات الاجتماعية الموجودة دون استثناء. وأي مكون موجود في المنطقة المعنية يحاول النداء استيعابه، مهما كانت طبيعته، وفعلاً الشمالية كانت بها مجموعة من النداءات والتحركات لكن كلها لم تصل للهدف.
*لماذا لم تصل لأهدافها المتفق عليها؟
لدينا عيب في الولاية، فكلنا نعتقد أننا أمراء بحكم تاريخنا وبحكم حضارتنا، ثم أن الولاية لا يوجد بها نظام الإدارة الأهلية الموجودة في ولايات أخرى، وذلك الواقع رغم محاسنه يترك ظلالاً أيضاً على مسألة العمل المشترك. الواقع أن كل مواطن في الولاية سيد رأيه وقراره ويمتلك حساسية تجاه أي نوع من التصنيف الذي يقيده بقرارات حتى لو كانت من نظام إداري أهلي، وهناك عامل آخر ساهم في إبطاء الدفع باتجاه التحرك لرفع المعاناة عن أهل الولاية وهي المساهمات الكبيرة للمغتربين في تخفيفها عن أسرهم، وهي مساهمات تاريخية ومشهودة.
* وهل تزيد معاناة الولاية عن رصيفاتها في أنحاء البلاد؟
المعاناة التي تعيشها الولاية لا تقل عن المعاناة التي تعيشها بقية الولايات، الشمالية الآن أضحت بين مطرقة التصحر وسندان الهدام ما يستلزم التحرك باتجاه إنقاذها عبر رؤى علمية وخطط ومشاريع تغير من واقعها الطارد. وما زاد من التعقيدات السلبيات الكثيرة التي صاحبت التنمية في الفترة الأخيرة، والتي لم تسفر عن (تنمية) وبرزت أمراض وسيانيد وسرطانات ومجموعة من الأشياء التي زادت من معاناة المواطن. وللأسف لم يكن هناك جهة أو مجموعة تتبنى هذه القضايا كوحدة كاملة من غير أن تقوم بتجزئتها على أسس قبلية، وهذه القضية تجاوزناها بحمد الله في نداء الشمال، ونتمنى أن يحذو الآخرون حذونا في هزيمة القبلية، وما ساعدنا في ذلك أكثر أن التاريخ الطويل تجاوز الفوارق بين الناس هناك.
* تثار حول هذا التحرك أقاويل تشكك في مقصده؟
ليس لدينا مصالح خاصة أو حزبية، لسنا نسعى للسلطة، وولد النداء بأسنانه لأنه قام على أرضية صلبة وفهم متجاوز لكل الحساسيات استشعارًا للظلم الواقع على الناس وإيمانًا بأن العمل الجماعي المتجرد هو السبيل. ويهمني بشكل خاص أن أشدد على أن النداء لم يخرج لتحقيق مصالح أو طموحات شخصية أو يستهدف مصالح حزبية، لذلك لا يوجد باب للفتن او الأقاويل، ودستور النداء واضح بهذا الصدد.
* ماهو توصيف (النداء) هل هو مسجل؟
النداء ليس من مؤسسات الدولة ولا جهة ربحية ولا جهة تسعى للسلطة، وذلك ما يغلق الباب أم التشكيك في النداء وأهدافه ومصداقية ما يطرحه. والنداء غير مسجل، ودعني أسألك في المقابل: هل الحركة الإسلامية مسجلة؟.
* لماذا تبدو واثقاً بشأن هذا التحرك وفرصه في الاستمرار؟
لأن من تداعى له هم المتجردون من المصالح الشخصية، ولأنه يضم كل التشكيلات الموجودة في ساحة العمل العام في الولاية، دون إقصاء لأحد لأي سبب. هدفنا خلق مستقبل لأبنائنا في الشمالية في ظل عدم وجود رؤية واضحة.
* إذاً ما هي أجندة هذا العمل الآنية؟
أبرز القضايا المستهدفة، غير السيانيد وكهرباء دلقو والسرطانات، التي تحتاج لمعالجة سريعة، هي الوصول لرؤية واضحة وعلمية تحدد شكل المستقبل في الشمالية، لا نتعامل بسياسة رزق اليوم باليوم.
* كيف وعبر أي آلية؟
التعامل مع التحديات التي تواجه الولاية سيتم بعد دراسات متكاملة تعدها مكاتب فنية تشمل مختصين مشهود لهم بالكفاءة. ولن نتحرك خطوة من دون تلك الدراسات.
* ماهي محاور تلك الدراسات التي ستعكف عليها المكاتب الفنية؟
دراسات متكاملة لكل المنطقة من حيث الثروات وتطوير الزراعة والتعليم والصحة من علماء متخصصين داخل وخارج السودان.
* ألا يصعب تحقيق ما تتحدث عنه؟
هذا ليس كلاماً خيالياً وتحقيقه ليس صعباً. وواحدة من مشكلاتنا ومشكلات الدولة ككل عدم وجود رؤية مستقبلية لأي شيء، لذلك فإن الحديث عن إيجاد رؤية علمية متكاملة أولاً أمر في غاية الأهمية.
