تحقيقات وتقارير

التعايش الديني بالسودان… محاولات غربية لتشويه الحقائق


التعايش الديني بالبلاد، واقع وحقيقة تعكس مدي التقارب بين المسلمين والمسيحيين، علي عكس ما تحاول أن تبثه بعض المنظمات الغربية والتي تحاول تشويه هذه الصورة عبر التقارير التي تبثها بعض وسائل الإعلام الغربية التي تسعي لصياغة مفهوم خاطئ حول الإسلام وتصويره كأنه دين لا يحتمل التعايش مع أي دين آخر، والسودان يحظي بتعايش لا مثيل له في العديد من دول العالم بشهادة رموز وقادة المؤسسات الدينية العالمية.
وتحرص الحكومة علي تعزيز التعايش بين كافة الأديان وكفالة الحرية الدينية بما يحقق الأمان والإستقرار الديني بالبلاد، بالإضافة إلي تقديمها للعديد من الإعفاءات الخاصة بدور العبادة وتسهيل زيارات القساوسة واقامة الشعائر الدينية، والشاهد في الأمر أن التسامح الديني سمة أهل السودان وهو الذي يفرض معياره علي الجميع.

ودائماً ما تؤكد وزارة الإرشاد والأوقاف، كفالة البلاد لحرية الإعتقاد وعدم التدخل فيها، ووصفت الإدعاءات والأكاذيب التي تسوقها بعض الجهات المعارضة والمنظمات بخصوص حرية الأديان بالسودان بأنها إفتراءات ظلّ يعيش عليها بعض محسوبيّ المعارضة ويتكسبون من ورائها لدي المؤسسات الكنائيسية العالمية.

وقال حامد يوسف وكيل الوزارة ان السودان مظلوم من الإعلام الغربي وأنه يعتبر أنموذجاً للتعايش الديني لا يوجد حتي في الدول الغربية ، وكشف عن عدد المسيحيين بالبلاد ويبلغ مليون و»400» الف نسمة، وأبان أن عدد الكنائس بالسودان تبلغ «458» كنيسة، فيما يبلغ عدد الطوائف المسيحية الموجودة بالسودان «36» طائفة، وأشار إلي أن كل طائفة لديها دستور خاص بها في نطاق كنائسها وأنه بناء علي هذه الدساتير تنعقد الجمعيات العمومية للكنائس وتختار قياداتها التنفيذية بحرية كاملة.

ومؤخراً خاطب نائب وزير الخارجية الأمريكية جون سوليفان العديد من القيادات الدينية المختلفة بمسجد النيلين في نوفمبر الماضي، وإعتبر مراقبون المخاطبة من مظاهر ضمان الحريات والتعايش الديني.ونجد أن هناك العديد من الإشادات التي حظت بها البلاد من رموز وقادة مؤسسات دينية عالمية، وأشاد رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي خلال زيارته الأخيرة بالضيافة الكريمة التي يجدها في السودان اللاجئون القادمون من مناطق النزاع حتي من المجتمعات الفقيرة.

فيما طالب الأب فيليب ساوث فرج المجتمع الدولي بمنح السودان جائزة التعايش الدولية، وأعتبر أن الوحدة الوطنية موجودة في أعماق السودانيين، وأشار إلي أنه منذ القدم عُرف عن المواطن السوداني حرصه علي التعايش مع الآخرين.وبدوره كشف حسن دودو معتمد أم دورين بجنوب كردفان عن مشاركة ومعايدة المسيحيين أعيادهم، وأشار إلي أنه من شأن تلك المعايدات ترك أثر طيب في نفوس المسيحيين ومخاطبة التعايش الديني والسلام الإجتماعي.

مهتمون بالشأن السوداني أكدوا أن حالة التعايش الديني في السودان مثال ينبغي علي الجميع دراسته، وأشادوا بمشاركة الرئيس البشير للمسيحيين أعيادهم في كنائسهم، وأشاروا إلي أنه لم تبرز في السودان عنصرية أو جهوية أو تمييز في التعليم أوالخدمات أو التوظيف علي إعتبارات اللون أو اللغة وظلت الكفاءة والجدارة هي الأساس.والتعايش الديني في السودان يعتبر إرثا علي الرغم من كِبر مساحة السودان وإختلاف الثقافات والأديان والعادات والتقاليد إلا أن ذلك لم يكُن عائقاً أمام التداخل والتعايش، وهنالك كثير من الطوائف المختلفة مذهبياً ولكنهم علي وفاق.ومما سبق يتضح لنا أن السودان ينعم بتعايش ديني لا مثيل له في العديد من دول العالم وهذا التعايش يعكس حقيقة التقارب بين المسلمين والمسيحيين في البلاد، ويبدو ان بعض الدوائر الغربية ولوبيات الضغط تحاول تشويه حقائق التعايش والحريات المكفولة لكل الطوائف الدينية بالبلاد.

تقرير : محمد زين العابدين
صحيفة الصحافة