رأي ومقالات

من يزعمون بأن السودان يدرب جماعات إرهابية لتستهدف بها أمن مصر لا يعلمون بان المخابرات المصرية وقنواتها تؤدي هذا الدور (كما يجب)

أكاذيب قديمة ..!!
:: قبل أشهر، عندما زارت الشيخة موزا بعض المناطق الأثرية بنهر النيل، جنً سُفهاء الاعلام المصري و فقدوا المنطق والمهنية، ثم ختموا اسبوع التهريج بنقل القنوات الحكومية صلاة الجمعة – لأول مرة في تاريخ مصر و القنوات – من مسجد جمعون بشلاتين، وكان هذا النقل قد تم بتوجيه رئيس الوزراء شريف إسماعيل .. ويوم أمس أيضاً، وهو الموافق الجمعة التالية لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبعد اسبوع من ( الردحي و السفاهة)، ختموا التهريج هناك بنقل ذات القنوات المصرية الحكومية صلاة الجمعة من مسجد التوبة بحلايب.. !!

:: و لو تواصل نقل قنوات الحكومة المصرية لصلاة الجمعة من المثلث المحتل عقب كل زيارة يقوم بها رئيس أو أمير أو ملك – مغضوب عليه مصرياً – إلى السودان، فان في هذا الأمر مكاسب للشعب المصري المغلوب على أمره ..أولاً، من المكاسب أن تَساهم زيارات الرؤساء والملوك والأمراء إلى السودان في تغيير نهج حكومة السيسي بحيث تنقل – للشعب المصري الصابر- خطبة وصلاة الجمعة بعد أن كانت تفجع هذه القنوات قلب شعبها بنقل صرخات وأشلاء ضحايا تفجيرات المساجد والكنائس.. وعلى غير العادة، جمعة البارحة كانت خالية من تفجيرات المساجد، لأن مخابرات السيسي صنعت البديل المراد به تضليل الرأي العام المصري..!!

:: وكان آخرها – قبل أسابيع – في جمعة كما جمعة البارحة، ونقلتها قنوات مخابرات السيسي، أي وهم يستمعون إلى الخطبة بخشوع ، تجاوز حجم الضحايا – المغفور لهم باذن الله – بمسجد الروضة بشمال سيناء (350 مواطناً)..ومن وطأة التوجس والارتياب بمدن و أرياف مصر، فمن يخرج سالما من المسجد بعد صلاة الجمعة فانه يسجد شاكراً أمام داره .. أما أحوال الكنائس وأهوالها، فالداخل مفقود والخارج مولود .. ولذلك يسعدنا أن تستبدل قنوات مخابرات السيسي نقل هذه المآسي من دور العبادة المصرية بنقل صلوات القلوب المطمئنة بمساجد حلايب وشلاتين السودانية..ثم ناهيكم عن الجمعة، فلو نقلوا الخمس صلوات من حلايب (يومياً)، فانها كانت ولا تزال وستظل (مدن سودانية) ..!!

:: ومن يزعمون بأن السودان يدرب جماعات إرهابية لتستهدف بها أمن مصر لا يعلمون بان المخابرات المصرية وقنواتها تؤدي هذا الدور (كما يجب)، وتكاد أن تحول مصر إلى قطعة من ( الجحيم المعزول)..يزعمون، ولم – ولن – يذكروا اسماً مصرياً بحيث يكون هو الإرهابي الموفد من قبل السودان، ولم – ولن – يعكسوا موقعاً سودانياً بحيث يكون ( موقع التدريب).. فالتفاصيل دائماً تفضح الكذب والجهل، ولذلك يكتفي الأغبياء – عند كل زيارة ذات فائدة للسودان – بالأكاذيب ..وفعلوها سابقاً لتغيير موقف السودان من سد النهضة، ولم تنجح أكاذيب تلك الأيام في تغيير موقف السودان..!!

:: واليوم، عندما يعود السودان الى المجتمع الدولى متصالحاً مع (كل دول العالم)، ويقف على مسافة واحدة من (كل دول العالم)، كان على المخابرات المصرية وبؤساء اعلامها إحترام موقف السودان وارادته أو تجديد أفكارهم بحيث تختلق (أكاذيب جديدة)، ولكن يبدو أن العقول قد وهنت لحد إعادة ذات الشتائم والتهريج ثم ذات الأكاذيب..هم يعلمون بان السودان لا يتعامل – مع نظام السيسي – بالمثل، ومع ذلك يكذبون.. فلتنتبه مخابرات السيسي وإعلامها لهموم وقضايا شعبها، أو فلتشغل نفسها وشعبها بغير السودان ..ولو تعامل السودان – في مجال دعم المعارضين وتوفير السلاح والمكاتب والإعلام والدبابات للحركات المسلحة – بالمثل، لما نام نظام السيسي يوماً مطمئناً…!!

الطاهر ساتي

تعليق واحد