منوعات

جمال السياحة بالسودان بعيون “التايمز” البريطانية

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا مطولا عن السياحة في السودان كتبه أحد الرحالة الغربيين، تحدث فيه عن تجربته في زيارة السودان والمناطق التاريخية هناك التي لا يسوق لها عادة في الإعلام.
وقال توم شيسشاير في تقريره الذي عنونه “في وسط الصحراء بالسودان القديم”، إن تلك البلاد قلما يزورها الأجانب، رغم وجود العديد من الأهرامات فيها والتي يتجاوز عددها ما في مصر.

وتحدث الكاتب عن لحظات الغروب في الأهرامات بميرو، والتي أشار إلى أنها من التراث العالمي بحسب اليونيسكو، والأماكن المقدسة لمملكة كوش المعروفة والتي حكمت في الفترة 2400 قبل الميلاد إلى 400 ميلادي وحكمت مصر وواصلت السيطرة على الأراضي حتى شمال لبنان.

وأوضح أن “هذه الأهرامات هي بقايا دولة كانت مزدهرة”، مشيرا إلى أنها تعتبر واحدة من أرقى المعالم السياحية في أفريقيا.

وقال شيسشاير إن تلك الأهرامات تبدو للناظر إليها من بعيد كأسنان في فم فاغر.

وأشار إلى أنه رغم أن أهرامات الجيزة المصرية أكبر حجما، إلا أن مثيلاتها في مروي القديمة تثير الذكريات والعواطف بشكل لا يُصدق.

وبين أنه بالرغم من أن السودان بلد كبير ويعاني من اضطرابات في الجنوب والغرب، إلا أن ذلك لم يؤثر على أمن الأجانب وسلامة الزائرين لمعالمه التاريخية البارزة في العاصمة الخرطوم، والمناطق الشمالية منها حتى الحدود مع مصر.

وبحسب الكاتب، فرغم الأحداث المثيرة التي حصلت في السودان وأدت إلى انفصال دولة الجنوب عنها عام 2011 بسبب خلافات دينية، ورغم أنه منذ الاستقلال لم تسر الأمور على ما يرام مع استمرار الصراع، فإن ذلك لم يؤثر على أمن السوادن.

وأشار إلى أن وزارة الخاجية البريطانية تنصح بزيارة السودان خلال الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر إلى نيسان/ أبريل، أي في الوقت الذي يكون فيه الجو معتدلا وتقدم وكالات السفر عروضا خاصة لشد الرحال إلى تلك البلاد السمراء.

ولفت إلى أنه من المنتظر أن تكون السودان مسرحا لتصوير فيلم ضخم من إنتاج هوليوود، من بطولة الممثلة الشهيرة أنجلينا جولي التي ستزوره في أيلول/ سبتمبر.

ويحمل الفيلم بحسب التقرير عنوان “التاريخ بدأ من هنا”، ويروي قصة ملكة “مروية” حكمت في فترة من الفترات مملكة كوش النوبية القديمة وعاصمتها مروي.

وتحدث الكاتب عن المواقع السياحية في الخرطوم، ابتداء من بيت الخليفة في أم درمان وضريح الإمام محمد المهدي وملتقى النيلين.

وأشار الكاتب إلى موقعة سياسية، ذاكرا قصة أنصار المهدي والهزيمة التي ألحقوها بالحاكم الإنجليزي تشارلس غوردون الذي قطع رأسه بعد اقتحام السودانيين قصره.

ولفت إلى أسواق أم درمان والمنتجات المحلية من الحقائب الجلدية المنوعة فضلا عن المسابح المصنوعة من العاج.

وذكر أيضا المعالم الأثرية في شمال السودان وتحديدا خص منطقة جبل البركل القريبة من مدينة كريمة، ومعبد “أباداماك” في منطقة النقعة التي تبعد زهاء 170 كلم إلى الشمال الشرقي من الخرطوم.

وتحدث عن التصوف مشيرا إلى حضوره في إحدى الليالي لقاء دراويش قرب ضريح الزعيم الصوفي الشيخ حامد النيل الذي عاش في القرن التاسع عشر.