* ألم يحدث نوع من سوء الفهم لهذا التحرك؟
نعم حدث ذلك، ومن داخل الولاية قبل خارجها، لذلك يهمنا أن يتم فهم هذا التحرك على نحو صحيح. نحن لسنا ضد أحد أو خصماً على أحد أو كياناً أو حزباً، ونرحب بالتعاون مع كل الكيانات الموجودة لتحقيق الهدف. وأشير إلى أن من المستجيبين للنداء شخصيات حزبية مختلفة، قدمت طوعاً وبشكل فردي.
* لماذا لم يستجب النداء للواقع الموجود، ولم تتم مخاطبة الكيانات والتنظيمات الموجودة حتى تتضح الصورة؟
نحن لم نلغ الأجسام الموجودة ولم نفرض أنفسنا على الآخرين، نحن مجموعة من الناس تداعت وتوافقت على أهداف محددة. إن جاء شخص ما طوعاً إلى النداء فهذا لا يمنحه صفة تمثيل جغرافي للمنطقة التي ينتمي لها، ما نقوله ونتوافق عليه نحن لا يُلزم أي أحد خارج النداء، وكل شخص حر في خياراته، ثم إن المساحة مفتوحة للكل وإن كنا نتمنى أن تتوحد جهود الجميع طالما الهدف واحد.
* لكن ينظر لهذا التحرك باعتباره بديلاً..؟
مقاطعاً: لا لسنا بديلاً لأحد، والمساحة مفتوحة للجميع. وإن كنا كما أسلفت نتمنى أن تصب كل الجهود في اتجاه تحقيق الهدف، سواء كان ذلك من المنظمات النوبية أو اتحادات المناطق أو أي جماعة من الجماعات التي تجاوزت 600 جماعة في الشمالية. وأرى أنه ليس أمامنا جميعاً غير توحيد الجهود، فليس هناك ما يمكن الصراع حوله، لا سلطة ولا كرسي ولا قروش، بل أمراض وسرطانات وسيانيد وزحف صحراوي، و”بلاوي أخرى لامانا سوا”.وبعدين لا يوجد ميزات في قيادة الحراك لا مرتب ولا امتيازات ولا حاجة، كل ما يتم يجري بشكل طوعي ويصرف عليه من جيب الأعضاء، ويجب أن أسجل هنا شهادة في حق الشباب الذين يتحركون بتجرد من جيوبهم.
* هل هذا ردك على الحديث الدائر عن مبالغ مرصودة لهذا العمل؟
عملنا هذا تطوعي ومن جيوب المجموعة التي تحركت لإنجاز هذا العمل مهما كان رأي الآخرين به، دعونا الجميع للعمل في إطار واحد مهما كانوا.
* إذاً النداء يمثل من حضر واستجاب وليس..؟
مقاطعة: نداء الشمال يمثل المجموعة التي يضمها فقط، المجموعة التي توافقت عليه.. إذا كان 50 أو 100 شخص أو مليون، ولا يمثل أي أحد أو كيان او مجموعة خارجه. ودعني أسأل أيضاً: هل تمثل الكيانات الموجودة الآن كل الناس؟ وهل تعبر عنهم جميعاً ويشعرون بالرضا عنها؟
* أنت متهم صراحة بالصرف على هذا العمل بالملايين، وبشراء أشخاص لحشد الدعم للنداء من قبل كيانات اجتماعية في الولاية؟
هذا كلام فارغ وأسلوب رخيص استخدمه المؤتمر الوطني ضدي في الانتخابات السابقة، قالوا ان برطم دفع واشترى الناس، فهل أملك أكثر مما يملكه المؤتمر الوطني. هذا كلام رخيص ومعارضة فارغة بلا مضمون أو قيمة.
* إذا لم تدفع أموال لأشخاص في هيئة شورى..؟
هذا كلام رخيص، وعيب. أدفع لمنو؟ أدفع لبروفات.. أدفع لمحمد وداعة ولا قوش ولا البروف محمد عثمان، أم الدكاترة والعلماء الأجلاء؟ هذا الكلام الرخيص ينتقص من مقام علماء أجلاء وأنا لا أقبل لهم ذلك. لا يمكن أن يصل الأمر مستوى اتهامي بالصرف على شخصيات بعضها إمكاناتها المادية تفوق برطم بمراحل. وفي النهاية هذا كلام رخيص ومردود عليه.
* علينا الإشارة لوجود خبر يتحدث عن دفعك مبالغ لأشخاص من هيئة شورى المحس؟
كلام غير صحيح ويجب أن يحترم من يروجون لذلك المجتمع، وأن لا يصل الخلاف بيننا في الولاية إلى هذا المستوى، لا يمكن أن أقبل أو أتصور أن تمس سمعة أولئك الأشخاص عبر تلك الطريقة الرخيصة.
حوار: ماجد ـ علاء الدين
صحيفة الجريدة