تحقيقات وتقارير

بعد تصريحات فيصل تغيير الولاة .. كشف التنقلات

وصول د. فيصل حسن إبراهيم إلى موقع الرجل الثاني بحزب المؤتمر الوطني في الأيام الفائتة، كان بمثابة الصيف الساخن، حيث عبر عن سخطه من أداء عدد من وزراء حكومة الوفاق الوطني، وإن لم يقلها صراحة فإن طرف السوط مس بشرة عدد من الولاة، لتنشط قائمة شطب وتسجيل الولاة، حيث من المتوقع بشكل كبير أن يطرأ تغيير جزئي في بعض من الولايات نتيجة سخط من أداء ولاتها أو لترفيع بعض أصحاب الأداء المتميز إلى مناصب أكثر تميزاً.

رأي قديم

على عهده في وزارة الحكم الاتحادي، كان منوطاً بدكتور فيصل حسن إبراهيم متابعة وتقييم عمل الولاة. وبحسب مصادر صحفية أوصى الرجل حينذاك بإعفاء خمسة من ولاة الولايات بأعجل ما تيسر لاسيما وأنه كان يشغل مع المنصب الحكومي، منصب رئيس قطاع التنظيم بحزب المؤتمر الوطني الحاكم.

وقتذاك اصطدمت توصيته برفض سلفه في منصب نائب رئيس الحزب إبراهيم محمود، الذي تمسك بشدة بالولاة ورفض قائمة الاعفاءات التي أعدها فيصل إبراهيم الأمر الذي أدى لمغاضبة الأخير ومن ثم مغادرته قطاع التنظيم، ثم كان قاب قوسين أو أدنى من مغادرة وزارة الحكم الاتحادي لولا التدخلات التي أسهمت في إبقائه، ومن ثم توج ذلك بصعوده لموقع نائب رئيس الحزب ويبدو اليوم مصمماً على تنفيذ قراره بإعفاء الولاة الذين سبق وطالب بإزاحتهم.

من هم؟

طبقاً لمصادر داخل حزب المؤتمر الوطني تحدثت لـ (الصيحة) فإن أبرز الولاة الذين طالب فيصل إبراهيم بإعفائهم في وقت سابق شهدت ولاياتهم صراعات تنظمية حادة، وكانت فلسفة الرجل تقوم على أن الصراعات في الولايات ستضعف الحزب قبل حلول انتخابات 2020م وينبغي إبعاد ولاة الولايات التي تشهد صراعاً تنظيمياً باعتبار أنهم يقفون على رأس هرم الحزب ولهم باع طويل في إشعال الصراعات.

فكان محمد طاهر ايلا من أبرز المتصدرين لقائمة المغادرين في ذلك الوقت ثم والي جنوب دارفور آدم الفكي الذي شهدت أيضاً ولايته صراعات حادة، ووالي البحر الأحمر علي حامد الذي خاض حرباً ضروساً ضد مجلسه التشريعي عطفاً على الولايات الحدودية مثل النيل الأزرق والنيل الأبيض المطلوب تحصينهما عسكرياً وأمنياً قبل الانتخابات تفادياً لاي تفلتات.

وطبقاً لذلك جزم قيادي بالوطني أن أبرز الذين سيغادرون موقعهم من الولاة هم ايلا الذي بات قاب قوسين أو أدنى من منصب وزير المعادن ومن المرجح أن يتم نقل الباشمهندس آدم الفكي لولاية الجزيرة بدلاً من جنوب دارفور، على أن يتم اختيار والٍ جديد لجنوب دارفور، أيضاً باتت أيام والي النيل الأزرق ياسين حمد أبوسروال في حكم الولاية معدودة – وبحسب المصدر – من المتوقع إعفاؤه في أقرب وقت ممكن.

يجدر ذكره أن أبوسروال يعد بمثابة عميد الولاة بحسبان أنه قضى ما يقارب الثمان سنوات في حكم الولاية.

ويرحج البعض إعفاء والي غرب كردفان أبو القاسم بركة ووالي شمال دارفور عبدالواحد يوسف وشمال كردفان أحمد هارون.

بداية التغيير

وبحسب مصادر من داخل الوطني تحدثت لـ (الصيحة) فإن عملية تغيير الولاة ستتم بصورة تدريجية في المرحلة القادمة وسيكون اجتماع المكتب القيادي بعد غداً (الأربعاء) هو المدخل الأساسي لتغيير الولاة وربما يتم طرح الأمر في اجتماع المكتب القيادي بغية إجازته ومن ثم الشروع في تنفيذه. بينما يشير البعض أن عدداً من الولاة تم إخطارهم بالاستعداد للمغادرة وحزم حقائب الرحيل.

