عثمان ميرغني

سيدي والي الخرطوم.. كفاية!!


الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم حدَّدَ بدقة المشكلات التي تواجه ولايته.. كان يتحدث في مواجهة الصحفيين أمس الأول في منبر وزارة الإعلام.. فقال إنَّ المعضلات الرئيسية التي تواجه عاصمة السودان الخرطوم هي )المياه، والبيئة، والمواصلات، وتخفيف أعباء المعيشة(..
ولو كلف السيد الوالي فريق عمل علمي لمراجعة التاريخ، فسيجد أنَّ هذه “الرباعية” هي ذات المشكلات التي واجهت السيد مهدي مصطفى الهادي، عندما كان محافظاً على الخرطوم )ما يعادل والي حالياً( وهي ذات ما واجه اللواء محمد عثمان سعيد عندما تولى منصب محافظ الخرطوم في بداية عهد الإنقاذ، ثم د. مجذوب الخليفة، والمتعافي ثم الخضر.. وأخيراً عبد الرحيم..

وإذا لم تقم القيامة خلال الخمسين سنة القادمة فستظل مشكلة الخرطوم الأساسية هي ذات الرباعي.. وطبعاً أغفلنا الإشارة لمشكلات التعليم والصحة والطرق وكل القائمة المعروفة، ليس لأنَّها غير موجودة إنما على سبيل التسليم جدلاً بما قاله الفريق أول عبد الرحيم، إنَّ الأربعة )المياه، البيئة، المواصلات، المعيشة( هي المعضلات الرئيسية.
والسبب لا يحتاج إلى بطل لاكتشافه، هل تعلمون لماذا ستظل الحال على ما هي عليه؟
طالما أنَّ )طموح( السيد والي الخرطوم وحكومته هو مجرد التغلب على معضلات الماء والبيئة والمواصلات والمعيشة، فلن يتحقق ذلك.

تصور رجلاً يملك في بيته كنزاً من الذهب الخالص، لا يقدر بثمن، لكن عقله وطموحه لا ينتظر أكثر مما يحصل عليه من )الماهية( التي يقبضها في وظيفة متواضعة يعمل بها.. ستظل المشكلة الرئيسية في حياة هذا الرجل )الماء، والبيئة، والمواصلات، والمعيشة(..
الخرطوم أغنى عاصمة بالموارد الطبيعية والبشرية في عالمينا العربي والأفريقي.. وتستطيع أن تنهض وتنافس “دبي” وغيرها من نواهد المدن العربية وفي أقل مما يتصور الكثيرون من زمن.. لكن حكامها لا يصدقون ذلك.. ولا تتجاوز طموحاتهم )زيرو عطش، زيرو كوش، زيرو حُفر(.. عاصمة محكومة بعقلية الـ)زيرو( فأنى لها أن تتخلص من معضلاتها التاريخية المزمنة، وتنطلق في فضاء الرفاهية والتقدم الرحب.

إذا كان التلميذ يذاكر دروسه فقط لينجو من )الطيش( فقد يحصل على )تاني الطيش( ويفرح بالإنجاز والإعجاز، لكن يظل عمره يلهث في برنامج )زيرو طيش(.. لا يحلم بالصدارة..
وفريق كرة القدم الذي يدخل الدوري بعقيدة )زيرو سقوط( للدرجة الأقل، لن يحصل على الكأس مهما امتد الزمان..
سيدي والي الخرطوم.. كفاية!!
ارتاحوا وامنحوا منهج تفكير جديد ليحكم..!!

حديث المدينة – عثمان ميرغني


‫3 تعليقات

  1. مفروض يدوك سنتين والى للخرطوم يا عثمان ميرغنى عشان يقطعو لسانك الطويل ده

  2. أعباء المعيشة ؟!! وهل تنفصل المياه والبيئة والمواصلات عن أعباء المعيشة ؟ أم أن المعيشة أكل فقط حتى بدون شرب ! الدولار يستعرض عارياً في شوارع الخرطوم ، هل من مبارز ؟!! فيفر من أمامه عبدالرحيم وجنرالاته تاركين المواطن فريسة يفتك به الدولار . الخرطوم راحت ضحية السياسات الضحلة والنظرة الآنية لتوفير مصروفات الولاية المليارية بتوزيع الأراضي الصالحة لمستثمرين لإنتاج الأعلاف بدلاً من إقتصار أراضي الولاية في إنتاج الخضروات والمنتجات البستانية والأشجار وإستيعاب أكبر عدد من العاطلين وإبعاد مشاريع الأعلاف إلى الولايات الخالية من السكان وإحداث تنمية حقيقية وبنى تحتية من طرق ومرافق وإيقاف الزحف الصحراوي والتصحر والتعرية في أراضي شاسعة صالحة للزراعة . كما تقوم الولاية بالتصديق للصناعات والأنشطة الأخرى في الخرطوم فقط ! فيرتفع معدلات التلوث والنفايات والأمراض والجريمة ثم يشتكي الوالي بأن الناس كلهم هاجروا للخرطوم !! الناس تأتي للخرطوم بحثاً عن علاج لنزلة برد بعد أصبحت المستشفيات الولائية عبارة عن زرائب للبهائم رغم وجود 18 وزير صحة ومجلس وزراء ومجلس تشريعي كلهم يتقاضون رواتب ومخصصات تكفي لإنشاء مستشفى عالمي في كل ولاية فيمسك ناسها شوية ! في كل بلاد العالم هناك مدن بحجم العاصمة أو أكبر ليتم إستيعاب جزء كبير من الأنشطة التجارية والخدمية فلا تجد فوارق شاسعة كما هو الحال عندنا (نعيب زماننا والعيب فينا ــ ما لزماننا عيب سوانا ).