المجالس الرئاسية.. أحزاب الحوار تتحسس مواقعها
أثار قرار الرئيس عمر البشير القاضي بتشكيل خمسة مجالس رئاسية عدة تساؤلات أبرزها ما إذا كانت الخطوة متسقة مع توصيات الحوار الوطني، وهل تمت مشاورة المحاورين بشأنها، وأين موقعهم من المجالس خاصة أن قوائم الأعضاء تخلو من أسماء عضوية الحوار عطفاً على احتمالية تغول هذه المجالس على عمل حكومة الوفاق الوطني. (الصيحة) طرحت هذه التساؤلات على عضوي اللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار (كمال عمر “المؤتمر الشعبي، عثمان أبو المجد “تحالف الشعب القومي” فخرجت بالتالي.
عضو اللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار كمال عمر لـ (الصيحة):
تشكيل اللجان الرئاسية تم دون مشاورة أعضاء الحوار
القرار نسف الحوار ولا خيار أمام (الشعبي) غير الخروج
لا يوجد تمثيل لأعضاء الحوار الوطني في المجالس الرئاسية
ـ كيف تنظر لتشكيل خمسة مجالس رئاسية من قبل الرئيس البشير؟
باعتباري أحد مهندسي الحوار الذين عملوا في اللجنة التنسقية العليا قبل تكليف إبراهيم محمود بالعمل في لجان الحوار، وباعتبارنا أسسنا للحوار بتوجيهات من الراحل شيخ حسن الترابي، ووضعنا النظام الأساسي للحوار؛ اتفقنا ألا يكون هنالك انفراد بالقرار ولا توجد قرارات أحادية في الحوار، وإنما يتم بالتشاور وليس بألبية. ولكن ما اتخاذ قرارات بتشكيل لجان رئاسية تم بصورة انفرادية وهذا يخالف مخرجات الحوار التي تنص على أن القرار يتم بالتشاور بين أعضاء الحوار وليس بالأغلبية الحاكمة.
ـ هل القرارات التي صدرت تمثل توصيات الحوار الوطني؟
القرارات التي صدرت تخالف دستورية الحوار وليس لها أي علاقة بمخرجات الحوار وما حدث هو تأسيس لبنيان دستوري بعقلية المؤتمر الوطني ونحن نرفض سيطرة حزب معين على الحوار.
ـ البعض يرى أن القرار نسف لحكومة الوفاق الوطني؟
توجد حكومة وفاق وطني، وفي الوقت الراهن نحن جزء منها. ورغم سيطرة اغلبية المؤتمر الوطني عليها إلا أننا كنا نسعى لإصلاحها والعمل عليها من الداخل ولكن القرارات التي صدرت نسفت الحوار تماماً، أكرر الحوار انتهى ولم يتبق منه الا اسمه، والقرارات التي صدرت تؤكد الاستغناء عن حكومة الوفاق واستبدالها بالمجالس الرئاسية التي أصبحت بمثابة الحكومة الفعلية وألغت حكومة الوفاق الوطني تماماً.
ـ ماهي التقديرات التي سيلجأ إليها المؤتمر الشعبي في الفترة القادمة بعد صدور القرارات؟
شرعنا في دراسة القرارات، ولماذا اتخذت بصورة انفرادية، ولكن أؤكد لك أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا، ونحن نطالب بسحب القرارات، وربما يأخذ ذلك وقتاً. ولكن لم يتبق خيار أمام المؤتمر الشعبي غير الخروج من الحوار لأن القرارات التي صدرت نسفت الحوار ولم يتبق منه إلا اسمه.
ـ هل تمت مشاورتكم كحزب محاور في القرارات الأخيرة؟
لم تتم مشاورتنا مطلقاً في القرارات وتم اتخاذها بصورة انفرادية.
ـ هل يوجد تمثيل لأعضاء الحوار الوطني في اللجان الرئاسية التي شكلت موخراً؟
لا يوجد تمثيل لأعضاء الحوار في اللجان الرئاسية الخمس التي شكلت موخراَ.
ـ بصورة قاطعة لا يوجد تمثيل لكم كمحاورين؟
نعم، لا يوجد تمثيل لأعضاء الحوار الوطني في اللجان الرئاسية، ولكن طلب منا إن كانت هنالك مقترحات علينا الدفع بها حتى يتم تضمينها ضمن المجالس الرئاسية.
