الصادق الرزيقي

لقاء ثلاثي وحل ثنائي

اتفق الرؤساء الثلاثة البشير والسيسي وديسالين في اجتماعهم أمس بفندق راديسون بلو بأديس أبابا على هامش القمة الإفريقية، على تشكيل لجنة مشتركة من وزراء الخارجية والري والموارد المائية ومديري المخابرات في البلدان الثلاثة، لمتابعة القضايا المشتركة وحالها وإزالة العقبات التي تعترض العلاقات وإزاحة أية مشكلات قادمة،

وتسوية الملفات العالقة ومنها سد النهضة الإثيوبي في غضون شهر، كما تم الاتفاق على تكوين صندوق لاتمام عملية التنمية في البلدان الثلاثة وإنشاء السكك الحديدية والطرق وسبل تنقل المواطنين بين الحدود المشتركة.
> من الأهمية بمكان النظر إلى هذا التطور الجديد، فقد سبق أن تكررت مثل هذه اللقاءات وتم الاتفاق من قبل في الخرطوم وشرم الشيخ في اللقاءات السابقة على نقاط مشابهة، لكن العبرة كانت في تنفيذها والالتزام بها، ويبدو أن ظروفاً ناشئة ربما في مصر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي تتطلب التهدئة مع الجوار قادت إلى هذا النوع من التفاهمات والاتفاق مع قيادتي السودان وإثيوبيا حتى يتم تجاوز مرحلة الانتخابات ثم تصاغ الأمور من جديد ويتم تركيب شكل السلطة المقبلة في القاهرة ، ولا ينفي ذلك أن السودان وإثيوبيا ليسا في حاجة إلى توتير العلاقات مع مصر، وكانا بذات الحرص على تجاوز الخلافات وطي ملفاتها، وهو ما كان يدعو له السودان مراراً وتؤكده مسلكيات الحكومة السودانية وتعاطيها مع عملية برود العلاقة مع القاهرة.
> وعلى كل تبدو هناك حيرة تصيب المراقبين والمحللين إزاء مثل هذه التطورات، فإذا كانت الخلافات بين الدول الثلاث والشحنة الدعائية السالبة التي تصاحب كل خلاف، تحل بهذه السرعة وفي سويعات قليلة في لقاءات القادة .. فمن هو الذي يشعل نارها ويدفعها نحو التوتر والتأزم بهذه الصورة التي رأيناها في الفترة الماضية؟!

> ولقراءة هذه الأمور والتطورات قراءة صحيحة بعيداً عن المهيجات والتشنجات، لا بد من معرفة ما طرأ في البلدان الثلاثة من مستجدات، فالسودان ظل موقفه على الأقل ثابتاً من قضية سد النهضة، وهو متمسك بالاتفاق الإطاري للمبادئ الموقع في عام 2015م، وتقارير اللجان الفنية، وينظر إليها باعتبار أن السد لا يمكن الخلاف عليه إذا كانت المعلومات الفنية وتقارير الخبراء والمختصين تؤكد سلامة الدراسات وصحة البيانات والكيفيات التنفيذية والإنشائية، مع الإشارة إلى أن ما اتفق عليه ظل ملزماً للأطراف الثلاثة، أما القضايا ذات الطبيعة الثنائية بين السودان ومصر فهي ليست من اختصاص اللقاء الثلاثي ومحلها هو لقاء الرئيسين البشير والسيسي، وقد التقيا في أديس أبابا أول من أمس ونقاشا بصراحة شديدة كل هذه الشؤون واتفقا على كيفية معالجتها، وننتظر ما تسفر عنه الإجراءات واللجان الثنائية المشتركة. أما المعلومات التي تتحدت عن مخطط مصري إريتري يستهدف السودان وإثيوبيا، يبدو أنه كان محل نقاش في اللقاء الثلاثي، وهو السبب المباشر في تكوين اللجنة المشتركة التي تكونت وفيها القادة الأمنيون في البلدان الثلاثة لمعالجة هذا الأمر وحله، بجانب موضوع السد القاسم المشترك الأعظم في علاقات السودان ومصر وإثيوبيا.

> وبالنسبة لمصر فإن الاجتماع الثلاثي وقبله اللقاء مع الرئيس البشير بمثابة طوق نجاة من الأزمة الداخلية ونذر الاحتقان الحاد في الشارع المصري والانتخابات على الأبواب، وتعرف القاهرة أن علاقاتها مع جوارها الجنوبي في السودان وإثيوبيا وصلت إلى مرحلة طريق مغلق بانسداد الأفق السياسي في الأسابيع الماضية، وستلقي هذه العلاقة بأزماتها وتوتراتها ظلالاً سالبة على الوضع الداخلي خاصة مع دنو الانتخابات الرئاسية بالإضافة إلى عوامل أخرى، فالحاجة إلى انفراجات ونزع فتيل الأزمة وتسوية الخلاف كانت مطلوبة لذاتها وأحد أهداف مشاركة الرئيس المصري في القمة الإفريقية، فما كسبته القاهرة أنها حققت نوعاً من الارتخاء في العصب السياسي والمزاج الحاد للشارع المصري، لأن السيسي سيعود معه تفاهم كامل سيطرح على الرأي العام أنه في صالح المصلحة العليا لمصر وأمنها المائي، بالإضافة إلى حل الخلاف مع السودان الذي سيعود سفيره إلى القاهرة وينتهي الحرج البالغ من الخطوة السودانية باستدعاء السفير الى الخرطوم.

