دا الجنن عبد القادر (8)
سلسلة مقالات (دا الجنن عبد القادر).. قاربت للمقال رقم (10).. كثرت تلك الأشياء التي تؤدي الى الجنون.. حتى صار الجنون هو القاعدة وغيره استثناء.. (هو ذاتو البخلي عبد القادر نصيح شنو؟).. كل يوم هناك خبر يجعلك تتحسس رأسك ألف مرة.. قبل أن تقول (نحن هل جنينا.. أم عقولنا نصاح؟)
اقرأ معي الخبر الذي ورد بالصحف قبل أيام (مؤسسة حكومية توفد إحدى الموظفات الى دورة تدريبية بدولة أوربية.. بعد عشرة أيام فقط.. تنجب الموظفة طفلاً.. في إحدى المستشفيات.. بعدها ترسل المستشفى الفاتورة الى المؤسسة وتطالب بمبلغ 250 ألف دولار.. ومدير المؤسسة المعنية يشكل لجنة تحقيق لمعرفة الكيفية التي تم بموجبها اختيار موظفة حامل في الشهر التاسع).. انتهى الخبر.. وتركنا نحن نندب حظنا وآمالنا.
بعد الحوقلة والاستغفار.. ناخد نفس.. بهدوء.. دعونا نناقش الخبر.. بادئ ذي بدء.. قصة الآلية التي تم بها اختيار الموظفة (الحامل) سنتركها لمدير المؤسسة ولجنته الموقرة.. واللجنة المنبثقة.. ولجنة التحقيق مع اللجنة المنبثقة.. أصلاً القصة لما تبقى في اللجان بتلف صينية كدا.. وفي النهاية حوافز اللجان تكون أعلى من الفاتورة المرسلة من المستشفى الأوربي.
الشيء المتعارف عليه.. لنا جميعاً.. الماتوا والشقوا المقابر.. السافروا والقدموا لطلبات فيزا أوربية ولم يحالفهم الحظ بالسفر.. أهم شرط هو أن يكون عندك تأمين صحي شامل.. لتغطية أي طوارئ صحية قد تظهر لك في بلادهم.. وهذا التأمين خطوة ضرورية تدفع مقابلها هنا في السودان قبل أن يتم البت في أمر الفيزا.. أعطوك أو منعوك.. هذا أمر لا يمكن تجاوزه نهائياً.. فأما أن يكون التأمين الصحي على الجهة الداعية.. ويجب أن يكون ذلك مكتوباً وموثقاً تبرزه عند التقديم للفيزا.. أو تبرز من جانبك وثيقة تثبت أنك قمت بالتأمين الصحي عند شركة معروفة لديهم.. طيب.. لماذا ترسل المستشفى الفاتورة للمؤسسة بدلاً عن شركة التأمين؟؟ هذا هو السؤال الذي لم أجد له إجابة حتى الآن.. مهما تكلفت تلك الولادة.. لازم يغطيها التأمين.. الموضوع دا فيهو (إنٌ) بكسر الهمزة وتشديد النون وفتحها.
تصرف المدير أيضاً غريب.. المدير لا يعرف قبل السفر من هم أعضاء الفريق المسافر.. وحالتهم الصحية.. حتى لو كانت تلك الموظفة ذات تخصص نادر ولا يمكن استبدالها.. كان من الممكن تأجيل الدورة التدريبية حتى تنتهي مدة حملها ووضعها.. وبعد ذلك تسافر.. لكن أن يشكل لجنة لبحث كيفية الاختيار بعد أن وقع الفأس في الرأس.. والزولة سافرت وولدت بالسلامة.. وكمان مرسلة الفاتورة لتغطية نفقات الولادة.. نقول لك (الجفلن خلهن.. أقرع الواقفات).. يا سعادة المدير.. إني لك من الناصحين.. سارع بإرجاع الفاتورة الى صاحبة السمو الموظفة.. موضحاً أنك لست الجهة المنوطة بالتسديد.. أفعل ذلك قبل أن ترسل لك صديقتنا مطالبة بمصاريف (السماية).
أما قيمة الفاتورة نفسها.. (250 الف دولار).. تلك قصة أخرى.. يا ربي الولادة كانت في هيلتون ولا ريتز كارلتون؟.. الشيء الذي أعرفه.. أن الولادة عادة ما تكون مجانية أو بسعر رمزي خاصة إن كانت عبر طوارئ المستشفى.. وأعتقد أن هذا ما حدث.. لأن الأمر أتى على حين غرة مش كدا؟.. ولا يا ربي كان الموضوع مرتب له.. وحاجزين ليها في الجناح الخاص (تبعهم؟)…المهم في نهاية المقال كما قالت إحدى الصديقات (إن شاء الله البيبي أخد الجنسية.. ما تكون قروشنا ضاعت في الفاضي).
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة
للعلم التامين علي السفر ما بغطي الولادة لانها ما بتحصل فجأة..بعدين الكثير من شركات التامين عند اشتراك امرأة تغطي الولادة بعد 10 شهور من بداية البوليصة…بعدين الولادة ما مجانا في اي مكان للاجانب !!!! لانو متحملها دافعي الضرائب من الشعب.