تحقيقات وتقارير

دشن عهده بزيارات لقيادات (الوطني).. فيصل حسن إبراهيم.. البداية بـ(نفض) الغبار

ابتدر مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني فيصل حسن إبراهيم، عهده في موقعه الجديد بزيارة عدد من قيادات المؤتمر الوطني، ومن سبقوه في المنصب حيث بدأ زياراته بسلفه إبراهيم محمود حامد، ثم نافع علي نافع، والنائب الأول السابق علي عثمان محمد طه. قبل هذه اللقاءات التأم لقاء ضم فيصل ومساعدي رئيس الجمهورية إبراهيم السنوسي وعبد الرحمن المهدي، وجاءت هذه اللقاءات جميعها في إطار الإصلاح السياسي داخل الحزب والدولة، خاصة وأن جدلاً كثيفاً صاحب تسنم فيصل مقعد الرجل الثاني بالحزب، بين وصفه من البعض بالحدة والصرامة، وعدم المرونة، مما يكسب زياراته ولقاءاته أهمية، كونها تأتي في إطار مخالف لما رسم من صورة للرجل، وعن مسيرته المقبلة في إدراة الحزب ومهام القصر.

أهمية المنصب

يحظى منصب نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لشؤون الحزب بأهمية كبرى وذلك لكون أن شاغل المنصب، يجمع في يده مفاتيح تفاصيل الحزب الحاكم وأجهزته التنفيذية، غير ذلك يشغل نائب رئيس الحزب منصب مساعد رئيس الجمهورية، بحسب عُرف ونظام حزب المؤتمر الوطني، ومن ذلك اكتسب المنصب بريقاً كبيراً وتأثيراً أكبر ظل يلازم شاغله، فمنذ استحداث المنصب جلس عليه عدد من القيادات من مختلف أنحاء السودان بدءً بالدكتور نافع الذي خلفه غندور قبل أن يغادر غندور ليحل بديلاً له المهندس إبراهيم محمود حامد، الذي ترجل الأسبوع الماضي لصالح الدكتور فيصل حسن إبراهيم، خلال الإحلال والإبدال الذي شهده الحزب في الفترة الأخيرة.

مثار جدل

كثر الجدل حول شخصية مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني الجديد فيصل حسن إبراهيم، وأكثر ما أُثير عن الرجل هو الوصف الذي لازمه بالصرامة وصعوبة الجانب تنظيمياً، وهذا ما نفاه فيصل نفسه في أحايث أخيرة مرجع ذلك للإعلام ولبعض منسوبي حزبه الذين يروجون لوصفه بالحدة، الشيء الذي وضعه في هذا الإطار، إلا أن بعض الشواهد والأفعال خلال مسيرة فيصل السياسية والتنظيمية تحفظ كثيراً من المواقف التي ربما دفعت بذلك التصور حول شخصيته، خاصة وأن هنالك خلاف في الرؤى نشب بينه وسلفه إبراهيم محمود عجل بإبعاده من أمانة الاتصال التنظيمي. وراج في الفترة الأخيرة أن فيصل وإبراهيم محمود لم يكونا على ود خلال الفترة الأخيرة بسبب الخلافات السابقة.

تكهنات

اختلفت التكهنات بما ستؤول عليه الأمور داخل أروقة الحزب بعد تسنم فيصل حسن إبراهيم مقعد الرجل الثاني، وما زاد المشهد غموضاً هو ما قاله فيصل نفسه – بأن هنالك تغييراً سيطول كل من يصاحب أداءه ضعف بما في ذلك أحزاب الحوار في حكومة الوفاق الوطني، إضافة إلى ما رشح عن خلافاته مع سلفه إبراهيم محمود، إلا أن ما قام به فيصل من زيارات اجتماعية ابتدرها بزيارة إبراهيم محمود في منزله وجدت كثيراً من الاحتفاء والتقدير ما يشي بتجربة توافقية يقودها فيصل دون صراعات مسبقة، وزاد فيصل على زيارة إبراهيم محمود بزيارات أخرى لقادة المؤتمر الوطني نافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه، وكأن بفيصل أراد بهذه الزيارات أن يضع خارطة جديدة للتعامل مع إدارة الحزب والدولة، إذ أن للزيارات الاجتماعية والعلاقات دور كبير في طي وتخفيف نزعة الصراعات السياسية في المجتمع السوداني.

منهج الحزب

ينظر الكثيرون إلى أن زيارات فيصل حسن إبراهيم لقيادات الوطني التي سبقته في إدراة الحزب على أنها جاءت بهدف الترتيب والتنسيق لمرحلة جديدة ابتدرها بالتواصل الاجتماعي، ويرى القيادي بحزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي، أن زيارات نائب رئيس الحزب لقيادات المؤتمر الوطني تجيء في إطار المنهج الذي ينتهجه الحزب في الإصلاح والتغيير. وقال ربيع خلال حديثه لـ(الصيحة) إن حدوث أي جفوة بين قيادات الحزب تعني أن الحزب يذهب إلى الهاوية، وأشار ربيع إلى أن هذه اللقاءات تؤكد على عزيمة قيادات الوطني ووعيها للمستقبل السياسي للحزب وللبلاد، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة انفتاحاً كبيراً مع القوى السياسية لإنجاز المطلوب خاصة في الحوار الوطني، وعن رؤيته لسياسة فيصل التنظيمية، قال ربيع إن فيصل بدأ عهده بشفافية بحديثه عن الأداء الحكومي وأن هذا هو المطلوب خاصة خلال الفترة المقبلة، وشدد ربيع على ضرورة أن يرى ما قاله فيصل النور، وأن يكون عياناً بياناً في الدولة وفي الحزب، مؤكداً على أن هذا هو المرغوب فيه في الفترة المقبلة.

علاقات عامة

فيما رأى المحلل السياسي البروفيسور عبد اللطيف البوني أن زيارات نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية فيصل حسن إبراهيم لقيادات المؤتمر الوطني لا تعدو أكثر من كونها زيارات علاقات عامة بين أفراد ينتمون لحزب وتنظيم واحد، واستغرب البوني خلال حديثه لـ(الصيحة) من جدوى نشر هذه الزيارات عبر أصحابها متسائلاً عن الهدف من ورائها، مشيراً إلى أن الاعتماد على البرامج أفضل من التركيز على الزيارات الاجتماعية التي لن يكون لها آثراً على المدى البعيد في تغيير الواقع، وأضاف البوني بأنه إذا كان هنالك خلاف أو (حفر) داخل الحزب فإن مثل هذه الزيارات لن تنهيه، والتي قال إنها لن تكون غير مسكنات مؤقتة، ورأى البوني أن الأفضل الآن هو العمل وفق برامج إصلاح الهياكل والمؤسسات ومخاطبة الشعب في قضاياه الملحة، وزاد البوني بأن هذه الزيارات التي تمت يمكن وصفها باجتهادات لن تصلح ما أفسده الدهر.

الصيحة.