ـ متى طلب منكم الدفع بمقترحاتكم؟
بعد تشكيل اللجان الرئاسية.
ـ بعد أم قبل؟
بعد التشكيل وقالوا لو عندكم مقترحات أرسلوها. ولكن (نحن لن نقبل أن نكون تمومة جرتق) في قرارات اتخذت بصورة انفرادية.
عضو اللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار عثمان أبو المجد لـ (الصيحة) :
تمت مشاورتنا في قرار تشكيل اللجان الرئاسية
تشكيل اللجان من صميم توصيات الحوار الوطني
يوجد تمثيل لأعضاء الحوار في هذه المجالس الرئاسية
ـ كيف تنظر لتشكيل رئيس الجمهورية خمسة مجالس رئاسية؟
ما صدر من الرئيس البشير من قرارات بتشكيل خمسة مجالس رئاسية يعتبر أمرا إيجابيا، وما صدر من تشكيل مجالس هو جزء من توصيات الحوار الوطني. والرئيس البشير هو رئيس اللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار وما صدر منه من قرار يمثل إنفاذاً لمخرجات الحوار.
ـ هل تمت مشاورتكم كحزب محاور في القرارات الأخيرة؟
نعم تمت مشاورتنا في قرار تشكيل اللجان الرئاسية، وهي قرارات صدرت من اللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار، واللجنة أمّنت على تفعيل دور الجهاز التنفيذي في إنفاذ الحوار عن طريق رئيس الوزراء.
ـ متى تمت مشاورتكم؟
مشاورتنا تمت عبر اجتماعات سابقة للجنة العليا لمتابعة مخرجات الحوار، ونحن كونا لجنة فنية رتبت لقيام ورشة لكل الأحزاب والحركات المسلحة ومنظمات المجمتع المدني انعقدت بقاعة الصداقة وشاركوا في صياغة التوصيات واتفقوا على تشكيل المجالس.
ـ البعض يعتبر أن المجالس الرئاسية الجديدة هي بديل لحكومة الوفاق الوطني؟
ليس بهذا الفهم، فمن ضمن توصيات الحوار الوطني هنالك توصية بتكوين المفوضيات، والمفوضيات لا يتم تشكيلها ما لم يتم تشكيل مجالس رئاسية لمتابعة عمل المفوضية، مثل مجلس السلام الأعلى المنوط به متابعة أعمال مفوضية السلام حال تكوينها، والمجالس التي شكلت عبارة عن أجسام تنسيقية رقابية أما المفوضيات فهي عبارة عن جسم تنفيذي.
ـ البعض يرى أن القرارات الرئاسية نسفت مشروع الحوار الوطني؟
هذا غير صحيح، وأنا أعتقد أن تشكيل المجالس الرئاسية من لب مخرجات الحوار الوطني، وهي جزء من وعود الرئيس بتنفيذ مخرجات الحوار خاصة وأن الرئيس صرح في وقت سابق بأن (الرجل بمسكو من لسانه) وهو وعد بتنفيذ المخرجات والتوصيات. والآن هذه القرار تعتبر جزءاً من تنفيذ التوصيات.
ـ ما الفرق بين المفوضيات والمجالس؟
المفوضيات جهة تنفيذية، والمجالس تنسيقية ورقابية تضم الأحزاب السياسية والحركات المسلحة ومنظمات المجمتع المدني والخبراء والأكاديميين وهي أشبه بمجلس الشورى لمتابعة عمل المفوضيات.
ـ هل يوجد تمثيل لاعضاء الحوار الوطني في المجالس الرئاسية؟
نعم يوجد تمثيل مقدر لاعضاء الحوار الوطني في المجالس الرئاسية التي شكلت من خلال تواجدهم في المفوضيات مثل مفوضية السلام والوحدة.
عفواً.. اقصد التمثيل في المجالس وليس المفوضيات؟
نعم لديهم تمثيل في المجالس الرئاسية.
ـ في أي مجلس يوجد تمثيل لأعضاء الحوار؟
في مجلس السلام والوحدة، الذي يضم أعضاء من الحوار الوطني لمتابعة عمل مفوضية السلام والوحدة. إن دور المجالس دور رقابي وتنسيقي وليس دوراً تنفيذياً وإنما المفوضيات التي تقوم بالتنفيذ.
أجرى المواجهة : عبدالرؤوف طه
صحيفة الصيحة