أشهر قبطان في (توتي)حبيب الله: السفن .. (أيام كان لها إيقاع)
امتدت صداقته والبحر قرابة الثلاثين عاماً، يعرف خباياه وأسراره، خبير بموعد قدوم (الدميرة)- إرتفاع التيار- ومتى يُصبح عبور منطقة ما مستحيلاً، وكيف يتعامل مع تصاريف الفصول وما تفعله بالبحر، رجل سبعيني، يحفه الوقار، أخذ من البحر هدوئه وسكينته، وطبعه الحازم، يُعد العم خليفة حبيب الله من أقدم البحارة- سواقي البواخر بتوتي- تسبقه شهرته، حيث يعرفه الجميع هناك، لذلك لم نجد أي عناء في الوصول إليه:عندما قررت ركوب موج البحر كُنت صغيراً، هكذا بدأ العم خليفة حديثه لـ (آخر لحظة)، ثم أضاف حينها لم تكن شواطئ (توتي) مكتظة بالزوار، كانت هادئة نهاراً، ويشوبها السكون ليلاً، فلم نكن نسمع سوى (خرير) المياه، وونسات البحارة وققهاتهم من بعيد في جلسات سمرهم الليلية.ويضيف حبيب الله، أنه كان من ضمن بحارة قلة قادوا السفن من مقرن النيلين وحتى الجنوب، مُروراً بكوستي وبحر أبيض.. طوال فترة عمله التي تجاوزت الـ (30) عاماً لم يغرق له مركب أو باخرة قط، واصفاً كافة البواخر التي عمل بها بالآمنة، مدافعاً عن كافة زملائه سائقي البواخر، التي قال إنهم يتميزون بالخبرة وحب العمل. ويواصل العم خليفة حديثه قائلاً: تسهل سواقة البواخر في فصل الصيف، الشيء الذي يقلل من الزمن المستقطع في الذهاب والعودة، بعكس أيام (الدميرة)- وهي فترة هطول الأمطار مابين شهر (7 وحتى 10)- والتي تجعل من مهمة عبور المُلتقى صعبة، لكنها ليست مُستحيلة، وذلك بسبب إرتفاع التيار.. مُضيفاً هذه الأيام تستطيع البواخر التحرك من كبري (توتي) مروراً بملتقى النيلين، إلا أنّها تعجز عن الذهاب إلى الجهة الشرقية، حيث كبري (النيل الأزرق)، معللاً ذلك بقوله: (البحر قافل) بسبب الطمي، إذ يبلغ عمقه الآن ( قدمين) والباخرة تحتاج لـ(10) أقدام حتى تعبر. العم خليفة حبيب الله يرى أن مهنته طالتها الكثير من المتغيرات، وقال إنّها باتت لا تدر دخلاً مُجزياً مقارنة بالسابق، حيث كان لقيادة السفن أيام لا تنسى، مؤكداً عدم وجود صعوبات سوى إنحدار النيل وارتفاع التيار.
سلمى عبدالعزيز
اخر لحظة