وأوضح أن الأمسية تقام كل يوم جمعة قبل غروب الشمس، يتحولق عدد كبير من أتباع الصوفية ويشاهد الراقصون على أرض ترابية، بعضهم يرتدي قبعات كقرن الماشية، والبعض الآخر رايات مع الخرز، وجميعهم يقفزون كما لو كانوا يمشون على الحجارة الساخنة.

ويضيف أنهم يضعون البخور ويضربون الطبول، وتهتف الحشود “الله! الله! الله!”.

smc

تعليق واحد

  1. كوش ــــ النوبة : إشكالية التسمية
    د. أسامة عبدالرحمن النور
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    في القرن السادس عشر قبل الميلاد، واحتمالاً في وقت أسبق، بدأت في التلاحم والتوحد المشيخات الكوشية إلى الجنوب من مصر، تلك العملية التى قدر لها على مدى ثمانمائة عام ليس فقط أن تحكم قبضتها على كل وادي النيل من البطانة جنوباً حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً، بل وأن تدخل في تنافس مشهود مع الإمبراطورية الآشورية من أجل السيادة على سوريا وفلسطين.
    .
    يمكن القول بأن كوش ظهرت للمرة الأولى على مسرح السياسة الدوليَّة تحديداً تحت هذا الاسم منذ نهاية النصف الأول للألفية الثانية قبل الميلاد. وقد أطلق ملوك نبتة ومروى على بلادهم اسم كوش وهو ما فعله كل من أسبالتا، وهورسيوتف، ونستاسن.
    .
    ورغم أن اسم كوش قد استخدمه المصريون إلى جانب أسماء أخرى منذ عهد المملكة الوسطى، وعنهم استخدمه الآشوريون والفرس في مدوناتهم، بل وبهذا الاسم ذكرت البلاد في الكتاب المقدس، فانه وفي أزمان لاحقة صارت الكتابات المتخصصة، بفعل تقليد يعود إلى الإغريق والرومان بداية وإلى الكتاب العرب في القرون الوسطى لاحقاً، تلجأ إلى استخدام تسمية إثيوبيا أوالنوبة للدلالة على كوش.
    .
    من ثم يرى الكاتب أن تسمية النوبة المستخدمة حالياً للدلالة على اسم البلاد في الفترات التاريخية السابقة للقرن الخامس الميلادي، لا تتطابق مع الواقع الفعلي التاريخي. ويرى الكاتب أن تسمية النوبة تظهر للمرة الأولى فقط في العصور الوسطى، وتم اشتقاقها في الغالب الأعظم من قبائل النوبا أو النوباديين، الذين وصلت أول إشارة عنهم في القرن الثالث الميلادي. بهذا فإن استخدام تسمية النوبة بدلاً عن كوش لا يتطابق مع الواقع التاريخي.
    .
    اضافة لهذا فانه يثير بلبلة فيما يتعلق بالحدود الجغرافية ذلك أنه لم يتم إطلاقا إدخال البطانة في مفهوم النوبة. بالتالي فإن تطبيق اسم النوبة على أزمان مملكة مروى غير صحيح إطلاقاً. إنه حتى في أزمان الادريسى، حين أصبحت تسمية النوبة تفهم بمعنى أكثر اتساعا، فإنها كانت تشمل فقط شمال السودان حتى الجندل السادس جنوباً بمجرى النيل وهو ما يعنى استبعاد الصحراء على ضفتيه والجزيرة المرًّوية (البطانة).

