كبرت القوالة وبقت إسكرين شوت
القواله ؛ مصطلح سوداني يعني نقل الكلام بين الناس . (يعني تمشي لي زول وتقول ليهو فلان قال فيك كده وكده وكده ) . والقواله كانت وما زالت من الأسباب الرئيسة التي تؤدي الى قطع العلاقات الاجتماعية والمهنية بل وحتى العاطفية بين السودانيين .
حتى ان التراث الفني السوداني لم يفوت هذا السلوك فصاح الفنان الرائع حمد الريح وقال :
شالو الكلام زادوه حبه جابوهو ليك
ظاهر عليك صدقتهم ما الجوة قلبك في عينيك
كل الحصل سالنا مرة عشان يعرفو ظروفنا كيف
جات سيرة للريد الزمان ثم الولف جاب الوليف
غايتو الكلام جاب الكلام وغلبنا من سيرتك نقيف
ورمينا حبة لوم عليك شالو الكلام جابوهو ليك
كان قصدهم يحصل فراق بينا وقلوبهم يسعدو
جوك بالكلام صدقتهم سبت الضلوع يتنهدو
خليتنا في مرة شقا ما تبقى إلا على العدو
لو نحن غاليين في عينيك ما تصدق الجابوهو ليك .
كان قصدهم يحصل فراق : الهدف الاساسى دائما من القوالة هو التفريق بين الناس كما ان الشخصية القوالة تعاني من الضعف وعدم الثقة بالنفس للدرجة التي تجعلها دائما ما تنقل الكلام في الخفاء وبصوت واطي، وعند المواجهة تحاول ان تجد المبررات لتنفي ما قامت به . تسببت القوالة في الكثير من المشاكل فلا المجتمع السوداني على كل المستويات و الطبقات ولم يسلم منها شخص واحد . المخيف حاليا هو تطور القوالة من خلال الاسكرين شوت (يعني تكون بتتونس مع واحد في الفيس او الواتس يقوم ينقل كلامكم كلللللو ويعمل اسكرين شوت) ويقول شوفو فلان قال فيكم شنو ، بغض النظر عن أن الكلام في الناس اصلا لا يجوز ولكن نقل الكلام هو الأخطر. والأخطر من القوالة هو الشخص القوال نفسه لانه هو الركن الاساسى في القوالة وهو الموصل الجيد للقوالة هذا فضلا عن ان القوال لا يؤمن جانبه فهو كما قال لك بان فلان قال فيك كذا فسوف ينقل الى الآخرين قولك فيهم . انها طبيعته النفسية التي من الصعب ان يتخلى عنها . القوال ليس له صديق فهو يكره الجميع ويسعد جدا عندما يتخاصم ويتشاجر الآخرون . ان ما يسعده هو انتشار مشاعر الكره والحقد و الحسد بين الآخرين . دعوا القوال في نار حزنه عندما يراكم سعداء . دعوا القوال في حقده وتكاتفوا . دعوا القوال في حزنه وعيشو سعداء واعلموا أن القوة في الوحدة , وما تنتسوا نحن ماهينين .
د. عمرو إبراهيم مصطفى – الانتباهه.