رأي ومقالات

تآمر مصر على رؤساء السودان

تلقى الزعيم السوداني الزبير باشا دعوة الخديوي لزيارة مصر . تمّ تغليف دعوة (الجناب العالي) بابتسامة ودودة (مزيّفة). كان الزبير باشا يعتبر الزعيم السوداني المؤهل لقيادة السودان.

كان لقبه (التقي العادل) . صعد مجد الزبير باشا في السودان والمنطقة إلى مقام (الزعامة) متجاوزاً مقام (الرئيس) . وصل الزبير باشا إلى بلاط الخديوي (القديم) تلبية للدعوة (الكريمة ) . واستقبله (الخديوي) سعيداً بـ(تشريف) الزعيم الكبير مصر. ذلك بينما كان جناب (الخديوي) نصب مصيدة الغدر للإيقاع بالزعيم السوداني . وبعد أن استقبِل (الزبير باشا ) استقبال الأبطال، تمّ اعتقاله وأرسِل إلى المنفى في (جبل طارق) . وبعد أن أكملت مصر تآمرها مع بريطانيا في احتلال السودان، وتمّ احتلاله، وتمّ التمكين العسكريّ للاحتلال البريطاني – المصري ، أطلقت مصر سراح الزعيم السوداني الزبير باشا ليعود إلى السودان في التسعين من عمره . وفي عام 1956م طلبت مصر من رئيس السودان الزعيم إسماعيل الأزهري أن يجلس خلف الوفد المصري في مؤتمر باندونج. لكن الرئيس الأزهري رفض . ورفع على قلمه منديل أبيض باعتباره علم السودان الدولة المستقلة . كان السودان قد نال استقلاله سياسياً وقانونياً وبقيت بعض المراسم الإجرائية مثل اختيار العلم لإعلان الاستقلال . وعندما أعلن الرئيس الأزهري من داخل البرلمان استقلال السودان ورمى (الوصاية المصرية على السودان) في قاع التاريخ، شتمت الصحافة المصرية رئيس السودان شتماً بلغ المدى في الإساءة. وفي عام 1985م أعادت مصر إنتاج دورها التآمري ضد السودان . حيث تآمرت مصر مع أمريكا ضد السودان وقامت باحتجاز طائرة الرئيس جعفر نميري في القاهرة حتى لا يعود إلى بلاده . كان الرئيس نميري في طريق العودة إلى الخرطوم بعد زيارة إلى أمريكا. وعندما هبطت طائرته في مطار القاهرة وفُرش البساط الأحمر لاستقبال الرئيس، بحسب البروتوكول ، فجأة تغيَّر المشهد بعد تعليمات عاجلة بأن يُطوى البساط الأحمر ليتم إخطار الرئيس نميري بأن من غير المسموح له العودة إلى السودان. وحظرت مصر على الرئيس جعفر نميري الرجوع إلى السودان، لتكتمل مراسم الإطاحة به عسكريَّاً . كان ذلك بعد التقى نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش (الأب) بالمعارضة السودانية في مبنى السفارة الأمريكية بالخرطوم في شارع علي عبد اللطيف. احتجزت مصر الرئيس نميري لدى هبوط طائرته. وقاوم الرئيس نميري في مطار القاهرة احتجازه وفعل كلّ ما يمكن للعودة إلى بلاده ، ولكن دون جدوى. كان غدر مصر بالرئيس جعفر نميري درساً بليغاً للسُّودان في الغدر والخيانة . فقد كان النميري أقرب الحلفاء إلى مصر في كل مراحل حكمه، حتى وإن كانت قراءة اسمه تتمّ بالمقلوب أحياناً في الإذاعة المصرية الرسمية . حيث كانت قراءة (الرئيس جعفر محمد نميري) يتمّ قلبها إلى الرئيس (محمد جعفر نميري)!.أيضاً السودان لن ينسى تآمر مصر ضد قائد الثورة السودانية الزعيم البطل علي عبداللطيف.

عبدالمحمود الكرنكي
الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. لا أتفق معك فى عملية اعتقال نميرى .. بل هى من حسنات مصر النادرة تجاه شعب السودان .

    1. كان الهتاف بعد الانتفاضة المزعومة والفوضى التي كانت من تدبير الكيزان أبو عاج ولا النعاج . ثم حلم الترابي بحكم السودان عن طريق صندوق الانتخاب ولكنهم فشلوا في ذلك فقاموا بانقلاب الإنقاذ والمشروع الحضاري.
      النميري كان احسن من حكام اليوم الأمناء على قوت ورفاهية المواطن.