    .
    إذا حاولنا العودة إلى مسألة تسمية “النوبة” فإنه يتضح عدم مطابقتها للواقع الفعلي التاريخي في الفترة الممتدة حتى القرن الخامس الميلادي. من ثمَّ نرى ضرورة التوقف لمناقشة هذه التسمية وتحديد المصطلحات بدقة أكثر.
    .
    ففي نص يعود تاريخه إلى عصر سيادة الهكسوس في مصر ورد :” كيف لى أن أتحقق من سلطتي وهناك ملك يحكم في أفاريس وآخر في كوش وأظل أنا عاجز عن التصرف اذ يشاركني الحكم آسيوي وكوشي وكل منهما يمتلك جزءاً في مصر هذه”. هكذا كانت كلمات كامس، آخر فراعنة الأسرة المصرية السابعة عشر، أمام حشدٍ من مستشاريه استعداداً لخوض معركة التحرير ضد الهكسوس.
    .
    ويبدو أن كوش المشار اليها كانت دولة قوية فرضت على حاكم الهكسوس في أفاريس أن يسعى إلى ملكها طالباً المساندة والدعم له في حربه مع كامس. محتوى رسالة حاكم أفاريس الموجهة إلى حاكم كرمة رأي كامس أن يسجله في النقش الذى يحكى عن مآثره في الكرنك
    .
    : “التقطت رسالة في جنوبي الواحات أثناء صعود حاملها إلى بلاد كوش واكتشفت أنه خطاب من ملك أفاريس بخط يده يقول فيه: عا اوسر رع أبيبى، ابن رع، يحى ابنه ملك كوش. لمَّ أعلنت نفسك ملكاً دون أن تحيطني علماً؟ وهل بلغك ما فعلته مصر معي؟ فالعاهل القائم عليها-كامس- فليوهب حياة وعمرا ! يشن الهجمات على ممتلكاتي رغم أنني لم أناصبه العداء. لقد عاملني كما عاملك تماماً ! لقد وقع اختياره على بلدين لينشر فيهما الخراب… بلدي وبلدك. وعاث فيهما فساداً. هيا ! احضر لا تخف ! انه هنا في الوقت الراهن حيث يتعقبني. فلا أحد يترقبك في مصر. ولن أتركه يرحل قبل وصولك”.
    .
    عندئذ توقفت العمليات الحربية بمعنى الكلمة. وعاد كامس إلى عاصمته طيبة لينقش قصة مآثره وبطولاته دون أن يشير إلى إنجاز نصر. أفلا يجوز أنه اكتفي، على أكثر تقدير، بأن أمنَّ لنفسه طريق القوافل قاطعاً الطريق بين الدلتا في الشمال وكوش في الجنوب؟
    .
    أما تسمية النوبة التى تستخدم بكثرة أيضاً في الكتابات المتخصصة للدلالة على إثيوبيا النيلية (كوش) فانها تظهر في فترة متأخرة، ففي مقتطف من إراتسفين يقول أنه مأخوذ عن سترابو يرد للمرة الأولى اسم النوباى [النوباويين] “جزء من الجانب الأيسر للنيل في ليبيا مأهول بقبيلة النوباويين الكبيرة الممتدة من مروى حتى انحناءة النيل.
    .
    لا يخضع النوباويون للإثيوبيين لكنهم ينقسمون إلى عدة ممالك”. إلا أن قول إراتسفين هذا يتناقض مع قول سترابو نفسه: “في الأجزاء الأخرى باتجاه الجنوب (يقصد من مصر) يعيش التروجلوديت، والبليميون، والنوباويون، والميجبارى. ويعيش الإثيوبيون إلى الجنوب من أسوان، وهؤلاء مراحيل”.
    .
    اللافت للانتباه أنه في الحالتين إراتسفين وسترابو يوضع النوباويون بمواجهة الإثيوبيين، أي الكوشيين. تتوافق المعلومات المعروفة لبلينى عن النوباويين، والتى أخذها عن أجاثارخيد، مع معلومات سترابو. بهذا يمكن القول بأن النوباويين قد شغلوا المنطقة الواقعة إلى الغرب من النيل حتى انحناءة النيل الكبرى عند الدبة، وهى منطقة تتوافق حالياً مع إقليم الدناقلة الناطقين باللغة النوبية (اللهجة الدنقلاوية). في الوقت الراهن يطلق اسم النوبا على سكان جبال جنوب كردفان الذين يمثلون خليطاً من المجموعات الاثنية تغلب عليها الزنجوية ويتحدثون بلغات مختلفة.
