منوعات

المدير التنفيذي للسيسا شميليس سيميات في حوار شامل على هامش مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الأفارقة بالخرطوم

تشهد الخرطوم هذه الأيام، انعقاد فعاليات المؤتمر الرابع عشر لرؤساء لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الافريقية «سيسا»، حيث يناقش المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار «الشراكة الاستراتيجية الشاملة نحو مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار السياسي في افريقيا»، بمشاركة واسعة من أجهزة أمن القارة وكبارالمسئولين بالاتحاد الافريقي والخبراء والمتخصصين.
ويعتبر المؤتمر مناسبة عظيمة للوقوف علي التحديات والمشكلات الأمنية التي تواجه القارة السمراء. في هذ الصدد، أجري المركز السوداني للخدمات الصحفية «SMC» ، حواراً مع المدير التنفيذي للسيسا الاثيوبي شيمليس سيميات تطرق من خلاله الي جملة من تلك القضايا وغيرها… فالي مضابط الحوار:

– هل الافارقة قادرون علي مكافحة ظاهرة الإرهاب لاسيما مع تطور الإرهاب من خلال استخدام الشبكات والوسائل المتقدمة.. لاسيما أنه غدا في طليعة الأولويات؟
حسنا، ان مكافحة الإرهاب هو أولوية للدول الافريقية وهو قلق عام، كما نعلم فان الإرهاب يزعزع استقرار المؤسسات والتماسك الاجتماعي.
أما بالنسبة للحديث عن القدرات. نعم في الواقع كما نراه اليوم فقد تحقق تقدم كبير، فعلي سبيل المثال في مكافحة حركة الشباب ومحاربة داعش في ليبيا وكذلك محاربة بوكو حرام، ويظل هؤلاء مشتتين الآن، ولكن لديهم المقدرة علي شن هجمات إرهابية، ولكن بالمقارنة مع ما كانت تسببه بوكو حرام، فان بوكو حرام اضعفت نتيجة لتكوين القوات المشتركة لدول بحيرة تشاد، حيث أسفر ذلك عن تفكيك حركة بوكو حرام، أولا بوكو حرام لا تسيطر الآن علي أراض، ومن أجل شن هجمات إرهابية لا تحتاج لموارد فهذه المنظمة لديها شبكات كما الحال مع حركة الشباب…لكن هذا لا يعني أن الإرهاب قد انتهي ولكن يجعلنا مستعدين في السنوات المقبلة.
– بعد عقد من تأسيس السيسا… كيف تطورها كمؤسسة؟
كما تعلم، عند إنشاء «السيسا» في تلك المرحلة المبكرة، كان الناس متشككين فعدد من زملائي ان السيسا يجب ان توجد. فالدول الافريقية مختلفة حول الأولويات كل دولة عن الأخري، وبعضها يعيش في فوضي داخلية وصراعات حدودية وهكذا، ولذا الافارقة منقسمون. وبعض الناس لم يأخذوها بجد، ولكن قادتنا المؤسسين كانوا اصحاب رؤية حالمة، حيث قرروا بأنه يجب أن يجتمع رؤساء الأجهزة الأمنية لتأسيس منتدي للتحدث لبعضهم البعض. فرغم اختلافهم ولكن هناك عدد من المشتركات فيما بينهم.
بالعودة لسؤالكم بعد هذه الخلفية.. هذا أستغرق عدة سنوات للتحدث الي بعضهم البعض وخلق الثقة فيما بينهم، ولكن الآن نري عدد كل رؤساء الأجهزة الأمنية يجتمعون مع بعضهم البعض ويتحدثون فيما بينهم رغم خلافاتهم.
التنظيم ما يزال متواصلا وكذلك يتم تعريف اللقاءات والاجتماعات…وبالنسبة لي هذا انجاز عظيم، لأنه يعتبر ممارسة جديدة، ومساراً جديداً وبناءً مؤسسياً جديداً لا توجد مثيل لها في قارة اخري.
في هذا الصدد اود ان اقول أن رؤية السيسا ستزدهر في السنوات المقبلة.
– مقارنة بمؤتمر تانا للأمن ومؤتمر ميونخ ومنتدي تانا…الي اي مدي تطورت السيسا في هذا الصدد؟
مؤتمر ميونخ شئ ومنتدي تانا شئ آخر، وهما مختلفان عن السيسا، فمؤتمر ميونخ حول اروبا، بينما منتدي تانا هو حول افريقيا، حيث يجمع الناس والجدل والنقاش الصريح.
