عثمان ميرغني

(يا خبر) !!.. حدث غريب!!


أمس بثت وكالة السودان للأنباء “سونا” خبراً طريفاً للغاية، يكشف حال الدولة السودانية.. يقول نصه )بحث مساعد أول رئيس الجمهورية مولانا محمد الحسن الميرغني ومساعد رئيس الجمهورية مولانا عبد الرحمن الصادق المهدي تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة بالتركيز على تحسين الوضع الاقتصادي لما يترتب عليه من تبعات تهم المواطن في المقام الأول . شدد مساعد أول رئيس الجمهورية لدى استقباله بمكتبه بالقصر الجمهوري اليوم مساعد رئيس الجمهورية على أهمية تهيئة الأجواء السياسية وإزالة أي لبس يحول دون مشاركة بعض الممانعين من القوى السياسية في عملية الحوار الوطني(.

هل استمتعتم بالدهشة مثلي؟.. مساعد أول رئيس الجمهورية السيد محمد الحسن الميرغني استقبل في مكتبه بالقصر الجمهوري مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبد الرحمن الصادق المهدي.. واتركوا باقي الخبر فهو غير مهم..
السيدان الميرغني والمهدي هما مساعدا رئيس الجمهورية، ويفترض بحكم كونهما مساعدي رئيس الجمهورية أن يلتقيا بالسيد رئيس الجمهورية عمر البشير كل يوم، أو على أقل تقدير يوماً بعد يوم.. فهما مساعداه.. لكن عوضاً عن أن يلتقيا بالرئيس اتضح الآن أن مجرد لقاء مساعد أول الرئيس بزميله مساعد الرئيس هو )خبر(!! يستحق أن تنقله وكالة الأنباء الرسمية.. وربما “مانشيت” الصحف.
وفي الصحافة تتردد المقولة المملة، ليس الخبر أن يعض الكلب الرجل، ولكن الخبر أن يعض الرجل الكلب. بعبارة أخرى أن الخبر هو في الفعل )الغريب( غير المتوقع.. وبهذا المفهوم فإن خبر “سونا” يعني أن لقاء مساعد أول الرئيس بأحد مساعدي الرئيس هو )أمر غريب( يستحق أن ينطبق عليه مصطلح )خبر(!!
وهنا من المحتم أن يطفر السؤال، كيف يساعد المساعد الأول الرئيس إن كان مجرد لقائه بمرؤوسه مساعد الرئيس خبراً تنقله الوكالة الرسمية للأنباء؟..
في الصور التي تنشرها الوسائط الإعلامية تظهر كوكبة المساعدين والمستشارين في البيت الأبيض الأمريكي في لقاءات تبدو روتينية ويومية، بل وربما أبواب المكاتب مفتوحة على بعضها بصورة لا تستوجب حتى بروتوكلات المواعيد والترتيبات المسبقة.. ومفهوم طبعاً أن طبيعة العمل الاستشاري أو المساعد لرأس الدولة تستوجب التواصل المستمر وربما على مدار الساعة، لحساسية الدور المطلوب ممن هم في الدائرة الرفيعة المحيطة برئيس الجمهورية..

لكن في النسخة السودانية يبدو الأمر مختلفاً تماماً، أما لأن مناصب المساعدين أصلاً صورية لا علاقة لها بالعمل الرسمي ودعم اتخاذ القرار أو ربما لأنه غير مطلوب من المساعدين سوى العلامة العائلية.
في تقديري، هذا الوضع هو أحد مثبطات الدولة السودانية، صورية المؤسسات!!

حديث المدينة – عثمان ميرغني


‫4 تعليقات

  1. يا عثمان اخوي البشير ما محتاج مساعد بس يدخلا و صقيرا حام هييييييييع الكلس

  2. يعني ما عارف انو مساعدي الرئيس و نوابه و مستشاريه و وزراء الدولة الرسالية و خبراءها الوطنيين و نوام الشعب و الولاة و مساعديهم و مستشاريهم و معتمديهم و وزراؤهم .. يعني ما عارف كل دي وظائف للاسترزاق؟ يعني مسميات وظيفية ذات رواتب و مخصصات و امتيازات عالية و لكنها بدون وظيفة و بدون عمل … بالله عليك حال بلدنا دي حال بلد فيها رئيس و مؤسسة رئاسة و مجالس وزراء و برلمانات؟
    هذه بلد يديرها ود اب زهانة لوحده