    .
    في أواسط القرن الثالث الميلادي شغل النوباى، وفق ما سجله بطليموس، الضفة الغربيَّة للنيل وجزره. في الغالب ما يعنيه بطليموس هو منطقة ممتدة من كردفان حتى النوبة السفلى الحالية. ومن إشارات أوردها بروكوبيوس نعرف أن الإمبراطور دوكليتيان استدعى في عام 292 م. النوباديين الذين يعيشون، حسب بروكوبيوس، في الواحة الخارجة وذلك للدفاع عن حدود مصر الجنوبية، وجعلهم يعيشون في الدوديكاسخيونس (الإقليم الثاني عشر لمصر الرومانية).
    .
    إلا أنإشارات بروكوبيوس أثارت قدراً من التشكك لدى الباحثين الذين أشاروا إلى أن النوباديين قد ورَّد ذكرهم للمرة الأولى في بردية يعود تاريخها إلى عهد فيودوسيا الثاني 425-450 م. وكان ذلك في شكل أنوباديين. ويصف مونير دى فيلارد النوباديين بأنهم جماعة غير كبيرة من البربر من ذوى الأصول الليبية استقروا في النوبة وفقدوا لغتهم الأصلية.
    .
    إلا أن هناك الكثير من الاعتراضات على مثل تلك الفرضية. فانطلاقاً من معطيات اللغة طرح كل من تسيلارز وهيللسون رأياً يقول بأن النوباديين قدموا من كردفان، واستقر الجزء الأساسي من قبائل النوبا الذين يؤلف النوباديون فرعاً منها هناك حتى القرن الميلادي الرابع حين اجتاحوا العاصمة مروى وتوغلوا جنوباً إلى منطقة الجزيرة، ومن ثم يطابق تسيلارز وهيللسون هؤلاء بالنوبة الزرق الذين أشار اليهم نص عيزانا، إلا أن آركل يرى أن النوباديين (النوباتيين) اسم مشتق من التسمية الجغرافية “نبتة” التى سماها بليني ناباتا
    ..
    ويعتقد آركل أن تسمية النوبة إنما تمثل اسماً قبلياً مثلها مثل أسماء أخرى في السودان الحالي: البرتى، والبرتا، والبورجو الخ. تأصلت عن الكلمة النوبية التى تعنى ، ويرى أيضاً احتمال أن تكون كلمة نبو المصرية القديمة الدالة على الذهب مرتبطة بتسمية النوبا الذين تحصل المصريون منهم على الذهب للمرة الأولى ومن ثم عدوا من يجلبه لهم عبيداً.
    >
    إلا أنَّ هذه الفرضية تواجه الكثير من الاعتراضات وذلك لثلاثة أسباب: الأول أن المصريين كانوا قد تعرفوا على الذهب بفترة طويلة سابقة لعصر المملكة المصرية الوسطى، فمنذ عصر المملكة المبكرة تورد النصوص كلمة “نبو” 1963 Kaplony وثانياً فإن تسمية البلاد أو سكانها بالنوبة في الوثائق المصرية لا تقابلنا إطلاقا.
    .
    كما أشرنا فإن المرة الأولى التى وردت فيها التسمية تعود للقرن الثالث ق.م. مع ملاحظة أن ذلك ورد في أعمال الكاتب الإغريقي. ثالثاً، فإن اللغة المرَّوية المكتوبة نفسها، كما يعترف بذلك آركل نفسه Arkell1961 لم تكن نوبية؛ بالتالي، يستبعد أن تكون التسمية ترجع إلى عصر المملكة الوسطى. كما وتسقط أيضاً الحجة، التى يمكنها أن تدعم فرضيته- أنهم الأحفاد المباشرين لأهل المجموعة الثالثة
    >.
    هناك محاولات أخرى لتفسير أصل تسمية البلاد بـ “النوبة”. ذلك عن طريق ربط الكلمة بالفعل المصري “نبد” والذي يعني ” ضفر” “جدل” Erman and Grapow، والذي يظهر للمرة الأولى فقط في اللغة المصرية الحديثة (في القبطية نويبت). في مسلة تحتمس الأول من العام الثاني لحكمه، والتي تتحدث عن انتصارات الملك جاء “وحد (حرفياً جمع) هو الحدود من جانبيها الاثنين، ولم يتبق أي من ذوى الشعور المضفورة” Urkunden .