منتدي تانا أسسه من قبل الراحل مليس زيناوي لاتاحة الفرصة للحوار، وكذلك اعطاء الفرصة للسياسيين والأكاديميين والمثقفين للجدال بطريقة حرة، ومن خلال العصف الذهني يتوفر للقادة الافارقة للحصول علي رؤي ثاقبة، وكذلك يفهم الأكاديميون القضايا التي تواجه افريقيا، هذا هو الهدف الرئيس لمنتدي تانا وكذلك مؤتمر ميونخ.
بينما السيسا تجمع المؤسسات التي تتعامل مع القضايا الأمنية والاستخياراتية حيث نراقب التطورات ونجري التحليلات ونقوم بالعمليات الاستخباراتية لتقديم تقارير للقادة الافارقة حول الانذار المبكر لمنع وقوع العنف للتحرك في الوقت المناسب، علي سبيل المثال نقوم باجراء تقييم أولي، حول اجراء الانتخابات في بلد ما، وأن هذا البلد ربما قد يجنح للعنف نتيجة لهذه العوامل، وانه من المهم اتخاذ بعض التدابير ولابد لتجنب العنف والتدخل لاتخاذ القرار المناسب، وكلك اتخاذ بعض التدابير.
بينما في تانا يمكن مناقشة عدد واسع من القضايا المتنوعة من السياسة للأمن، ومن الأمن الي الدفاع الي الديبلوماسية الي البيئة.. وهكذا.
– بعض المراقبين خاصة من قوى المعارضة يرون أن السيسا لحماية الأنظمة الحاكمة بدلا عن تحقيق الأمن في القارة؟
هذا مفهوم خاطئ لديهم بالنسبة اليهم.. فالهدف الرئيس هو حمل الحكومة والمعارضة لعرض تصوراتهم من خلال مساحة للنقاش حول المحافظة علي الأمن والاستقرار، فعند انعدام الاستقرار فكل الأطراف تخسر . و كما قلت في السابق في حالة اجراء الانتخابات في بلد ما في حالة هزيمة الطبقات الحزب الحاكم، فقط نوصي بعدم انزلاق ذلك البلد الي فوضي، ويجب لنا في افريقيا ان نجمع المعارضة والحكومات معا للاقرار بحل اختلافاتهم سلميا.
اود ان اقول ان السيسا محايدة في كل كما يتصل بقضايا السلام التي يعود بالنفع منها علي كل الأطراف.
– في مواجهة تصاعد الإرهاب والجريمة المنظمة.. كيف للدول الافريقية تبني أجندة مستقلة لمعالجة مثل هذه القضايا؟
هذه الحالة، ان هذه الظاهرة غدت تحديا يؤثر علي معظم الدول الأفريقية، حين نري المهاجرين غير الشرعيين في افريقيا يتجهون نحو أروبا عبر افريقيا. علي سبيل المثال من شرق افريقيا الي غرب افريقيا الي جنوب افريقيا، وعبر السودان نحو ليبيا وهكذا… اذا ما الفهم الجماعي الذي نحتاجه؟ علي قادة الدول الأفريقية معالجة الأسباب الجذرية المسببة للهجرة، الأسباب الحقيقية. ما الذي يجبر الناس علي مغادرة بلدانهم الأصلية والمجازفة في رحلات شديدة الخطورة ويتهددهم الغرق، فهذه الجذور التي يقر بها القادة الافارقة أنهم يحتاجون الي تمكين الاستخدام، اي معالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية كالبطالة وتلبية بعض الاحتياجات.
ولمعالجة القضايا الاجتماعية والسياسة لابد لكل بلد من تحقيق تقدم اقتصادي.. وهناك أسباب تجعل الناس يبحثون عن حياة افضل، وهذا قد يستند علي معلومات مضللة فأي شخص يبحث عن الأفضل.
ونحن نحارب هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، حيث يتم استغلالهم واعطاؤهم وعودا زائفة، والقاؤهم في أماكن لا يستطيعون النجاة .
