في أعقاب رفع العقوبات نواب الهيئة التشريعية.. تفاصيل جلسة استثنائية قابلة لـ(الرفع)
في جلسة استثنائية طارئة بارك نواب الهيئة التشريعية القومية للسودانيين قرار الإدارة الأمريكية برفع العقوبات الصادر الجمعة الماضية، إلا أن آراء النواب تكاد تكون منقسمة إلى رؤيتين، الأولى ترى أن الرفع كأنه عصا موسى التي يهش بها على الاقتصاد السوداني لينتعش وتهدأ نار الأسعار في الأسواق، وحذر آخرون من الإفراط في السعادة بالقرار بالرغم من كونها مستحقة دون أن يصحب القرار عمل جاد من الحكومة بإعادة الاهتمام بالزراعة بالإنتاج، لكنهم اتفقوا على تشكيل لجنة لإصدار بيان باسم الهيئة حول القرار.
لا خير فينا!
رئيس الهيئة التشريعية بروفسير إبراهيم أحمد عمر ابتدر الحديث في جلسة خاصة بالقرار الأمريكي أمس “الأحد” مباركاً ومؤيداً لقيادة البلاد لكسبها ود الأصدقاء، وللدبلوماسية السودانية للدور الذي قامت به، وشكر البرلمانيين الأفريقي والعربي وبرلمان منظمة التعاون الإسلامي وبرلمانات الدول الشقيقة لدعمها قضايا السودان، مؤملاً مواصلة جهودها لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقضية المحكمة الجنائية، وقال إن انفتاح السودان هذا لا ينسيه دولاً وقفت معه حين مسه الضر وتابع: “لا خير فينا إن لم نستفد من دروس الحياة، ولا بركة فينا إن تخلينا عن هدي السماء”.
أحاديث “كتل”
كُتل “المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي وكتلة أحزاب المستقبل والاتحادي الأصل” بالبرلمان” أشادت بجهود الجهاز التنفيذي في رفع العقوبات ودور الجهاز التشريعي في التواصل مع الكونغرس الأمريكي من خلال زيارات متبادلة في هذا الصدد، ونوه البعض إلى أنه آن الآون لإحداث تنمية حقيقية وتمنوا الاستفادة من رفع الحظر وأن يكون له تأثير على معاش الناس.
رئيس كتلة أحزاب الأمة خالد علي فقيري طرح تساؤلاً وقال: “ثم ماذا بعد رفع الحصار؟” مشدداً على ضرورة سعي الحكومة قدماً في المسارات الخمسة التي حددتها الإدارة الأمريكية بغية إحداث مزيد من الانفراج في علاقة البلدين، والعمل الجماعي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعا فقيري الحكومة لإعداد سياسة اقتصادية جديدة مبنية على واقع جديد بغية تحسين معاش الناس، وأضاف: “لابد من الإنتاج والإنتاجية التي تحدثنا عنها كثيراً، وهذا الوقت المناسب للإنتاج”.
عاصفة الحزم
حديث رئيس كتلة التغيير بالبرلمان أبو القاسم برطم جاء مختلفاً عن بقية رؤساء الكتل، لأنه كان تحفظ على السعادة المفرطة التي أبداها النواب، مبتدراً حديثه بالتحية للقوات المسلحة المشاركة في عاصفة الحزم، وقال أن لها دوراً أساسياً في رفع الحظر الأمريكي عن السودان، وطالب الهيئة التشريعية بعدم النظر للأمر كبقية الشعب السوداني، وأضاف: “من حقنا أن نفرح لكن بعقلانية بعيداً عن العاطفة، بينما دعا رئيس لجنة الصناعة بالبرلمان عبد الله مسار للاستفادة من قرار رفع الحظر الجزئي والعمل للخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقانون سلام دارفور.
البوليس الدولي
نائب رئيس البرلمان د. بدرية سليمان قالت إن الحصار كان ظالماً على السودانيين لأنه خلال سنوات الحصار اشتعلت الحروب والصراعات بدارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة، ونوهت إلى أن الحصار لم يكن مفروضاً على السودان من قبل أمريكا فقط بل من كل دول العالم بأمر البوليس الدولي “أمريكا”، داعيةً للجلوس مع حملة السلاح والممانعين للدخول في السلام، وقالت هذا يوم للفرح والابتهاج لأنه يوم رفع فيه الظلم، ونحن نعمل بالتعاون مع كافة دول العالم، وأضافت: “هذا ليس انكساراً ولا انبطاحاً وإنما عمل لمصلحة السودانيين، وقالت سليمان مخاطبةً المعارضة التي طالبت بعدم رفع العقوبات: “نقول للذين ذهبوا في مسيرات بأمريكا تطالب بعدم رفع الحظر نحن نغفر لكم ونسامحكم لأنه ربما يكون قصدكم ليس وطنياً”.
