منى سلمان

حال الرجال (٢)


[JUSTIFY]
حال الرجال (٢)

قبل أن تنقضي أيام العزاء الذي قدروا أن يقيموه في منزل أسرة (ساجدة)، ويتفرق الناس من حول أمها المفطورة الفؤاد .. إستأذن (عبد الرحمن) ذات صباح للدخول على نسيبته في مجلس عزاء النساء، دخل وهو يحمل في يده حقيبة هاند باك متوسطة الحجم، تجاوز قريباتها وجاراتها المتحلقات حولها ليقف أمامها وقد سدت العبرات حلقه وألجمت لسانه .. أدهشه ما رأه من آثار الحزن عليها التي أضافت بين يوم وليلة إلى عمرها سنوات فصارت مثل عجوز تجاوزت المئة .. جثا عند قدميها يبكي فتداخلت أصوات الموجودات يدعونه للصبر والترجيع، قالت إحداهن:
أرجع يا عبد الرحمن ما تخلي ابليس يلعب بي راسك .. وتخرب علي الحاجة دي صبرا .. يا دوب قدرت تمسك سبحتا وتلزم الاستغفار.
وقالت عجوز تحمل في ملامحها سيماء الوقار والتقوى:
هو البكا كان برجع ليك حبيب .. الله يعلم كان قضينا عمرنا كلو نبكي .. لكن يا وليدي حكم الله ونفذ .. ماشين نسوي شنو غير الصبر؟ ربنا يجعلا من أصحاب اليمين.
استرجع (عبد الرحمن) ومسح وجهه الذي غطته الدموع ثم رفع الحقيبة التي يحملها في يده ودفعها إلى نسيبته قائلا:
هاك يا حاجة الأمانة دي عايزك تحتفظي بيها عندك.
سألته مستفسرة:
أمانة شنو كمان يا ولدي الدايرني أمسكا ليك؟
قال موضحا:
ده دهب ساجدة يا حاجة أنا لميتو كلو وجبتو ليك .. زي ما إنتي عارفة، أنا كنتا مشتري ليها دهب كتير شديد وهسي بقى من نصيب بناتا .. عايزك تحتفظي بيهو ليهن لمان يكبروا ويتزوجن.
أمسكت بالشنطة منه واحتضنتها ثم انفجرت بالبكاء وشاركها (عبد الرحمن) وسط تأثر الجميع.
إنقضت أيام العزاء والتي قرر بعدها (عبد الرحمن) أن ينهي إغترابه ويبقى في السودان لرعاية أبنائه ومتابعة دراستهم، حيث عاد بهم للإستقرار في بيتهم بعد أن إستعان بسيدة متوسطة العمر، إستأجرها لتعينه في إدارة شئون المنزل وتسد جزء من الفراغ الذي خلفته (ساجدة) خلفها برحيلها.
مرت الأيام ثم الشهور على الوفاة وكان في مرورها خير بلسم لمداوات الجراح، فقد مضت سنة الحياة وشغلت شواغلها الجميع عن الأحزان إلا (أم ساجدة) لم يزدها مرور الأيام إلا حزنا فوق حزن ولكنها تشاغلت عنه حتى لا تشغل بال من حولها بأحزانها.
بعد ما يقارب الخمسة أشهر طرق عليها الباب (عبد الرحمن) والشمس آيلة إلى الغروب، رحبت به ودعته للجلوس معها في الحوش .. جلس مترددا فسألته بعد أن لاحظت اضطرابه من حركة يديه وأصابعه التي كان يفردها ثم يجمعها ويقوم بطقطقتها بالضغط عليها ببعضها البعض، قالت:
مالك يا عبد الرحمن يا ولدي ما على بعضك كدي .. ان شاء الله خير ؟ شغلتني .. نعل الأولاد ما عندهم عوجة؟؟
تلجلج لبرهه قبل أن يقول متلعثما:
أبدا والله مافي أي عوجة .. ثم بعد فترة صمت قصيرة استجمع شتات نفسه وقال بقوة:
ياآآآ حاجة الأمانة الكان مسكتك ليها .. قصدي دهب المرحومة ….
وبعد أن صمت مرة أخرى سألته محتارة:
مالو دهب المرحومة .. هداك جوه في الحفظ والصون يسمع في كلامك.
قال بسرعة:
داير أشيلو منك تاني .. أصلي دخلتا لي في مشروع بالقروش الرجعتا بيها، لكنها فرقت معاي شوية .. عشان كدي عايز الدهب أصرفوا وأسد بيهو الفرقة دي، وبعد ما أموري تظبط .. تاني بشتري غيرو للبنات وأديك تمسكيهو ليهن.
قالت الحاجة في سلامة نية ودون تردد:
طوالي تشيلو .. الدهب حقك .. إنت الجبتو وإنت البتعوضن ليهو .. ربنا يعينك في مشروعك ان شاء الله ويفتحا عليك شق أيش ما تقبل يا ولدي .. كدي النقوم أجيب ليك شنطة الدهب.