    .
    في تلك الأسطر ذاتها سميوا بـ نحسي، وسمي قائدهم بـ “زعيم ستيو”، أي، كما أسمى المصريون سكان كوش. بقدر ما قد يغوينا مثل هذا التفسير إلا انه يستحسن انتظار بينة تثبت أننا نواجه نطقاً صدفياً. نادراً ما استخدم المصريون هذا المصطلح بالنسبة لجيرانهم الجنوبيين، وأن تسمية “النوبة”، كما أشرنا، تظهر في وقت متأخر أكثر
    ..
    على كل فان أول ذكر لبلاد النوبة نجده في أعمال الكتاب العرب. يحتمل أن يكون أولئك الكتاب قد استخدموا الصفة المصرية الشائعة في تلك الفترة للدلالة على المنطقة الواقعة إلى الجنوب من أسوان. فكما أشرنا فانه منذ بداية العصر الهلنستى، إن لم يك في وقت أسبق، عاش في إقليم دنقلا النوبا، ومنذ القرن الثالث الميلادي النوباديون…هذا إذا ما كان النوبا والنوباديون مجموعتين اثنتين مختلفتين. أشار الكاتب ابن سليم الأسواني الذى حُفظ جزء من كتابه في “الخطط المقريزية” إلى أنه وفي أزمانه سُميت المنطقة الواقعة على مجرى النيل بين انحناءته الكبرى عند الجندل الخامس ومصر بالنوبة. وبهذا يكون الأسواني، لا الادريسي، كما اعتقد البعض، الأول من بين الجغرافيين العرب الذى استخدم تسمية النوبة وحدد بدقة المناطق الداخلة في تركيبها
    ..
    من ثم يجوز التأكيد على أن تسمية النوبة تظهر للمرة الأولى فقط في العصور الوسطى، وتمَّ اشتقاقها في الغالب الأعظم من قبائل النوبا أو النوباديين، الذين وصلت أول إشارة عنهم في القرن الثالث الميلادي.
    .
    بهذا فإن استخدام تسمية النوبة بدلاً عن كوش لا يتطابق مع الواقع التاريخي، بالإضافة إلى أنه يثير بلبلة فيما يتعلق بالحدود الجغرافية ذلك أنه لم يتم إطلاقا إدخال البطانة في مفهوم النوبة. بالتالي فإن تطبيق اسم النوبة على أزمان مملكة مروى غير صحيح إطلاقاً. إنه حتى في أزمان الادريسي، حين أصبحت تسمية النوبة تفهم بمعنى أكثر اتساعا، فإنها كانت تشمل فقط شمال السودان حتى الجندل السادس جنوباً بمجرى النيل وهو ما يعنى استبعاد الصحراء على ضفتيه والجزيرة المروية (البطانة)).
    >
    اقترح دنهام منذ عام 1946 الرجوع إلى استخدام تسمية كوش للدلالة على إثيوبيا النيلية وذلك استبعادا لسؤ الفهم والبلبلة. وكانت شعوب الشرق الأوسط قد أخذت التسمية عن المصريين كما ألمحنا. ففي مكاتبات تل العمارنة ورد الاسم كاشي وكاشا وفي حالات كوش.
    .
    وقد أسمى الآشوريون مملكة كوش التى خاضوا ضدها حرباً ضروساً “مانتو كوشي”، وورد ذكرها في الكتاب المقدس باسم “كاش”. وفي نقوش ملك أكسوم عيزانا تم التمييز بين الكاسو والنوبا.
    .
    يحتمل أن يكون عيزانا يشير بالكاسو إلى السكان المستقرين في البطانة. وبانتهاء مملكة مروى أخذ اسم كوش في الإندثار ولم يعد يستخدم إلا في كردفان ودارفور. برغم ذلك نجد إصراراً في الكتابات المعاصرة على استخدام اسمي إثيوبيا والنوبة بديلاً عن كوش، وهما اسمان تعرف عليهما الكتاب الأوربيون منذ أزمان سابقة من أعمال الكتاب الإغريق والرومان ومن الكتاب العرب