السفير التركي بالخرطوم في بيت (أبو مهند).. صور تتحدث عن (الإنسانية)!
تفاعلٌ كبيرٌ وجدته قصة مُعاناة أسرة (أبو مهند) التي قُمنا بنشرها قبيل أيام، حيث قام عددٌ كبيرٌ من الخيِّرين بإبداء الرغبة في مُساعدة تلك الأسرة والوقوف إلى جانبها بما تيسّر، لكن التفاعل الأكبر والأصدق، كان من سعادة السفير التركي بالخرطوم السيد عرفان نزير أوغلو، والذي قام عبر مكتبه الخاص بالاتصال بنا، مُبدياً رغبته الأكيدة في مساعدة تلك الأسرة ليس بإرسال مال أو مواد عينية فقط، بل بتسجيل زيارة لها بمقر إقامتها بمدينة أمبدة، وهو ما تحقّق بالفعل أمس الأول.
(1)
بدايةً قُمنا بتسجيل زيارة للسفير في مكتبه بسفارة دولة تركيا في شارع البلدية، وجلسنا إليه برفقة الأمين العام لمجموعة (أقمار الضواحي) محمد بابكر وعضو المجموعة كنه، إضافة إلى المصور نزار عباس والموظف بالصحيفة زروق، بينما استقبلنا السفير استقبالاً راقياً وجميلاً عكس مدى حُبِّه للسُّودان والسُّودانيين، قبيل أن يتحدث عن عُمق العلاقة بين البلدين، ويُؤكِّد أنّ قوة السُّودان هي بلا شك تعني قوة تركيا، مُشيراً إلى أنّ السودان يُعتبر حليفاً استراتيجياً مُهمّاً لتركيا، لذلك فالاهتمام بكل ما يتعلّق به هو شئٌ ضروريٌّ.
(2)
عقب لقائنا بالسفير، قُمنا مُباشرةً بالتوجه برفقته والسيدة حرمه المصون إلى منزل (أبو مهند) بأمدرمان، حيث استقبلتنا أسرة (أبو مهند) بالكثير من الترحاب والود، بينما أصرّ السفير لأن يجلس بجوار (أبو مهند) على (سرير متهالك)، رافضاً الجلوس على أي كرسي، ضارباً بذلك مثالاً حقيقيّاً للتواضع، بينما قامت زوجته باحتضان بنات (أبو مهند) قبيل أن تطلب من زوجة الأخير الجلوس إلى جانبها.
(3)
السفير التركي استمع باهتمامٍ شديدٍ لـ (أبو مهند) وهو يروي حكاية مُعاناته، قبيل أن تقوم السيدة حرمه المصون بالسؤال عن تفاصيل حالة مهند المرضية وحالة (أبو مهند) نفسه وذلك لمعرفة حجم الأضرار الموجودة، وبالفعل قام (أبو مهند) بشرح الحالة بالكامل، قبيل أن يسأله السفير عن إمكانية سفره برفقة ابنه إلى مدينة نيالا لتلقي العلاج بالمستشفى التركي هناك، ليُؤكِّد له (أبو مهند) أن حالته لا تسمح له بالسفر، ممّا دفع السفير للبحث عن حُلولٍ أخرى في هذا الجانب، ومن بينها إخضاعهم للعلاج بالخرطوم من خلال ترتيب لاحق سيقوم به السفير.
(4)
منزل أسرة (أبو مهند) – أو الغرفة التي يقيمون بداخلها إن شئنا الدقة – كانت كذلك إحدى النقاط التي أبدى السفير اهتمامه الشديد بها، طَالباً من (أبو مهند) فوراً أن يقوم بالبحث عن منزلٍ آخر، مُشيراً إلى أنّ السفارة ستقوم بالتكفُّل بدفع إيجار ذلك المنزل الجديد، ليذرف (أبو مهند) الدموع قبيل أن يقوم السفير بتهدئته والمزاح معه للتخفيف عليه.
(5)
السفير لم يكتفِ بتلك النقاط فحسب، بل أَكّدَ لـ (أبو مهند)، عن دعمه ووقوفه خلف تعليم ابنته الكبرى المُتفوِّقة والمُساهمة في منصرفات دراستها، واعداً إيّاه بتوفير (منحة) لها للدراسة في تركيا، قائلاً بابتسامة واسعة: (سنُحاول توفير منحة لها للدراسة في تركيا حتى تدرس وتعود إليكم طبيبة)، فيما حرص السفير قبيل مُغادرته على تقديم مبلغ مالي للأسرة وبعض المواد التموينية، مانحاً (أبو مهند) (كرته الخاص) للاتصال به في أيِّ وقتٍ للتنسيق حول العلاج والسكن وغيرها من النقاط التي تمّ الاتفاق عليها.
(6)
(أبو مهند) من وسط دموعه قام بتوجيه الشكر لسعادة السفير وحرمه المَصون على تلك الزيارة، مُؤكِّداً انّ تركيا والسودان (شعبٌ واحدٌ) تجمعها المَحَبّة والإخاء، بينما قامت زوجة (أبو مهند) بتقديم الشكر لحرم سعادة السفير على زيارتها، ليسدل الستار على تلك الزيارة الاستثنائية التي كانت (الإنسانية) عنوانها الأبرز والأجمل كذلك.
بقلم
بقلم: أحمد دندش
لا أعرف قصة أبو مهند بالضبط ولكن أحسست بأنه أخي الأكبر وأنا على استعداد للمساهمة بقدر استطاعتي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه السفير التركي يعلم بأبو مهند وماذا عن البشير؟؟؟
كم سودانى دخلوا منزل ابومهند لمساعدته ولما عرف من كرم وجود السودانيين وتفاعلهم مع اى مواطن سودانى فى مثل هذه الحالات كان من المفترض من خيرى بلادنا أن يكونوا اول من دخلوا منزل ابومهند قبل السفير التركى وان كنت اشكره واقدر موقفه النبيل تجاه شعب السودان الذى هو دائماً محبوباً من قبل جميع الشعوب التحية والشكر للسفير التركى بالخرطوم على هذه البادرة ونسأل الله ان يعينه على فعل الخير .