لذلك، لابد من تحديد ما هي هذه الأسباب؟ ومن المتورط؟ ومن هم الفاعلون؟ وكذلك جمع المعلومات الاستخبارية حول عمليات النقل الرئيسية التي تجري؟ ومن الذي يقوم بها؟ وفي اي بلد واي مكان؟ وهو ما سيساعد الدول المعنية علي اتخاذ تدابير ادارية وقانونية. خاصة تنسيق الدول مصدر الهجرة، ودول العبور، ودول الوجهة لهؤلاء المهاجرين، وكذلك لتفكيك هذه الشبكات.
وهذه الاشياء التي يمكن أن تقود لتقليص الهجرة، ولكن بشكل رئيس لابد من معالجة أسباب الهجرة والتي هي اولوية مشتركة.
– هل القارة الافريقية مستعدة لمعالجة كل هذه القضايا بدون مساعدة الأطراف الدولية؟
لا اعتقد.. أظن أن هذه القضايا ذات طبيعة دولية مشتركة تستوجب مشاركة المجتمع الدولي، وهذه الأيام الدول الأوربية تتفهم الحاجة الماسة لمساعدة افريقيا في التصدي للهجرة، حيث تؤثر علي الأمن في اروبا بسبب الهجرة، وهذا توجه جيد، ولكن مرة أخري، الموضوع الأساسي كل دول افريقية معالجة الأسباب الحقيقية للهجرة غير الشرعية.
– هناك حديث عن ضمانات تمويل افريقي؟
هناك بعض المشروعات اقترحت من قبل الدول الاروبية وتمويل بعض المشروعات حول الهجرة من افريقيا لاوروبا هذه الأجندة لم تناقش ولكن هناك خطط في هذا الصدد، حيث انضمت السيسا الي هيئة «روك» والتي مخصصة مناقشة لقضايا مكافحة الهجرة، ومقرها الخرطوم بالتعاون مع الدول الاروبية، حيث قررت السيسا الانضمام لهذه الهيئة، وبانضمام السيسا الي هذه المؤسسة يتيح لها التعاون حول كيفية معالجة والحد من المهاجرين من افريقيا نحو اوروبا من يقومون بتهريبهم.
– ماذا عن الشراكة بين السيسا والمنظمات الدولية الاخري خاصة في المجالات المشتركة؟
في الواقع حتي الآن السيسا ليس مفوضة لعقد شراكات مع مؤسسات أفريقية اضافية، وشراكاتنا محددة بالمنظمات الافريقية، حيث تفويضها هو فقط شراكات مع مؤسسات افريقية، وقد تكون هذه مؤسسات اقليمية أو قارية، وقد وقعنا عددا من الشراكات.
وأما بخصوص الشراكات مع الأجهزة الاستخباراتية خارج افريقيا، الشراكات مع الجهات الاستخبارية غير الأفريقية الأخري ليس متاحا الآن حسب اللوائح التي لا تقر ذلك، ولكن قد يناقش ذلك لاحقا.
– كيف تقيمون مستوي التعاون بين الأجهزة الأمنية في افريقيا في ضوء تجربة السيسا؟
هذه مشجع جدا.. ويمكنني ان اقول في هذا الصدد، انه خلال السنوات الأخيرة لم يوجد مؤتمر واحد قد انقطع.
وعندما نواجه مشكلات جانبية ، مثل السودان شديد الالتزام، فالسودان بلد ملتزم جدا لدعم ضمان استمرار السيسا و خطا خطوات في هذا الصدد.
نعم قد نواجه بعض المشكلات، فعلي سبيل المثال في احدي المرات كان يفترض ان يقام مؤتمر في ابوجا ولكن السودان عرض تنظيمها.
ونتيجة لالتزم بعض الدول كالسودان، فالسيسا الآن استقرت فالتعاون يتزايد بين دول وأخري، وكذلك والتفاهم وخلق الثقة بين الأجهزة الأمنية، وكما قلت سابقا وهذا يحدث مرة في تاريخ القارة بأن يجتمع رؤساء الأجهزة الأمنية في القارة مع بعضهم البعض ويتناقشون بوضوح حول القضايا المشتركة. وهذا في حد ذاته قد عزز التعاون والتفاهم والتطور والثقة بين الأجهزة.
وكما قلت سابقا، انه في تاريخ القارة أن قادة الأجهزة الأمنية يلتقون مع بعضهم البعض للمرة الاولي في تاريخ القارة.