> أما إثيوبيا فهي لم تخسر شيئاً، بل حصدت أكثر من ثمرة، فزيارة رئيس وزرائها هايلي ديسالين إلى القاهرة قبل أسبوعين ثم مشاركة الرئيس المصري ووزير الخارجية الإريتري في القمة واللقاء الثلاثي خلقت أجواء إيجابية في ملف سد النهضة الذي شارف على الانتهاء، فحالما تجتمع اللجنة المشتركة وقادة أجهزة المخابرات في البلدان الثلاثة وما سيقرره القادة بعد شهر عند تسلمهم تقرير لجنة سد النهضة والتئام الاجتماعات حول التقرير، يكون السد قد انتهى وتبقت مسألة ملء بحيرة الخزان ومفاوضاتها ولن تكون تلك مسألة عصية.
> لكن يا ترى ماذا سيفعل الرئيس الإريتري الذي راهن على موقف مصري، فاذا بمصر تتجاوز تحالفه معها القصير الأجل العديم الفائدة بعد اللقاء الثلاثي؟!

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. *** والخاسر الأكبر السودان
    *** حكومه السجم والرماد ، الضعيفه والمنبرشه
    *** تجار الدين ومحبي وسخ الدنيا ، باعوا كل شئ ، ورهنتم الأراضي والممتلكات وأصبح السودان دوله بلا سيادة وبلا قوه إقتصادية وبلا حكومه قويه ، يساء إلى رئيسها علنا من الإعلام الإماراتي والمصري ولا يحرك ساكنا وليته قطع العلاقات فورا معهم ، لكان خيرا له ولنا ولكنه رضي بالمهانة والإذلال طوعا وكرها ؟ من أجل ماذا أصبحتم مثل جهنم كل مانهبتم من مال صار سحتا ووبالا عليكم ؟ ولعنة رمضان وقتلى الشهر الكريم ؟ والإرتزاق ؟ حتى الميناء والمطار لم يسلموا من جشعكم وطمعكم ؟ عن ايت سياده نتحدث ، وهل هنالك سياده بلا رموز ورمز ومورد وطني ؟ قريبا سيذكر التاريخ غيركم بمداد من ذهب ، وأنتم إلى مزبلة التاريخ
    *** مصر تحتل حلايب وشلاتين وتسعى لتصدير الكبد الوبائي والسرطانات وملايين من العمالة المصرية المريضة للسودان ؟ وحكومة الإنقاذيين تكافئهم بالحريات الأربعة ومنحهم ملايين الأفدنة الزراعية والصناعية والإتفاقيات التجارية وغيرها المدعومة بإنشاء المعابر والمنافذ والطرق لمصر لتسهيل دخول المصريين للسودان ، وإشتراك السودان في مجموعة الكوميسا لتسهيل عبور البضائع المصرية عبر السودان بدون ايت رسوم عبور ، وآخير حكومة الجهل والفساد وترضى بالهوان والمهانة للشعب السوداني ، وتوقع إتفافيات ثلاثية بين السودان ومصر وأثيوبيا ، لتشييد مزيد من الطرق والسكك الحديدة للقطارات ، من أجل ماذا ؟ لإرضاء المصريين وأذية السودانيين وراحة الأثيوبين على حساب السودان والسودانيين
    *** نطالب حكومة تجار الدين ومحبي وسخ الدنيا بالتالي :-
    ١- إلغاء الحريات الأربعة نهائيا
    ٢- عدم عودة السفير السوداني لمصر ، وسحب الجالية السودانية من مصر ، وطرد السفير المصري والجالية المصرية من السودان
    ٣- إلغاء كل الإتفاقيات التجارية والزراعية والصناعية والتكاملية التي أبرمت مع المصريين حكومة وشعبا وأحزابا
    ٤- نزع كل الأراضي الزراعية والصناعية والتجارية التي منحت للمصريين حكومة وشعبا وأحزابا
    ٥- الإنسحاب من مجموعة الكوميسا التجارية
    ٦- إغلاق كل المنافذ والقنصليات والبعثات التعليمية وغيرها بين السودان ومصر
    ٧- بناء جدار عازل بين السودان ومصر وبدون ايت منافذ
    ٨- لا للتعاملات التجارية أو المالية أو لإمدادات الكهرباء أو ايت خدمات أو بنيه تحتية مشتركة مع المصريين عبر مرورها بالأراضي السودانية
    ٩- متابعة قضية مثلث حلايب وشلاتين عبر مجلس الأمن ، وليس عن طريق المفاوضات
    ١٠- عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ، وعدم السماح لايت دوله مهما كانت بالتدخل في شؤوننا الخاصة والعامة ، ونأمل من القائمين بإدارة شؤون السودان بالبعد والنأئي عن التدخل في مايخص المصريين حكومة وشعبا في مشاكلهم أو خلافاتهم مع الدول الأخرى