لماذا التغيير؟

يتساءل البعض حول أسباب ومسببات تمسك فيصل حسن إبراهيم بإعفاء بعض الولاة من مناصبهم. يجيب الكاتب الصحافي والمحلل السياسي عبدالماجد عبدالحميد بالقول إن أسباب الإعفاء مرتبطه بأمرين بعضها مسببات أساسية وأخرى شخصية. ومن أبرز الأسباب الأساسية لإعفاء الولاة هي الفصل بين المؤسسات في الولايات بحيث يتم الفصل بين الجهاز التنفيذي والتشريعي والتنظيمي في الولايات والحيلولة دون تغول الوالي على كل المواقع خاصة أن فيصل عرف عنه الالتزام التنظيمي، وبالتالي يريد أن يكون الانضباط التنظيمي هو السائد في كل الولايات.

ويضيف عبدالحميد لـ (الصيحة) سبباً آخر لإعفاءات الولاة المرتقبة يتصل بمسببات شخصية تتمثل في صراع قديم دار بين فيصل حسن إبراهيم وعدد من الولاة إبان توليه وزارة الحكم الاتحادي مبيناً أن الرجل يصر على عدم مقابلة الولاة للرئيس قبل المرور بوزارة الحكم الاتحادي وهو الأمر الذي رفضه عدد من الولاة ومن ثم تقدموا بشكوى ضده لرئاسة الجمهورية أدت لإبعاده من قطاع التنظيم وكادت أن تطيح به خارج أسوار الوزارة.

وختم بالقول إن قيادة الوطني تسعى لإسكات الأصوات الأكثر صراخاً داخل الحزب وتعمل للوصول إلى مرحلة 2020م بهدوء وسلاسة، مشدداً على أن د. فيصل إبراهيم سيكون مهندس هذه المرحلة. واستبعد عبدالحميد حدوث أي تأثيرات سلبية على الوطني في حالة إعفاء عدد من الولاة.

مؤسسية

في المقابل يرى كاتب صحافي مقرب من الوطني فضَّل حجب اسمه أن تغيير الولاة يأتي لمواكبة المرحلة القادمة والاستعداد لغمار انتخابات 2020م خاصة وأن بعض الولاة قد ضعف أداؤهم في الفترة الماضية وآن الأوان لتغييرهم. ويضيف المصدر لـ (الصيحة) إن د. فيصل إبراهيم يريد بداية مختلفة وبعناصر فاعلة، ولذا ستكون البداية بإبعاد الولاة الذين لم يقدموا ما يشفع لهم في الفترة الماضية، في ذات الوقت لن يسمح الرجل بتجاوزه من قبل الولاة الذين لهم ارتباطات شخصية مع الرئيس وسيسعى د. فيصل لإبعادهم إرساءً للمؤسسية.

الخرطوم: عبدالرؤوف طه
المجهر السياسي

‫3 تعليقات

  1. يا جماعة خلوا لنا هارون رجل المهام الصعبة يكمل ليا طريق الابيض امدرمان.فيصل ده ما كان والى لشمال كردفان ماذا قدم لكردفان وفشل مرة اخرى فى اختياره كوالى .يا هارون يا القيامة تقوم.

  2. هارون والي ناجح، ومشكلة فيصل معه شخصيّة، وبالمناسبة يبدو أنّ فيصل ضدّ الطريق لأسباب ذاتيّة.
    فيصل خيار منسوبي المؤتمر الوطني كان راخيها ليهم، جا هارون قرضها عليهم.
    هارون جماهيري فيصل صفوي.

  3. ادم الفكي أيضا والي ناجح لأنه قاوم القبلية النتنة التي أشعلت الفتنه بالولاية وهو لا ينتمي لأى مكونات عناصر الولاية المتصارعة التي تريد استخدام السلطة لقمع الطرف الآخر والهيمنة علي الأرض و الحواكير واخر انتخابات بينت تلك التحالفات بين القبائل تحت مسميات تبين درجة الخلافات بين مكونات الولاية. كان من الأجدى تركه ليكمل تجربته الرافضة الانصياع للأصوات القبلية المؤدية إلي التناحر والفتنة وتركه ليؤسس حكومة مهابة محايدة ومنصفة