اقتصاد وأعمال

برنامج لتحصين موظفي القطاع الخاص ضد الفساد

تستعد الخرطوم لإطلاق برنامج لتحصين موظفي القطاع الخاص السوداني ضد الفساد، والمقدر عددهم بنحو 75 ألف عامل، في أبريل (نيسان) المقبل. وقالت عادلة محمد الطيب، مديرة مركز الأولى للدراسات المحاسبية في السودان ووكيلة مركز المشروعات الدولية الخاصة التابع للغرفة التجارية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا البرنامج سيمكن الموظفين من الإلمام بالبرنامج الإداري الذي تستخدمه الشركات حول العالم لتقييم الاحتيال الداخلي ومخاطر الفساد والاحتيال الخارجي.

واشترطت الغرفة التجارية الأميركية على السودان، خلال مباحثات رفع العقوبات الذي تم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن يكون تنفيذ برنامج مكافحة الفساد أساساً للتعامل التجاري بين القطاع الخاص في البلدين.

ويشرف مركز المشروعات الدولية الخاصة (CIBE) على برنامج مكافحة الفساد، وتستهدف أميركا من رعاية هذا البرنامج التأكد من بناء المؤسسات اللازمة في كل دولة لديها مصالح تجارية معها، بحيث تضمن تمتع العاملين لدى شركائها التجاريين بالقدرة على مكافحة الفساد ومنعه.

وأشارت عادلة الطيب إلى أن المرحلة الأولى للبرنامج في السودان ستتضمن تنفيذ مسح فني استقصائي لكل العاملين في الشركات السودانية وأسماء الأعمال المدرجة في السجلات الرسمية للدولة. وسيشمل المسح 250 شركة. وتقول مصادر بنكية سودانية إن معظم مخاطر وجرائم الاحتيال والتزوير المالي في السودان تكون بسبب الموظفين، وتتمثل مخاطر الاحتيال المالي في تزوير المستندات والشيكات وتزييف العملات وعمليات السطو واختراق الأنظمة للحصول على الأرقام السرية لحسابات العملاء.

بينما يشير الصحافي والمحلل الاقتصادي، الجميل الفاضل، إلى ضرورة الالتفات إلى أن مفهوم الفساد لا يقتصر على أعمال مثل الاحتيال والاختلاس، لكن يجب بذل جهود أكبر لمكافحة أوجه أخرى من الفساد مثل استغلال المنصب، أو تضارب المصالح أو تمويل مشروعات خاصة من المال العام.
وقال مدير جهاز مكافحة الفساد في السودان، الطيب مختار، إن بلاده ترتب حالياً لاستكمال منظومة مكافحة الفساد، التي أطلقها «البرلمان السوداني» قبل عدة أعوام، عبر تشكيل نيابات شرطية مستقلة، ستكون قاعدة انطلاق لمكافحة الفساد في السودان.

صحيفة الشرق الأوسط.