البيان الثالث لسيناء 2018.. حصيلة بلا أرقام
أعلن الجيش المصري اليوم السبت مواصلة عمليته العسكرية الواسعة التي بدأها أمس في رقعة جغرافية واسعة بمشاركة القوات الجوية والبحرية وقوات حرس الحدود والشرطة ضد من سماهم “العناصر الإرهابية والإجرامية”.
وقال المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي في ثالث بيان عسكري منذ بدء العملية “واصلت القوات الجوية على مدار الليلة الماضية تنفيذ العديد من الضربات الجوية المركزة ضد التجمعات والبؤر الإرهابية التي تم رصدها مسبقا بشمال ووسط سيناء”.
وأضاف الرفاعي أن الضربات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت حيث تم “توجيه ضربات قوية استهدفت مخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجستي المكتشفة”.
ولم يتضمن البيان تفاصيل عن سقوط أي ضحايا للعملية أو أي أعداد للمقبوض عليهم في المداهمات، لكنه قال إن العملية ستستمر، وإن “القوات المسلحة والشرطة تؤكدان إصرارهما على اقتلاع جذور الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار”.
كما جاء في هذا البيان أن عناصر من القوات الخاصة البحرية تقوم بعمليات لتأمين ساحل البحر من رفح وحتى غرب العريش لقطع طرق الإمداد “للعناصر الإرهابية” بهدف تضييق الحصار عليها ومنعها من الهروب عبر الساحل.
وكانت مصادر قالت لـ الجزيرة إن ضابطا برتبة مقدم وجنديا بالجيش قتلا في سيناء خلال العملية العسكرية، وذكرت المصادر أن الجيش شن غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق جنوب الشيخ زويد وغرب رفح في شمال سيناء. وأضافت أن الاتصالات عادت إلى بعض المناطق في شمال سيناء بعد انقطاع استمر ست ساعات على الأقل.
إخلاء سيناء
وقال الكاتب الصحفي المصري سليم عزوز للجزيرة إن ما يحدث اليوم “إعلان حرب” يهدف في النهاية إلى إخلاء سيناء للبدء بتطبيق ما يعرف بصفقة القرن، مضيفا أن “الحرب على الإرهاب” في مصر بدأت قبل خمس سنوات، فلا معنى لهذه المواجهة في البر والبحر، وفق قوله.
وأشار إلى أن تسريبات صحفية كشفت قبل يومين عن استنفار في مستشفيات وزارة الصحة مما يشي بأن العمليات تشمل مناطق آهلة بالسكان، وهناك خشية من سقوط ضحايا مدنيين.
وذكر الكاتب الصحفي أن الأنباء تفيد بأن السيسي يتابع بنفسه سير العملية من غرفة العمليات، مما يوضح اختلافها عن حملات الجيش السابقة، لافتا إلى أن بعض المعلومات المسربة بشأن صفقة القرن تشير إلى تسليم جزء من سيناء من أجل الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال الجيش في بيانه الأول أمس الجمعة إن “العملية الشاملة سيناء 2018” تأتي “في إطار التكليف الصادر من رئيس الجمهورية للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية بالمجابهة الشاملة للإرهاب والعمليات الإجرامية الأخرى بالتعاون الوثيق مع كافة مؤسسات الدولة”.
وكان السيسي قد أصدر يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني أوامره للجيش والداخلية باستخدام “كل القوة الغاشمة” لتأمين شبه جزيرة سيناء خلال ثلاثة أشهر تنقضي آخر فبراير/شباط الحالي، وجاء ذلك بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثمئة شخص.
المصدر : الجزيرة