اللعب تحت حرسة مشددة!
أكثر من أربعين رئيس دولة سيحضرون اليوم الجمعة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتويية فى مدينة سوتشي الروسية، وقطعا سيشعرون بالسعادة لحضور هذه المناسبة في المنتجع السياحي الواقع بين شاطئ البحر الأسود وجبال القوقاز الروسي، تماما كالمشاركين من الأبطال الرياضيين ولكن ثمة رئيس وحيد سيكون متوترا ومهموما هو مضيفهم الرئيس الروسي فلادمير بوتن، الذي تلازمه تلك الحالة حتى يسدل الستار بنهاية فبراير الجاري على الألعاب الأولمبية ومصدر توتر بوتن هو المخاوف الامنية الكبيرة من احتمالات حدوث تفجيرات ارهابية اثناء الألعاب الأولمبية الهواجس الأمنية حولت المدينة من منتجع صيفي هادئ على ضفاف البحر الأسود إلى قاعدة عسكرية، أكثر من 100 ألف عسكري جاءوا من أنحاء الفيرالية الروسية لحماية أمن المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 343 ألف نسمة.
بحسب المعطيات الرسمية سيشارك 37 ألف شرطي من كافة أنحاء روسيا في عملية تأمين سوتشي. الكثيرون منهم خضعوا لدورات مكثفة لتعلم اللغة الإنكليزية والتزلج وتسلق الجبال، من أجل مساعدة السياح الأجانب من جهة، ولمواجهة أي حادث طارئ في الجبال الثلجية. كما سيتواجد 23 ألفا من العاملين في وزارة الحماية المدنية ومواجهة الكوارث. إضافة لمؤازرة آلاف الجنود من الجيش الروسي وحرس الحدود، وعدد لم يفصح عنه من عناصر المخابرات.
وفي البحر الأسود سترابط سفن عسكرية ضخمة وغواصات لمراقبة السواحل بدقة. المراقبة الجوية ستتولاها طائرات بدون طيار وأخرى بطيار. والآن هناك الكثير من سيارات المراقبة تمشط المنطقة جيئة وذهابا.
والامر لا يتقصر فقط على روسيا فقد أعلنت البحرية الأميركية أن سفينتين حربيتين أميركيتين، هما فرقاطة وسفينة قيادة، وصلتا إلى البحر الأسود قبل يومين من بدء الألعاب الأولمبية وأوضحت البحرية الأميركية في بيان أن (يو اس اس ماونتي ويتني) السفينة القيادية التابعة للأسطول الأميركي في البحر المتوسط، عبرت البوسفور ووصلت إلى البحر الأسود وعلى متنها 300 بحار. وهذه السفينة المجهزة بأنظمة اتصالات وتلقي استخبارات قادرة على حمل مروحية، وتعتبر بمثابة هيئة أركان عامة عائمة.
صحيفة موسكو تايمز قالت أمس إن الهم الامني لا يزال هو الهم الأكبر فى الاولمبيات وخصوصا بعد الهجمات الانتحارية قي فولغو غراد وأضافت: تعتبر الألعاب الاولمبية في سوتشي الحدث الأهم بالنسبة إلى روسيا منذ الألعاب الصيفية في موسكو عام 1980. وليس مستغربا أن يكون (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قد صرف عليها 50 مليار دولار ومع هذه الكلفة الضخمة ممنوع الخطأ. فبالنسبة إلى بوتين أنها فرصة كي يثبت زعامة روسيا للعالم وقدراتها المؤسساتية، أما بالنسبة إلى الجهاديين في القوقاز، فإن ألعاب سوتشي فرصة لضرب المصالح الروسية ولإسماع صوتهم والقيام بعمليات إرهابية تستطيع ان تجذب انتباه العالم.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي