حوارات ولقاءات

الصادق المهدي: شوف يا ابني ما في حاجة اسمها «آل المهدي» عندهم وضع سياسي مميز دا كلام فارغ


(40) دقيقة في حضرة إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي, كانت مليئة بالإجابات الساخنة من المهدي. وهو يجيب عن أسئلتنا خاصة فيما يتعلق بملف (نداء السودان ) وما أصابه من وهن, بجانب قراءته للمشهد السياسي فيما يتعلق بالتحالفات الجديدة التي بدأت تتشكل, منها عبد العزيز الحلو مع عبد الواحد محمد نور,

بجانب تحليله للوضع الاقتصادي عقب رفع العقوبات, إضافة الى التجوال في قضايا حزبه والكثير في حوار استطعنا من خلاله أن نخرج إجابات مختلفة لـ الإمام . فإلى مضابط الدردشة .
> كيف تقرأ مستقبل السودان الاقتصادي عقب رفع العقوبات؟
< العقوبات الاقتصادية فعلياً كانت مرفوعة منذ يناير, وبالطبع المال بدون مقابل سيزيد الأموال السائلة بدون تغطية، وذلك يعني تنزيل قيمة الجنيه السوداني وما لم يحدث تغيير أساسي يخفض المصاريف في كل المجالات بصورة جوهرية, سيستمر هذا التدهور وستظل العملة الوطنية مقارنة بالدولار في حالة هبوط. والنقطة الثانية لابد من زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي والتعدين وهذا يحتاج إلى مدخلات وسياسة كلية معينة لم تتبع, ولذلك لا أرى أن هذا الإنتاج بمجالاته هذه، سيزيد وإذا لم يزد سيضطر البلد لاستيراد الضروريات من الخارج وخصوصاً الغذاء وهذا يعني استمرار العجز بالميزان الخارجي, وذلك لا يمكن أن يتغير إلا بزيادة الإنتاج، وتوفير ما يمكن أن يصدر للخارج بجانب محاربة الفساد وضرورة أن تكون العملة الوطنية لها سعر واحد, ولابد للمستثمرين من نقل وتسهيل الأموال بالداخل, وما لم تتحقق بصورة قاطعة إصلاحات في هذه المجالات في رأيي الاقتصاد السوداني لن يتعافى. وكذلك الأمريكان لديهم 10 كلابيش كما اسميها مع السودان , ورفع العقوبات واحدة منها, وهذه الكلابيش في حالة زيادة. > ماذا يتطلب لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب؟
< أولاً لابد أن ندرك أن هنالك أسباباً أدت لهذا. يعني مثلا السودان عندما وضع في العام 1993م بسبب أن هنالك عدداً كبيراً من المتهمين بالإرهاب كانوا يجدون مأوى ويجدون من الحكومة السودانية جوازات سفر دبلوماسية. هذا الموقف أدى إلى وجود لوبيات في أمريكا تبلغ 7 ضد النظام السوداني مستمرة في موقفها هذا, ولذلك لا يكفي القرار التنفيذي الحكومي, ولابد من إقناع الكونغرس الأمريكي والرأي العام الأمريكي. ولكن حتى الآن لا نرى هذا قائماً والدليل على ذلك الحكومة السودانية حتى بالنسبة لرفع العقوبات تواجه شروطاً جديدة. > كيف تقرأ موقف نداء السودان وأنتم جزء منه وعدم ديناميكيته بجانب أنه بلا حراك في الداخل؟
< نعم ,هنالك مشكلة .. نداء السودان في الداخل به 6 أحزاب متفقة وموجودة حول برنامجها, وكانت هنالك إشكالية في الجبهة الثورية والتي نصنفها الجبهة الثورية (أ) وهم جماعة الحركة الشعبية قطاع الشمال , والجبهة الثورية (ب) والتي نعني بها أحزاب دارفور . والأخيرة عقدت مؤتمرا بباريس وأرسلنا مناديب. ومهما كانت الخلافات الداخلية أكدوا خلال المؤتمر وقوفهم ومواصلتهم في نداء السودان، بجانب أن هنالك مشكلة في الجبهة الثورية (أ) بعد نشوب خلافات بين الحلو وعرمان وعقار, ونحن أرسلنا مندوباً وهو عالم دقاش وحضر مؤتمر كاودا والتقى مع عبد العزيز الحلو وأكد للأخير أنه يريد التأكيد على أن تقرير المصير مرفوض, وأنكم مؤيدون للاستمرار بنداء السودان , وأنكم مستعدون لإيجاد حل سياسي للقضية السياسية. وكما أفادني مندوبنا بتقرير مكتوب بالنسبة لموضوع تقرير المصير فقد قال الحلو إنهم متمسكون بتقرير المصير ما دام السوداني الإقصائي «على حد تعبيره» موجود. ولكن إذا كان هنالك سودان عريض ليس إقصائياً نحن مستعدون أن نقبل هذا. وفيما يتعلق بنداء السودان أكدوا تواصلهم وتأييدهم وإذا لديهم أي تحفظات سيناقشونها معنا، وبالتالي بات هنالك موقف الحركة الشعبية بقيادة مالك وعرمان يرتبون لمؤتمر لجماعتهم, ونحن نعتقد أنهم اتخذوا موقفا صحيحا بعدم قبول تقرير المصير إلى جانب مواصلة الالتزام بنداء السودان. أضف إلى ذلك السعي لحل سياسي عبر حوار وطني, ولكن قطعاً هم لديهم خلاف أساسي مع الأخ عبد العزيز ونحن نقف موقفا محايدا من هذا الصداع ونسعى لرأب هذا الصدع , ولدينا علاقات قائمة مع الطرفين وإذا فشلنا سنناديهم بتجنب تصفية خلافاتهم بالقوة . وثانياً المطلوب منهم أن يتعايشوا سلمياً ومع كل هذه الظروف نحن بصدد برنامج عملي يقوم به نداء السودان حول قضايا السياسات البديلة للمستقبل والتعبئة الشعبية والتعامل مع الحوار الوطني، ونعتقد أننا أحزاب الداخل باستطاعتنا الوصول لاتفاق مماثل مع الآخرين مع الأهمية لكل الأطراف مع تجنب إطاحة النظام بالقوة وتقرير المصير. ما عدا ذلك كل الخلافات الأخرى بالإمكان أن نحتويها. > ألا تعتقد أن مطالبة الحلو بتقرير المصير هو بمثابة مراوغة سياسية؟
< عبد العزيز الحلو لم يطالب عبر الإعلام بتقرير المصير, ولكن حديثه لنا مباشرة بأنه حريص على تقرير المصير إذا لم يكن هنالك إصلاح للسودان, ولكن إذا وجد الإصلاح فهو مستعد للمشاركة فيه. > تحالف جديد نشأ بين الحلو وعبد الواحد, ما تقييمك له؟
< نحن علي اتصال حتى بعبد الواحد ولدينا مطلبان ثابتان عدم إسقاط النظام بالقوة وتقرير المصير , وإذا التزموا بهذا في رأيي يمكن أن نصل معهما لهذا الأمر خاصة وأن الاثنين وقعا معنا «باريس» وعبد الواحد لم يؤيد نداء السودان, ولكن وقع اتفاق باريس, ولذلك حريصون على المطلبين أعلاهما خاصة عدم إسقاط النظام لأنه يخلق مشاكل كثيرة وليس في مصلحة البلاد. > على المستوى الداخلي لحزبكم , إلى أين وصلت مبادرة لم الشمل؟
< هنالك من لا يفهمون مبادرة لم الشمل بصورة صحيحة, وبالنسبة لنا لم الشمل تتعلق بالقيادات الذين اختلفوا تنظيميا مع قيادة الحزب مثل جماعة التيار العام بقيادة الدكتور مادبو, وتحفظ على قرارات الهيئة المركزية بقيادة د. إبراهيم الأمين, أما فيما يتعلق بالجماعة الذين كانوا مع الاثنين أغلبهم عادوا إلى الحزب وانخرطوا في العمل التنظيمي . ود. إبراهيم اتفق على العودة وفق ترتيبات ستجرى فوراً, أما الأخ مادبو ومن معه من التيار العام فقد حدث اتفاق مبدئي وجارٍ الاتصال ليكتمل هذا , وهؤلاء هم الذين نسعى لأن تتحد كلمتهم مع أجهزة حزب الأمة ليشتركوا في المؤتمر العام الثامن للحزب. أما الذين سموا لأنفسهم أحزاباً أخرى وانخرطوا مع النظام لا حوار لنا معهم لأنهم قرروا المشاركة لمصالح ذاتية واتخاذ خط غير متسق مع الحزب. > حسن إسماعيل عبر صحيفة (الإنتباهة) قال إن الإمام الصادق المهدي غير مؤهل لـ «لم شمل» الأمة, ما تعليقك؟
< هو منخرط في الحكومة. ودا من الناس الكانوا عاملين لينا ضجة عايزين يتطرفوا بمعارضة الحكومة, ولما عرض عليه منصب ساب التطرف وقبل وهم ليسوا معنيين بـ «لم الشمل» لأنهم انخرطوا في النظام, والشخص القال هذا الكلام ما معني به. > رئاسة (الأمة) صارت تشكل صداعاً مزمناً داخل الكيان التنظيمي لحزبكم؟
< هذه مسألة ستقررها ورشة تحضر لمؤتمر حزب الأمة الثامن, وأنا اقترحت تكوين كلية ترشح 7 قيادات بمواصفات محددة وطبعاً في ناس لمن قلت هذا الحديث افتكروا أني سأعتزل السياسة , أنا فقط أريد ان أرفع يدي من العمل الحزبي لأتفرغ للعمل السياسي الدولي والثقافي والفكري, والذي سيكون له فيه عطاء أكبر, ولكن حزب الأمة سيكون صاحب مؤسسات. > هل نتوقع أن يكون خليفتك من خارج «آل المهدي»؟
< حتماً من خارج «آل المهدي». شوف يا ابني ما في حاجة اسمها «آل المهدي» عندهم وضع سياسي مميز دا كلام فارغ. وأنا نفسي حينما تم اختياري لرئاسة الحزب أغلبية «آل المهدي» كانوا ضد ذلك , والذين جاءوا به قاعدة الأمة. وللأسف في كثير من الناس العندهم علاقة باسم «آل المهدي» بتاجروا بالاسم تجارة رابحة ويدخلون في صفقة رابحة مع النظام باسمهم فقط لا شعبية ولا فعل، والآن أنا أمضي في خطوات لتوحيد «آل المهدي» كأسرة يحفظون علاقاتهم الرحمية فقط , وأن يكون حزب الأمة مستقلاً بمؤسساته من الأسرة وكيان الأنصار, وأنا ساعي لتوفيق أوضاع الـ 3 محاور ، والآن واضح تماماً عندما أتحدث عن 7 أشخاص لتقديمهم للكلية ليس شرطاً أن يكونوا من المهدية. > البعض يرى أن دخول عبد الرحمن للقصر مساعداً هو بمثابة تجهيز ليكون رئيساً لحزب الأمة؟
< أولاً ,عبد الرحمن ليس عضواً بحزب الأمة , كيف يكون رئيساً؟. > ومريم, هل بالإمكان أن تكون رئيساً للأمة القومي؟
< أنا ما بقدر أقول من يكون. أنا اقترحت أن يكون في كلية انتخابية تختار. > هل ستشكل قريباً هذه الكلية؟
< نحن ماشين بالتحضير للمؤتمر الثامن. > هل تم تحديد المؤتمر في حد ذاته؟
< المؤتمر يحدد بعد أن تكتمل المؤتمرات القاعدية, حينها سندعو للمؤتمر العام ,وقبلها سندعو لورشة لتقديم المشروع المتعلق بالتأسيس الرابع لحزب الأمة الذي يدخل فيه كل هذا المقترحات, وسيكون التنافس مفتوحاً بين المؤهلين والمؤهلات, وأنا لن أتحمل مسؤولية من يكون, وأنا نفسي شجعت ابنائي وبناتي أن يعملوا لتأهيل أنفسهم وألا يعتمدوا على إرثهم. > مبارك الفاضل قال في مذكراته إنك تعديت على أموال الحزب ؟
< كذب طبعاً. أنا يا ابني بصرف على حزب الأمة وهو عارف كدا. ولكن قال هذا الكلام لأنه هو المتهم, وأنا كلفته أن يبحث نيابة عني لتمويل للحزب, وفعلاً بحث ووجد ولكن أغلب التمويل استخدمه لنفسه، عمل ليهو بيت في لندن وبيت في القاهرة وأسطول عربات. هو في الحقيقة استولى على أـموال الحزب التي أنا كلفته أن يقوم عليها. وحتى اليوم ما حاسبني كيف صرفت هذه الأموال. وهو يعلم أن العمل السياسي أفقرني ما زادني. مبارك يهاجم شخصاً عفة نفسه معروفة 4 سنوات حينما عملت بالحكومة لم أتقاض شيئاً, وسكنت في منزلي وأترحل بسياراتي غير ساعات الدوام, والأموال التي كانت تعطى لي بالرحلات الخارجية أردها لجهة عامة بالسودان. > ما خطتكم لماراثون انتخابات 2020 ؟