يتبع
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. يتبع

    أكيييييييييييد داير يعرس أصلو ديل الرجال كدا يقعد ايام العزاء يعمل فيها حزين ويعمل فيها داخل ومارق والقعدة مابيه ليه وهو يكون بفتش علي عروس واتحداكم لو ما كان دا نهاية القصة.
    رجال …… لولا أمر الله بالحبس علي الزوج اربعة أشهر وعشرة أيام بعد وفاتة والله اربعة ثواني ما يستاهلا.

  2. هووووي يااستاذة الفيلم مكشوف حاتجي بكرة تقولي انو عرس بيها ونسى ساجدة وله مش كده. وبعدين تضيفي ليها توم وشمار وتقولي الرجال ماعندهم عشرة ونسايين. والله من امس مماقلتي يتبع عارفك حاتختمي القصة بالصورة دي. وانا اراهن ما كان بكرة ختمتيها بالصورة دي. العبي غيرها. زي الرجال ما فيهم غداريين النسوان فيهن غدارات… ودمتمي.

  3. يا thoma
    يا الشيخ محمد خليفة

    انتو عارفييييييييييين كويس انانية الرجال وغدرهم (إلا من رحم ربي )
    وطبعا بعضهم ماسكين الدين في الجتة دي
    اكان المرة ما ماتت امشي اعرس فيها وإقول شنو ربنا قال مثنى وثلاث ورباع
    ولو ماتت دي فرصته إقول ايه داير واحد تربي معاي العيال
    وفي الدين المفروض الرجال ما اقعد براهو عشان الفتنة طوالي امشي اعرس
    ما مشكلة
    بس اعمل بما امر به الشرع وبما نهى عنه في كل شي من امور الحياء
    عارفين ساعتها النسوان بكونن اخوات حتى لو كانن ضرات

    لكن المرة لمن راجلها اموت وعندها طفل واحد او اثنين او اكثر
    تزهد في الزواج لوفائها وتصبر على تربية اولادها وتكون الأم والأب والأخت والولد وكل شي لأولداهاوفق دا كلو راضية

    عاشت المرأة ، أم واخت وبنت وزوجة وخالة وعمة وجدة

  4. [SIZE=5]سؤال (برئ) للنسوان : هل تفضلي أن يتزوج عليك زوجك أم يرقد(مكسر) في السرير بقية عمره !! ؟؟[/SIZE]

  5. [SIZE=5]يا THOMA انتي بتقولي، لوما موضوع الحبس دا، الراجل ما يستاهل يصبروا عليهو 4 ثواني، خليك من 4 شهور. أول حاجة أنا بحييك علي صراحتك، وعشان نحن عارفين (الفيكن شنو)قاعدين نعرس ونستمتع بي حياتنا ونبرد بطنّا فيكن، لأنو قلائل جدا أولئك النساء اللائي يستحقن التضحية، وطبعا انتي ومعظم النسونت لست ممن يستحقن التضحية، والدليل كلامك الفوق دا.[/SIZE]

  6. [SIZE=4]تقول الحكاية أنو في راجل ومرة قصتهتم زي قصة عبد الرحمن وساجدة ديل (ريدة شديدة مبالغة يا قول البنيات)، ويقدر الله أن تتوفي الزوجة وتترك أطفالا صغارا، وقبل أن ينتهي الفراش فاتحه أهل الزوجة المتوفية قبل أهله، بضرورة الزواج حتى يجد الأطفال من يرعاهم، ولكن الزوج رفض الفكرة رفضا قاطعا (ما داير أي كلام في الموضوع دا)، ولكن أهل الخير لم ييئسوا فحاولوا معه بعد أيام ، ثم بعد أسابيع … وأخيرا وافق قائلا لهم : اذا كان لا بد من الزواج شوفوا لي البنت اللي كانت قاعدة تسوي في الشاي يوم الصدقة !!!!!
    [/SIZE]