الصيادون ..!!
19 أكتوبر 1960، بداية الحصار الأمريكي على كوبا، وهو أطول حصار في التاريخ الحديث..ومع ذلك، كان ولايزال التعليم مجاناً بكوبا، وكذلك العلاج، ولم يتعذب شعبها لحد هجرة النصف ونزوح النصف الآخر..وإيران أيضاً، كما كوبا، قاومت الحصار الأمريكي بسياساتها الداخلية التي تتكئ على محاربة الفساد وتشجيع الكفاءة، ولذلك لم يتعذب شعبها المحاصر لحد اللجوء إلى إسرائيل ..!!
:: ليس بالحصار الخارجي وحده تتعذب الشعوب، ولكن بالسياسات الداخلية أيضاً.. ولوأحسنت السياسات الداخلية في التخطيط والتنفيذ، فلا قيمة ولا تأثير لأي حصار خارجي، والعكس كذلك .. وعلى سبيل المثال ، نقرأ أهم أخبار صحف البارحة بالنص : حذّر عبد الحليم المتعافي، وزير الزراعة ووالي الخرطوم الأسبق، الحكومة ممن وصفهم بـ (الصيادين)، الذين يصطادون المستثمرين خلال الفترة المقبلة بعد قرار رفع العقوبات، مطالباً بحماية المستثمرين عبر التنسيق معهم والقطاع الخاص..!!
:: أسماهم المتعافي بالصيادين، وهم – في الحقيقة – الفاسدين، وهم أخطر من الحصار الأمريكي .. ولو إسترسلت في سرد نماذج الصيادين التي تضج بها دهاليز الإستثمار في بلادي، لما صدرت عدد اليوم – من الأولى إلى الأخيرة – إلا ب( إليكم فقط)..وهي نماذج تعكس قبح الحال في قطاع الاستثمار، وكلها وقائع تعكس بكل وضوح بأن أمر الإستثمار لايدار بالكامل بمؤسسية تتحكم عليها مؤسسات الدولة وقوانينها، ولكنها كثيراً ما تًدار بنهج من أسماهم المتعافي بالصيادين ..!!
:: ومن يصفهم المتعافي بالصيادين هم مراكز القوى الفاسدة وذات التأثير الأخطر من الحصار الأمريكي على الاقتصاد السوداني ..إن إتفقت معك مراكز القوى وتراضت عنك، تستثمر كما تشاء بلا متاعب..وإن إتتفق عليك وأدارت لك ظهرها، فماعليك إلا أن (تتخارج بأقل خسائر)، وما أكثر ضحايا الصيادين..وكل هذا معلوم للجميع، بل يسردون مآسي الصيادين – بلا حياء – في ورشهم ومؤتمراتهم وسمناراتهم التي تناقش قضايا الإستثمار..!!
:: يسردونها – بشفافية عالية – في قاعات الشكاوى والتباكى المسماة بالورش والمؤتمرات، ثم ينتهي سردهم بإنتهاء المناسبة، ولاتجد توصيات ما بعد السرد طريقا يؤدي إلي توفير المناخ المناسب للإستثمار ويُكافح الصيادين ..تموت التوصيات، ليجد المستثمر – الماعندو ضهر- نفسه بين مطرقة السلطات الولائية وسندان السلطات الإتحادية..وما بين هذه وتلك يتراكم فساد من أسماهم المتعافي بالصيادين وتتجلى نظرية (حقي كم؟).
:: فالمناخ حالياً كما مناخ ما بعد نيفاشا، والذي شهد أكبر توافد للمستثمرين في تاريخ بلادنا، ولكن للأسف شردهم من أسماهم المتعافي بالصيادين، وليس الحصار الأمريكي..ولكي لا نعيد سيناريو التشريد، فالمطلوب إخراج الاستثمار من وحل الصيادين إلى عالم المؤسسية التي تحمي وترعى كل المستثمرين .. وعلى سبيل المثال الأقرب، عندما شرعت إثيوبيا في فتح أبواب الاستثمار، عقدوا العزم على مكافحة الفساد (أولاً)..!!
:: ونجحوا – في المكافحة – بسلطة مركزية أقوى من سلطة رئيس وزراء إثيوبيا..ثم أعدوا خرائط الاستثمار ودراسات جدوى المشاريع.. وبعد ذلك، أعدوا قانون الاستثمار الجاذب، فانهمرت رؤوس الأموال من كل فج عميق..واليوم، حسب التقارير الدولية، لاتزال إثيوبيا هي الأوفر حظاً في جذب المستثمرين، والأسرع سيراً في درب مكافحة الفساد..وعليه، فان رفع الحصار الأمريكي قد يذهب بحصان الاقتصاد السوداني الى (نهر التنمية)، ولكن لن يرغمه على الشراب و الإرتواء ..!!
الطاهر ساتي
والله كلام صاح وحقيقة يعلمها كل الشعب السوداني الا السيد الرئيس عمر البشير لا يعلم او يعلم ويعمل لا يعمل
لانه يطالب دائما بالدليل وهو يراهم وقد تغير حالهم تماما من الفقر الى الثراء السريع ومع ذلك يقول اين الدليل
طالما ، هناك أهبل يطالب بالدليل فلن ينصلح الحال
استاذ الطاهر ساتي جميعنا يعلم مايدور في وسط البلد لا يخفي علي سوداني
نحنا نقرأ ونرتاح لكتاباتك لانها عييين الحقيقة وكلها تثبت انك وطني وسوداني بحق وحقيقي
بس في الاول والاخير لا حياة لمن تنادي
نقرأ الفاتحة بس علي الوطن
الكل يوم شايفنو بي عيونا علي وشك الانهيار بي سبب حثالة مجتمع جهلاء
المسؤول السوداني في النظام الحالي اما متواضع الادراك و لا يقو على وضع الخطط الابداعية النهضوية او مكبل بالفاسدين في داءرته. اثبتت التجارب انه ينتمي للفئتين. كيف يعقل ان كل من المسؤول و المواطن يربطان نهضة السودان و استعادة عافيته الاقتصادية بفضل الاستثمار الخارجي. اي نوع من البشر نحن؟؟ من اين اتينا بهذا الغباء و قصر النظر؟؟ والى اي مجهول نقود اليه بلادنا؟؟ أهكذا ننهض من كبوتنا بأموال الاخرين؟؟ لن ننهض و سنظل في حالنا التعيس لستين عاما اخرى نرزح في الفقر و الفاقة و الجري وراء السراب. ان عافية السودان و تقدم اقتصاده و رفاهية مواطنه مصدرها الانسان السوداني نفسه و ليس برسيم الراجحي. علينا ان نحرر عقولنا من الاتكالية و انتظار الاخرين كي يأتونا بأموالهم ليسرقها اللصوص منا. علينا ان نتعافى من الغباء و الخمول الذهني. علينا ان نبحث عن مصدر قوتنا و نعمل بجد لاستغلالها و نفجر الطاقات في المزارع و المصانع و المناجم. نحن من نصنع الرفاهية و الرخاء و لن تصنعها لنا استثمارات خائفة و مرعوبة تحتمي برئيس الجمهورية. اصحوا يا اخوانا كفاية احلام و كفاية اوهام.
صلاح البلد فى صلاح الرئيس وبطانته وطول ما الاثنين شايفين الفساد وعاملين دى بى طينه ودى ب عجينة ما حا ينصلح الحال وكل الكتابات والتعليقات ما حا تفيد أى شئ والفساد حا يستمر وفى النهاية كما قال تعالى (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون)