دلالات وجود السودان في المنبر العالمي لمكافحة الإرهاب؟

إنعقد الثلاثاء الماضي بمقر السفارة الهولندية بالخرطوم لأول مرة إجتماع للمنبر العالمي لمكافحة الإرهاب بحضور ممثلي الدول الأعضاء والمانحين ، حيث إعتمد الإجتماع عضوية السودان في المنبر كعضو أصيل.
واعتبر انضمام السودان للمنبر فرصة للإستفادة من الدول المانحة والمؤسسات البحثية مما يُسهل الدعم لكافة الأنشطة التي تُقام في السودان من خلال رفع القدرات وتحديث العمل في المؤسسات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وإقامة المنبر هذا العام في السودان يُمكنهُ من حضور الإجتماعات والمشاركة في القرارات وإبداء رأيه في القضايا المطروحة علي المستويات الدولية.
والشاهد في الأمر أن السودان شارك للمرة الأولي في إجتماع المنبر الذي إنعقد العام الماضي في أديس أبابا بعد أن وجهت له الدعوة للمشاركة ، ووجود السودان يعتبر من المكاسب الكبيرة بعد أن تم الإعتراف بأن لديه تجربة كبيرة في مكافحة الغلو والتي تُعتبر من أفضل التجارب علي المستوي الإقليمي والدولي ، ونجد أن إيجاد نوع من الحوار المتصل بين الدول الأعضاء من خلال المنابر الكبيرة التي تخدم قضايا الوسطية والحوار الذي يمكن من خلاله إيجاد الحلول هو الهدف المنشود لقيام المنبر .
وإعتبرت الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن السودان لديه هيئة تضم كل المؤسسات المعنية بقضايا مكافحة الإرهاب مما يُسهل عملية إنسياب المعلومات والوقائع والتعامل مع المنظومة الدولية بوسائل مختلفة ، وقال رئيس الهيئة د. محمد جمال أن المنبر يُعتبر فرصة للسودان للإستفادة من الدول المانحة والمؤسسات البحثية مما يُساهم في رفع القدرات وتحديث العمل في المؤسسات المتعلقة بمكافحة الإرهاب ، وأضاف جمال أن المنبر يضُم عدداً من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية وعدد من الدول العربية والإسلامية .
ويري مراقبون أن جهود المؤسسات الحكومية مع نظيراتها الأمريكية والأوروبية والقرارات الأخيرة للرئيس الأمريكي بشأن منح تأشيرات الدخول للمواطنين السودانيين والإستثناءات التي منحتها مؤسسة الخزانة الأمريكية تعطي مؤشرات إيجابية في إتجاه الرفع النهائي للعقوبات ، وإعتبروا أن رفع العقوبات هو خطوة تليها خطوات كثيرة فهي بمثابة فاتحة لإنتقال آخر يحتاج إلي تخطيط سليم .
وبدوره قال د. محمد مصطفي الضو رئيس العلاقات الخارجية السابق بالمجلس الوطني إن البُعد الخارجي وتنسيق الجهود كلها عوامل لها آثار إيجابية لتحسين صورة السودان في مختلف المحافل الدولية من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو رفع العقوبات الظالمة عن السودان ، وأكد الضو أن إنفراج أزمة العقوبات إقترب كثيراً بناءاً علي الخطوات التي إتخذها السودان ومن بينها إيفاءه بإلتزاماته في محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ، وأشار إلي أن قرار رفع العقوبات تجاوز (90%) ويظهر ذلك من خلال تطور العلاقات السودانية الأمريكية ، وحث علي ضرورة تضافر المساعي لمعالجة ما عطله الحظر الأمريكي .
فيما شدد علي محمود عبد الرسول وزير المالية الأسبق علي ضرورة الإستعداد لما بعد رفع العقوبات وترتيب الأوضاع للمرحلة القادمة ، وقال أنه يجب أن تكون هناك آلية يتم بها الإندماج في الإقتصاد العالمي عقب القرار المرتقب برفع العقوبات ، وأكد علي أهمية إزالة العقبات لتشكيل مرحلة جديدة لإصلاح البلاد .
وأثنت الولايات المتحدة علي جهود السودان في مكافحة الإرهاب ، وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية هيذر رنويرت أن الولايات المتحدة تلحظ تحسن جهود السودان في مكافحة الإرهاب من خلال تعزيز التعاون بين الوكالات والتعاون الدولي في مواجهة تهديد تنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخري ، ورحبت هيذر في بيان لها بإعلان السودان إلتزامه بإستمرار الحوار الإيجابي مع الولايات المتحدة ومواصلة الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب .
وحمل التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول مكافحة الإرهاب إشادات وإقرار بإحراز السودان خطوات متقدمة حيال مكافحة الإرهاب ، وأضاف التقرير أن مكافحة الظاهرة أصبحت أولوية أمنية للسودان وبات شريكاً متعاوناً مع الولايات المتحدة في مكافحتها .
وعلي ضوء ذلك يتضح لنا أن قيام المنبر العالمي لمكافحة الإرهاب بالسودان وتوقيعه علي العديد من الإتفاقيات والمعاهدات لمكافحة الإرهاب أثبت وأكد رغبة السودان الجادة في محاربة الظاهرة .
تقرير : محمد زين العابدين
smc