انتظم بالعاصمة الفرنسية أمس اجتماع باريس.. الخلافات تمنع حدوث (اختراقات)
اجتمعت أمس الإثنين بالعاصمة الفرنسية باريس قوى المعارضة المنضوية تحت مسمى تحالف قوى (نداء السودان) والذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، ويستمر الاجتماع ثلاثة أيام . ويهدف اجتماع باريس لمناقشة توحيد كلمة المعارضة وتقوية حراكها الداعي للتغيير في السودان.
وقالت الجبهة السودانية للتغيير- في بيان سابق – إن اجتماعات قوى المعارضة المعتزمة في باريس تهدف لإعادة إحياء وتفعيل العمل بخارطة الطريق الأفريقية، ورأت في الخطوة ” ردة وتراجعاً عن موقف إسقاط النظام “. وهو لقاء ينعقد وسط تتباين مواقف قوى المعارضة السودانية وانقسام رؤاها تجاه الحكومة، فمنهم من يرى ضرورة إسقاطها عبر ثورة شعبية ومقاطعة أي حوار معها، في حين ترى مجموعة أخرى ضرورة أن تكون هناك جهود لأجل التسوية السياسية بجانب العمل الميداني .
مساعٍ فرنسية
في الآونة الأخيرة يلحظ المراقب سعي فرنسا إلى إيجاد موطئ قدم لها في المشهد السوداني، وتبدى ذلك في محاولتها تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة، وكانت سفيرة فرنسا لدى الخرطوم مانويلا بلتمان، قد أكدت أن بلادها تقود مساعي لإقناع المعارضة السودانية بأهمية الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام السوداني لتحقيق السلام في السودان، وشددت بلتمان على أن باريس ترغب في المشاركة مع المجتمع الدولي والإقليمي والآلية الأفريقية رفيعة المستوى لحل أزمات السودان وفق خارطة الطريق الأفريقية. وكانت السفيرة الفرنسية قد أجرت العديد من اللقاءات في الفترة الأخيرة بمسؤولين سودانيين، من بينهم رئيس الوزراء بكري حسن صالح، ونائب وزير الخارجية حامد ممتاز الذي دعا باريس إلى استخدام نفوذها الدولي لحث الحركات المسلحة على الانخراط في مفاوضات السلام.
تقليل
الحكومة من جانبها قللت من أهمية اجتماعات المعارضة بباريس وطالبت المعارضة بضرورة حسم أمرها والتقدم نحو السلام، وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة د. أحمد بلال في تصريح لـ”المركز السوداني للخدمات الصحفية ” أمس الأول إن القرار السليم والصحيح لهذه المجموعة هو التوجه استراتيجياً نحو السلام، مشيراً إلى أن أبواب الدخول ظلت مشرعة لكل من أراد الدخول، وسمى بلال ما تفعله المعارضة من اجتماعات متواترة بباريس دوراناً حول الذات .
ترتيب جيد
يرى الفريق صديق محمد إسماعيل في حديثه لـ”الصيحة “أمس أنه الترتيب لهذا الاجتماع تم بصورة جيدة بغرض توحيد قوى المعارضة في خطاب سياسي واحد، وذلك بمناسبة التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد خاصة وأن آخر لقاء للمعارضة العام الماضي شهد بعده انقسامات للجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال، مضيفاً أنه كان لابد أن تلتقي القوى المعارضة جميعها من أجل التأسيس لعمل معارض قوي، مؤكداً بأن هذا الأمر أدى لذهاب السيد الصادق المهدي برفقة وفد من حزب الأمة فيما حرمت بعض الأحزاب المعارضة من المشاركة من الاجتماع بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد مؤخراً.
لا نبحث عن زعامة
وأضاف إسماعيل بأن حزب الأمة القومي لا يبحث عن زعامة مضيفاً أن حزبه هو الرائد والسباق في الحراك السياسي بالبلاد، وله دوره وتأثيره في المشهد السياسي لأنه يعكس بقوة رأي المعارضة . وعن رفض الحكومة اجتماع باريس تمثل إسماعيل بالمثل السوداني ” الوردا البتكتل سيدا بعرفا ” مضيفا بأن أحمد بلال يعرف تماماً بأن أي تغيير سيحدث بالبلاد سيكونون من ضحاياه، مضيفاً أنهم هم من ظلوا يدورون في فلك غير منتج وأدخلوا البلاد في أزمات سياسية واقتصادية مضيفاً بأنه كان من الأولى بالمؤتمر الوطني أن يصمت ويتركون الذين يبحثون عن مخرج للأزمة الوطنية بأن يفعلوا شيئاً.
تطلع لتوحيد الكلمة
وعن الاختراقات التي يمكن أن يحرزها اجتماع باريس، قال الفريق صديق بأنه يتطلع لأن يستوعب المواطنون أهمية المرحلة وضرورة العمل على توحيد الخطاب السياسي، مضيفاً أنه من الصعب التكهن بمخرجات الاجتماع، ولكنه عاد ليقول إنه يتطلع لأن تستوعب فصائل المعارضة أهمية توحيد الخطاب فيما يتعلق بالقضايا الوطنية.
اختلاف الأدوات
توقع المحلل السياسي د. صفوت فانوس في حديثه لـ”الصيحة “أمس ألا تحدث أي اختراقات جديدة في اجتماعات قوى المعارضة بباريس لافتاً إلى اختلاف أدوات المعارضين بالكلية عن بعضها البعض. مضيفاً بأنه لا يمكن أن تتفق المعارضة السلمية والمسلحة على كلمة واحدة ما دامت أدوات المعارضة نفسها مختلفاً فيها .
رفض حكومي
وأضاف فانوس بأن الحكومة السودانية لا تقبل أن تجلس المعارضة السلمية مع معارضة أخرى حاملة للسلاح في مائدة واحدة حتى لا تعطي الأخيرة شرعية، مضيفاً بأن أي لقاء من هذا النوع هو مرفوض من قبل النظام، وأضاف فانوس بأن أي حكومة بالعالم ترفض حاملي السلاح في وجهها، مشيرًا لحركة الإخوان المصرية والتي وصمها النظام المصري الحالي بالإرهاب، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية ظلت تجرم كل من يجلس مع جماعة الإخوان.
لا فوائد مرجوة
وختم فانوس حديثه بأنه يرى بأن اجتماع باريس لن يخرج بأمر ذي فائدة بل إنه رجح بأنه يمكن أن يضعف أمر المعارضة السياسية الداخلية، لأنه يمكن أن يؤخر عودة الإمام الصادق للبلاد واحتمال مساءلته من قبل الحكومة.
الصيحة.