عودة صلاح قوش .. دروس وعبر
-1- السياسةُ ابنةُ المُفاجآت، لا تثقْ في الرَّاهن ولا ما في يدَيك، ولو كنت تظنُّ أنك تُحكِم الإمساك به، الدنيا قلبٌ والأيَّام دول، فما تملكه الآن قد تفقده في ارتداد الطرف.
وما استيأستَ منه، وانعدم الرجاء وانقطع الأمل فيه، قد يأتي إليك على أجنحة هُدهد الصدفة والمُفاجأة.
أكثر من صديقٍ وقارئ، أرسلوا إليَّ مقالاً قديماً كتبتُه في نوفمبر 2012، حينما تمَّ اعتقال الفريق صلاح قوش وآخرين، بتُهمة الترتيب لانقلاب.
قلت إن ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺪﺍﺕ ﻭﺗﻔﻴﺾ، ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ، ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤُﺠﺮّﺑﻮﻥ، ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺩﺍﺋﺮﻳﺔ، ﻣﺜﻞ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ!!
قلت وقتها في خاتمة المقال:
(ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﻠﻮﻥ ﻗﻮﺵ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﻟﺪﻳﻬﻢ، ﺃﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ، ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻫﺎ ﺳِﻨﺔ ﻭﻻ ﻧﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺒِﺮُّ ﻻ ﻳَﺒﻠﻰ، ﻭﺍﻟﺬَّﻧﺐُ ﻻ ﻳُﻨﺴﻰ، ﻭﺍﻟﺪَّﻳﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻮﺕ، ﻓﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺷﺌﺘﻢ، ﻓﻜﻤﺎ ﺗﺪﻳﻨﻮن ﺗُﺪﺍﻧﻮن).
-2-
مضت ستُّ سنوات على ذلك المقال وتلك الأحداث، وعاد الفريق صلاح قوش إلى موقعه، في قمَّة جهاز الأمن والمخابرات.
رجال المخابرات لا يعرفون اليأس، ولا يستسلمون للهزائم والإحباطات، يخرجون من باب ويدخلون من آخر.
بعد كُلِّ ما حدث لقوش في تلك الفترة، وما احتمله من صعابٍ وأوجاعٍ ومرارات؛ ها هو يعود مُكرَّماً من رئاسة الجمهورية.
ربما كانت العودة مُفاجئةً لكثيرين، ولكنَّ العالمين ببواطن الأمور، كانوا يعلمون أن تغييرات كبيرة ستحدث خلال هذه الأيام؛ ويعلمون أكثر، أن قرار عودة قوش هو البداية لتغييرات أُخرى قادمة في الطريق.
-3-
عودة الفريق صلاح قوش، لا تعني فشل الفريق محمد عطا أو عجزه؛ فهو فعلَ ما عليه وعلى قدر ما يستطيع، ولكن ربما رهانات وتحديات الفترة القادمة تحتاج إلى رجلٍ بمُواصفات الفريق قوش.
ربما أكثر ما دفع قيادة الدولة لاختيار قوش في هذا التوقيت، وجود ملفَّاتٍ خارجيةٍ شائكةٍ وداخليةٍ مُعقَّدة؛ فرأت القيادة أن الرجل أفضل من يصلح للتعامل معها.
-4-
من جالَسَ قوش وتحدَّثَ إليه، بعد خروجه من السلطة، سيُدرك ما طرأ عليه من تغييرٍ كبيرٍ في طريقة التفكير، واتساع ما كان ضيِّقاً حرجاً.
أتمنى ألا تكون تلك قناعات الرصيف فقط!
الخروج من السلطة والتحرُّك بطلاقة في المجتمع، وفَّر لقوش فرصةً لرُؤية الصورة الكلية، من كُلِّ الزوايا، دون مُجمِّلات أو (غباش).
قوش الآن يعرف عن المجتمع أفضل مما كان يعرفه عبر التقارير، التي قال في حواره الشهير مع (السوداني) قبل ثلاث سنوات إن أكثر من 90% من المعلومات التي تأتي منها غير صحيحة.
-5-
ستكون الفترة التي قضاها قوش على الرصيف، أفضلَ فرصة لمراجعة فترته السابقة في الجهاز، أين أخطأ؟ ولماذا خاب التقدير؟! وما هي الفرص التي أضاعها؟ ومن هم الصادقون الذين لم تتغير مودتهم؟ ومن هم المنافقون الذين تنكروا له وقلبوا له ظهر المجن، حينما تغيَّرت الملامح وطعم الابتسامة ونفس الكلام، بعدما كانوا أهل طاعة له وولاء، إشاراته أوامر وتلميحاته توجيهات وصمته كلام؟!
-أخيراً-
لا أعتقد أن صلاح قوش سيتجه للتعامل مع المرحلة القادمة، بروح الانتقام وتصفية الحسابات!!
ولو فعل ذلك، سيكون اختار الطريق الخطأ، وأضاع فرصة العودة الثالثة.
وسيُخطئ الطريق أيضاً، إذا ظنَّ أنه جيء به لأنه حازمٌ وحاسم، فيشتطّ ويمضي في الحزم والحسم بلا كابح، فيقع في محظور الظلم.
البلاد في حاجة للتسامح وتصفية النفوس، ورصف الجسور مع الجميع، البعيد قبل القريب.
عودة قوش فرصةٌ لتطوير وتعزيز الإيجابي وإصلاح أخطاء الماضي، والاستفادة من دروس المغادرة والعودة.
ضياء الدين بلال
يا السيد بلال الانقاد منذ 89 ليست امس
حتي نجرب المجرب يا للخيبه
فشل ثم فشل ثم فشل
لماذا النفاق والارتزاق هذا القلم انت مسول عنه امام الله والوطن
ماذا يفعل قوش الازمه اقتصاديه
ت
تنيجه تراكم فساد اللصوص طوالي حكم المتاسلمين
لماذا لاتكتب عن الفساد والسياسات
انت ومعك الهندي عزالدين
للاسف الدور الذين تقوموا به انتهي
نتيجه الوعي المتصاعد للشعب
ونتيجه التكلنوجيا وتقدم وسايل الاعلام
ليست حكرا لصحفيي الحاكم الدكتاتوري
او شمولي اللذين يريدون توجيه الراي العام
والسيطره عليه كما يريد الدكتاتور
ولي هذا العهد منذ زمن عبد الناصر و هيكل
المعلومه في متناول الجميع ايها المرتزقه
انتها زمن الارتزاق يا مرتزقة
المواطن في قلب الحدث قبل الحديث عنه
من المفترض توجه قلمك في مكامن الفساد و المفسدين
خلي التطبيل
ومن هم الصادقون الذين لم تتغير مودتهم؟ ومن هم المنافقون الذين تنكروا له
………
ما فائدة هذا الكلام الذي لا يليق
هل موظفي الدولة وظيفتهم كسب مودة مدير جهاز الامن أم مصلحة السودان فقط
تبا لكم (يخسي عليكم)
قليل من الرجولة و المروءة لا يضر