– كمدير تنفيذي للسيسا صدر عدد من التوصيات حول المجموعات السالبة.. وهل تم الالتزام بتلك التوصيات؟
هذه التوصيات خرجت من ورشة عقدت واستضيفت هنا في السودان، حول المقاتلين الأجانب والمنظمات غير الحكومية المارقة واتت توصيات عملية حيث طورت بعض الدول الخبرة من الآخرين. لخلق الوعي وتجهيزهم للعمل قبل وقوع الأحداث.
بعض الدول قد لا تواجه هذا التحديات حاليا ولكن ستواجه غدا، لذا ومن العمل الوقائي يجب نشر الوعي.
رأينا أنه لم يتم تطوير قاعدة بيانات حول المرتزقة والمقاتلين الأجانب يمكن أن تتشاركها السيسا مع اعضائها من الأجهزة الأمنية، ومؤخرا ونتيجة لتوفر المعلومات تم تحديد مواقع انتشار هذه المجموعات السالبة.
وبالنسبة لي هذا في حد ذاته مؤشر علي مدي فاعلية هذه الورشة حول المقاتلين الأجانب.
– السودان في مواجهة مع بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة حول رفع العقوبات…كيف للسيسا دعم السودان في هذا الصدد؟
طبعا في هذا الصدد السيسا سعت علي مستوي لاقناع المجتمع الدولي بأن تلك العقوبات علي السودان يجب ان ترفع. وفي الفترة الأخيرة نظمت السيسا ورشة جمعت مختلف المنظمات الاقليمية والدول الاعضاء في السيسا، حيث ناقشوا ان العقوبات الأحادية غير المشروعة تؤثر علي الناس العاديين، وهذه الرسالة وزعت علي وسائل الاعلام الدولية بان فرض العقوبات علي هذا النحو يكون ضحاياه الناس العاديين وتخلق اوضاعا مزرية.
وكل ذلك يتيح للحركات السالبة والمتمردة أن تجند الاشخاص، اذا ما فشلت بعض الدول هذا يزعزع سائر الأقليم. وهذه الرسالة ارسلت علي نطاق واسع وفي أذهان المهتمين.
مؤخرا، رأينا الرفع الجزئي للعقوبات، حيث كان هذا نتيجة لجهود السيسا، ونحن مستمرون في العمل من اجل الرفع التام لهذه العقوبات عن السودان، ونحن متفائلون بان رفع تلك العقوبات سيتم رفعها قريبا إن شاء الله.

الصحافة

تعليق واحد

  1. فكره سديده و موفقه بأن يتوجه السودان نحو القاره الافريقه , فهذه الخطوه ستكسبه الثقه و الاحترام و الطليعه لأن لدي السودان الصوره الزاهيه في ازهان الافارقه في خلاف عن العرب الذين لا يرون فيه إلا التابعيه . رغم الخطوه بدأت متأخره لكن لم يفت السودان شيئا في قيادة القاره لما يكنون له من احترام و تبجيل كمعلم للثورات الافريقيه و كمساند لشعوبها منذ عقبان فترة الاستعمار , فقد حط بأرض السودان كل من قادة التحرر الافريقي في كل من نلسون مانديلا و نايريري و لوممبا و كابيلو و اساس افورقي و مليس زناوي و غيرهم كثر لا يسع المجال لذكرهم و كانوا يروا السودان و السودانيين مثال يحتزي في الفكر و النهضه في زمن كان الخرطوم قبلة المفكرين الافارقه و رواد التحرر العالمي و المكان الوحيد الذي كان ينظر إليه الانجليز باحترام و حزر من دون المستعمرات الاخري … فحينما ترك السودان التوجه الافريقي و ادار وجهه نحو العرب و ترك التعاطف مع الافارقه رغم قلة احترام العرب له و تقديره , في وقت كان قادة الافارقه يتحسرون لما آلت إليه حال السودان حتي قال احدهم مقولته المشهوره : ( لو كان السودان اختار ليكون مع الافارقه لكان من افضل الافارقه لكنه اختار ليكون مع العرب فكان من اسوأ العرب ). برافو لمهندسي الدراسات الاستراتيجيه الذين ايقظوا السودان اخيرا و وضعوهو علي خط مصالحه الصحيحه و العودة احمدو .