تحقيقات وتقارير

معاكسة الفتيات في الشارع العام… من (الغمز) و(الصفارة) إلى ثقافة (الاقتحام)

ظلت أحلام تعاني من معاكسات أبناء الحي الشعبي الذي تقطنه مع أسرتها وكانت معاكسه الشباب لأحلام بصورة مباشرة لجمالها الفاتن اذ كانت تسمع عبارات ظلت محفوظة يرددها أبناء الحي كلما مرت أحلام بجوارهم مثل: (يا جميل يا معذبنا) (يارض احفظي ما عليك) واحياناً تتبعها صافرات الإعجاب حتى تصل إلى مقصدها، و(المعاكسات) وإن اختلفت حسب طبيعة المنطقة الا أنها تظل حاله تعاني منها معظم الفتيات ما بين المتغزل في جمالهن وبين المستفز الذي يحاول أن يقلل من قيمه إحداهن من باب السخرية وانتقاد ما ترتديه من أزياء.

(1)
تختلف المعاكسات بإختلاف الأزمان والبيئة، في وقتٍ سابق كانت معاكسة الشباب بالغمز أحياناً والصافرات أحياناً أخرى ثم تتطور الأمر لملاحقة الفتاة بعبارات الإعجاب والإصرار على السير خلفها حتى تتجاوب معه، ومع تطور الأجيال أصبحت المعاكسات عبر تبادل أرقام الهواتف بمعنى أن يمر بجوارها ويرمي أمامها ورقة أو كرت يحمل بياناته واذا لزم الأمر تتم المطاردة بسيارته في محاولة لإقناعها بأن تتكرم بالصعود إلى سيارته رامياً على مسامعها كلمات الغزل.

(2)
ريان عبدالله لفتت إلى أنها تتعرض للمعاكسات من قبل الشباب داخل محيط الجامعه بصورة خاصة وكثيراً ما وقع على مسامعها صوت شاب يسير خلفها وهو يردد أرقام هاتفه حتى تلتقطها الا أنها أكدت عدم اكتراثها بتلك المعاكسات التي اسمتها مضايقات ليس الا، ناتجة عن فراغ يعشيه أغلب الشباب.

(3)
أحمد قسام قال: إن فتيات كثيرات يسعدن بالمعاكسات فهن يشعرن بجمالهن في تلك اللحظة وتثبت الواحدة أنها مرغوبة في سوق الشباب بغض النظر عن رد فعلها الداخلي، مواصلاً بقوله: وصلنا إلى أبعد من ذلك بمعنى أن ظاهرة المعاكسات لم تعد حصرياً على الأولاد فقط بل كثيراً ما رأيت وسمعت فتاة تعاكس شاباً وأحياناً تعاكس شابة جميلة بدافع أن تستوقفها لتسألها عن الكريم الذي تستعمله أو من أين تأتي بازيائها، مشيراً إلى أن كل ذلك يأتي من الفراغ.

(4)
حول هذا الموضوع تقول الباحثة الاجتماعية دلال عبدالرحمن: إن اختلاف الأزمان له تأثير واضح في اختلاف الثقافات حتى المعاكسات تحولت إلى أنماط أخرى وأساليب غريبة على المجتمع السوداني، من بينها مطاردة الشباب بسياراتهم الفارهة للفتيات بالشوارع العامة على مرأى ومسمع لافتة إلى أن هذا الشيء يسبب الإحراج والمضايقات لكثير منهن بل تعدى الأمر إلى أن تصل المعاكسات داخل محيط العمل فكثيراً ما تشكو بعض الفتيات من استخدام زملائها بعض العبارات على شاكلة (انت جميلة ـ اختيارك للأزياء رائع ـ أشعر بالسعادة عند رؤيتك وغيرها)، مؤكدة أن المعاكسات من ضمن الظواهر السالبه في المجتمعات.

وفي ذات السياق، قالت إيمان: إن بعض الشباب تعدى الأمر بهم إلى الاقتحام بدلا عن المعاكسة من على البعد مثل أن يحاول أخذ رقم هاتفك ليتواصل معك مبرراً ذلك بأنه معجب بك أو يطلب توصيلك بعد نهاية الدوام في إشارة منه لابداء إعجابه.

تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. الجيل الحالي ( جيل سنة تامنه ) في السودان جيل فاسق والراسا خفيف بتخضع للمعاكسات والحب المزيف ..