لن يحل المشكلة
عضو البرلمان د. التجاني السيسي كان واضحاً في حديثه حين قال إن القرار لن يحل المشكلة الاقتصادية لأن هنالك بلداناً غير محاصرة ولها علاقات جيدة مع أمريكا بالرغم من ذلك لديها مشكلات داخلية، لذلك علينا معالجة الاختلالات الاقتصادية والفجوة في الميزان التجاري بين الصادرات والواردات ومعالجة إهمال القطاعات المنتجة، وقال سيسي إن الحصار قصد منه محاربة الاستثمار بالسودان وبعد اليوم ستكون هنالك هجمة من مستثمرين لكن السؤال هل هنالك بنية استثمارية مناسبة لجذب الاستثمار الأجنبي؟.
لا نريد قرضاً ربوياً
علينا أن نتقي الله أولاً، ومن ثم نعمل على وقف الحرب حتى يندمل الجرح النازف والدماء التي تسيل في الداخل وبناء السلم الاجتماعي وتنفيذ توصيات الحوار الوطني. هذه الكلمات بدأ بها نائب رئيس مجلس الولايات عن حزب المؤتمر الشعبي محمد الأمين خليفة حديثه، وطالب البرلمان بعدم إجازة القروض الربوية، وتابع: “يجب ألا يدخل علينا قرض ربوي في البرلمان، ونحن كبرلمانيين مسؤولون عن ذلك، وعلينا أن نعمل كل يوم على دحض البدع وإحياء السنة”.
زهق الباطل
اعتبر وزير المالية السابق عضو البرلمان بدر الدين محمود رفع العقوبات عن السودان إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل وقال: (علينا أن نعمل لإزهاق ما تبقى من باطل)، مشيراً إلى أن مطلوبات الحكومة من الإدارة الأمريكية تتمثل في رفع العقوبات، “وهذا مطلب تحقق” ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ويقترن بذلك ملف المحكمة الجنائية وإعفاء الديون، لذلك يجب علينا السعي والاستمرار بذات النهج المؤسس لإحقاق الحق كاملاً.
إجراءات مبتدعة
بدر الدين محمود أقر بابتداع الحكومة إجراءات اقتصادية خلال الـ” 20″ عاماً الماضية لمجابهة آثار الحصار الاقتصادي، وقال: لذلك لابد من مراجعة واستحداث نظم جديدة خاصةً في أسواق النقد الأجنبي وقطاع المال ليتواءم مع الاقتصاد العالمي، وتوقع محمود مقاومة يبديها بعض الذين استفادوا وجنوا مكاسب من النظم الاقتصادية التي ابتدعتها الحكومة خلال فترة الحصار، وطالب الجهاز التنفيذي باتخاذ إجراءات للتخلص من هذه النظم المبتدعة، مشيراً إلى أن القطاع الاقتصادي خلال فترة توليه وزارة المالية أعد مصفوفة كاملة للتعامل مع هذه المرحلة الجديدة، ودعا الهيئة التشريعية لمطالبة الحكومة بأن تعرض على الهيئة مصفوفة حول كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة.
واتفق رئيس لجنة الإعلام والاتصالات الطيب مصطفى مع بدرالدين في حديثه مطالباً باتخاذ إجراءات عاجلة في القطاع الاقتصادي على أن تعمل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان مع الجهات المختصة بالحكومة لاتخاذ إجراءات اقتصادية عاجلة، مطالباً وزارة الاستثمار بالاستعداد لاستقبال وفود من المستثمرين، داعياً الحكومة لتنفيذ توصيات الحوار والعمل على إقناع الممانعين للدخول في السلام بغية إنهاء البحرب وإحلال السلام، وأضاف: “لا نريد للديمقراطية القادمة التي نسعى أن تكون، أن تنهكها الحرب لأن الديمقراطيات السابقة للإنقاذ أنهكتها الحرب التي كانت تديرها الحركة الشعبية.
الخرطوم: صابر حامد
صحيفة الصيحة