< الانتخابات لها أعراف, يعني ما ممكن تدعو الناس للمشاركة في الانتخابات وأنت مسيطر على الإعلام والجهاز التنفيذي والحكومة والإداري والتشريعي وعلى المال وعلى كل شيء, وأنت بهذه الصفة كل الذي سيعمل إعادة تأهيل الحكام الحاليين, وبالتالي لن ندخل ونعطي شرعية لمثل هذه الانتخابات المضروبة. ولكن إذا كان هنالك تغيير حقيقي تحت حكومة قومية بمفوضية انتخابات مستقلة وقانون انتخابات سليم, نعم مستعدون لخوضها وأوضحنا للجميع أن شعبية حزب الأمة قوية جدا برغم كل ما حدث وبطوافنا بـ 7 محافظات تأكد لنا هذا. > هل ما زلت على موقفك الرافض للانخراط في الحوار الوطني؟
< الحوار انتهى وهو فاشل. ونحن نتحدث عن حوار بموجب خارطة الطريق تحت الآلية الإفريقية العليا وإذا حدث هذا بالإمكان أن تكون له نتائج ونسميه حواراً باستحقاقاته. وعلى أي حال عدد كبير من الذين اشتركوا في الحوار يتحفظون على النتائج ويعتبرون أن جزءاً كبيراً من التوصيات الحالية زورت. > قطبي المهدي صنف المعارضة الحالية بالبائسة؟
< هذا رأيه, وقبل كدا قال النظام نفسه فقد صلاحيتو ودى آراء يقولها السيد قطبي. > كيف نستطيع المساهمة في الحد من البطالة؟
< الآن لدينا مليونا خريج وخريجة عطالة وجزء كبير منهم هاجر للبحث عن وضع أفضل. أنا في رأيي إذا انتعش الاقتصاد بالإمكان أن يستوعب القطاعان الخاص والعام السودانيين الشباب, وكذلك الأعمال المحدودة الصغيرة تستوعب عدداً كبيراً من الشباب. وفي رأيي العطالة ما هي إلا انعكاس للفشل الاقتصادي. > ثمة آراء بدأت تطالب بالتعدد في الزواج للحد من العنوسة ومن ضمنها هيئة علماء السودان؟
< «هذا حديث مرفهين لأنهم بتكلموا على الزول يتزوج 2 الحقيقة إنو الناس ما قادرين يتزوجوا واحدة لأنو في عقبات مالية، والأغلبية الساحقة لم يعد باستطاعتهم الزواج , وهذا حديث ناس أسكرتهم الرفاهية, والواقع الآن يتطلب الاتفاق على صيغة مبسطة للزواج ونجعل الغالبية هذه تتزوج مش تتزوج بس كمان ما تطلق لأنو للأسف الشديد الذين يتزوجون الآن أكثر من 25 % من 18 لـ 40 عاما وحتى الذين يتزوجون 30 % يطلقون لأن كثيراً منهم يواجهون ما يسمى الإعسار, وبالتالي العمل على رفع نسب الزواج والتقليل من الطلاق ، وبعدين زواج أكتر من واحدة بقت فيه مشكلة, السيدات المتزوجات الآن يرفضن هذا لأن هنالك قيماً جديدة ظهرت, ولذلك نتيجة لهذا , البتزوج فوقا تقتلو تسممو. بقت حرب أهلية». > أنت شخصياً مع التعدد؟
< أقول بوضوح تام في الشريعة الإسلامية واضح تماماً أن الإنسان لديه الحق يتزوج 4 نساء , ولكن هذا مقيد بالعدل ,ومقيد أن العدل مستحيل, ولذلك أنا قلت لا يتزوج أحد على زوجته إلا بموافقتها, وإذا لم يفعل ذلك سيدخل في حرب أهلية ، أنا مثلاً تزوجت من 2 وعندما أقدمت على الزواج الثاني من السيدة سارة تم بموافقة السيدة حفية بل هي التي خطبت لي, وكان المناخ حينها معافى وانعكس إيجابياً على أولادي من السيدتين.حوار: محمد جمال قندول الانتباهة