حرٌّ قاتل سيضرب الأرض .. هذه الدول لن يستطيع مواطنوها الحياة في المستقبل
قد يصبح الخروج من المنزل مميتاً قبل نهاية القرن الحالي؛ إذ يُتوقَّع أن يتسبِّب التغيُّر المناخي في موجاتِ حرٍّ عبر جنوب آسيا، حيث يعيش 20% من سكان العالم.
ووفقاً لتقريرٍ حديث، من المُتوقَّع أن تؤدي انبعاثات الكربون المسببة للاحتباس الحراري، بحلول عام 2100، إلى درجاتِ حرارةٍ مرتفعة ونسبِ رطوبةٍ تفوق ما قد يحتمله البشر.
وإذا استمر الأمر كما هو عليه دون اتخاذ إجراءاتٍ “جذرية” للتقليل من الاحتباس الحراري، فإنَّ تلك الأنماط المذكورة قد تتضح في وقتٍ قريب خلال العقود القليلة المقبلة في الهند، وباكستان، وبنغلاديش، ما قد يهدِّد مخزون الغذاء الذي يمد المنطقة بأكملها.
وقد شهد صيف عام 2015 إحدى أكثر موجات الحر المُسجَّلة فتكاً في التاريخ؛ إذ أودت بحياة ما يقدّر بـ3500 شخص، وقد يُصبح هذا وضعاً طبيعياً؛ إذ تنبَّأت المحاكاة باستخدام الكمبيوتر بالوصول لمستوياتٍ عليا غير مسبوقة.
إذ لا يقدر الجسم البشري على تبريد ذاته بالقدر الكافي ليبقى حياً أكثر من بضع ساعات في بيئة “المصباح الرطب”، أي (في الحرّ والرطوبة معاً) عند درجة حرارة 35 درجة مئوية.
ونادراً ما تتخطى درجات حرارة “المصباح الرطب” الحالية على الأرض 31 درجة مئوية. لكنَّ درجة الحرارة القصوى الجديدة قد تصبح في متوسط 34.2 درجة مئوية.
وقال الفاتح الطاهر، أستاذ الهندسة البيئية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، والذي شارك في كتابة تقرير النسخة البريطانية لموقع “هاف بوست”: “هذا يقرِّبنا من الحد الأقصى.. وبطبيعة الحال، فإنَّ أيَّة درجة حرارة في الثلاثينات هيَ شديدة الخطورة”.
وسيتعرَّض 2% تقريباً من تعداد سكّان جنوب آسيا -وتتركّز المخاوف هنا حول منطقتي شمال الهند وشرق الصين- لهذا الحدّ الأقصى.
وقد أعدّ الطاهر مسبقاً توقّعاتٍ لمنطقة الخليج -حيث تضرب أسوأ موجاتِ الحر على سطح الكوكب- ومن المتوقّع أن تتجاوز المنطقة حدّ إمكانية البقاء خلال الـ80 عاماً المقبلة.
ومع أنَّ درجات الحرارة في الخليج هي الأعلى حسابياً، فإنَّ حصيلة الوفيات تثير القلق أكثر في جنوب آسيا؛ لأنَّ نسبة المزارعين ممَّن يعيشون في فقرٍ ويقضون أوقاتهم بالخارج بلا مأوى أو أنظمة تكييفٍ للهواء، وهو الشائع في منطقة الخليج الأكثر ثراءً.
وقال الطاهر: “يجعلهم هذا أكثر عرضةً للتأثر بتلك التغيّرات المناخية، بافتراض عدم فعل شيء للتخفيف من آثارها”.
هافغنتون بوست