حوارات ولقاءات

الاتحادي المسجّل… عودة جدل (الشرعية)

ظل الصراع سجالاً بين التيارات المتنافرة داخل الحزب الاتحادي. والآن تدور رحاه حول شرعية المؤتمرات التحضيرية للمؤتمر العام التي عاد على إثرها الجدل لا سيما بعد قرار مجلس الأحزاب إعادة مؤتمرات بعض الولايات.

في هذه المساحة جلسنا إلى القيادي بالحزب سوكارنو جمال الدين وأمين الإعلام باسم ذات الحزب محمد الشيخ الذي أكد أنه لا مجال للترضيات فيما أعلن سوكارنو مقاطعتهم للمؤتمر العام.

القيادي بالاتحادي الديمقراطي سوكارنو جمال الدين لـ (الصيحة)

سنقاطع المؤتمر العام الذي يحضر له أحمد بلال

ـ ما دوافع الهجوم والانتقادات التي توجهونها باستمرار للأمين العام أحمد بلال؟

أحمد بلال كأمين عام مكلف تجاوز النظام الأساسي ودستور ولوائح الحزب الخاصة بقيام المؤتمرات القاعدية وبخرقه هذا أصبح غير مؤتمن على إدارة الحزب.

*ما الذي يمنع إخضاعه للمحاسبة أم تراه يملك حصانة؟

-أحمد بلال كأمين عام يضع نفسه فوق مؤسسات الحزب ويعطل قراراتها، وسبق له أن أسقط قرار المكتب السياسي الخاص بالوحدة التي أجازها، لكنه رفض التوقيع عليها، فهل هناك حزب محترم يقبل أن يحدث مثل هذا العبث.

*لكن الأمين العام يقول إن المجموعة التي دخل معها في تفاوض للوحدة لم تفِ بالشروط وسقط الاتفاق؟

-هذا حديث غير صحيح وذر للرماد في العيون لإخفاء الحقيقة التي هي أن اللجنة المشتركة وضعت ميثاقاً وأجيز من المكتب السياسي، وليس هناك مبرر يسند أحمد بلال في رفضه التوقيع عليه.

*كيف يدار الحزب الآن؟

-مؤسسات غائبة تماماً ولا تجتمع. أحمد بلال يدير الحزب ومعه مجموعة حسب أهوائهم.

*أنتم كقيادات ما دوركم؟

– نطالب بإعمال دستور ولوائح الحزب عبر الأجهزة القانونية وهذا ما نستطيع القيام به في مواجهة انفراد أحمد بلال بإدارة الحزب الذي أصبح أعلى من مؤسساته ودستوره ولا يحترم حتى قرار مؤسسات الدولة ممثلة في مجلس الاحزاب وهو الناطق الرسمي باسمها ويشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وهو يرفض قرار مجلس الأحزاب ببطلان فصل رئيس الحزب بالجزيرة مالك محمد عبد الله وإعادته لمنصبه وهذا استعلاء على مؤسسات الدولة التي قراراتها ملزمة للجميع.

ــ نفهم أن المؤسسات ملغاة؟

عم كل شيء الآن معطل في الحزب، وهذا ما دفعنا للجوء للاحتكام لمجلس الأحزاب والمحكمة الدستورية.

* متهم بأن موقفك في الحزب غير ثابت على خط معين؟

– نحن قُدنا خط الإصلاح، ورفعنا أول مذكرة تطالب بالإصلاح وإشراقة سيد محمود لم تكن جزءاً منا وجاءت في مرحلة لاحقة واختلفنا معها في كيفية إدارة الخط الإصلاح.

*على أي أساس أيدت بمعية بروفيسور علي عثمان خط أحمد بلال ضد إشراقة في اجتماع اللجنة المركزية؟

– تحدثنا مع أحمد بلال قبل اللجنة المركزية في اجتماع منزل سيد أبو علي وقلنا له أنت قدت الحزب في ذات خط د. جلال فسنقف ضدك والجميع سيعارضك ووافق على هذا الشرط، لذلك أيدناه، لكنه ذهب في طريق غير المتفق عليه، وبل تنكر لدستور الحزب ونظامه الأساسي ولوائحه، لذلك تراجعنا عن تأييده.

* هل ستشاركون في المؤتمر العام للحزب الذي يجري التحضير له؟

سنقاطعه، ولن نشارك في مؤتمر غير قائم على أساس شرعي ونواصل دعوتنا التي رفعناها للمحكمة الدستورية.

*على ماذا استندتم في عدم شرعية المؤتمر العام؟

-المؤتمرات القاعدية التي عقدها أحمد بلال تمت على مستوى والولاية وليس الدائرة والتدرج بها كتسلسل طبيعي متفق عليه وهذا ما جعل مسجل الأحزاب يقول ببطلانها لأنها لم تتم وفق ما نص عليه دستور الحزب ولوائحه.

*مجلس الأحزاب اعترف بكل المؤتمرات ما عدا أربعة ما يعني صحة بقية المؤتمرات؟

– قدمنا طعناً للمجلس في مؤتمرات ثماني ولايات قبل منها المجلس أربعة طعون ووجه بإعادتها وفق النظام الأساسي للحزب، وسنواصل الخط القانوني ونرفع كل الطعون للمحكمة الدستورية لنثبت بطلان هذه المؤتمرات.

*لماذا تصرون على الاستمرار في تصعيد الطعون للمحكمة الدستورية وأنتم غير معترفين بهذه المؤتمرات ولن تشاركوا فيها؟

-هذا ليس اعترافاً، وإنما دفاع عن حقنا في حماية الحزب من هذه المجموعة التي تريد أن تسرقه بالتغول عليه بطرق ملتوية، والآن مسجل الأحزاب اعترف بعدم شرعية هذه المؤتمرات بناء على الطعن الذي قدمناه.

*برأيك لماذا رفض قرار مسجل الأحزاب بإعادة رئيس ولاية الجزيرة؟

– حتى يتم التخلص منه باعتباره قبل الإعادة لأنه يشكل عقبة في الجزيرة برفضه قيام مؤتمرها خارج إطار الشرعية والنظام الأساسي.

* ما دام أحمد بلال غير شرعي كيف قبلتم بقيادته للحزب من البداية؟

أحمد بلال شرعي بالتكليف، لكنه كما قلت تنكر لدستور الحزب ومؤسساته ونظامه الأساسي وبتنكره أصبح فاقداً الشرعية.

*حديثك يظهر أنكم لا تملكون شرعية محاسبة أحمد بلال؟

-أنا عضو عادي وأملك شرعيتي من الانتماء للحزب الاتحادي، وطبعاً المؤسسات أفرغت من الأشخاص الذين يمكن أن يقوموا بهذا الدور وجردت من صلاحياتها منذ فترة د. جلال الدقير.

*هل تم إلغاء لائحة المحاسبة؟

-اللائحة موجودة لكن ألغيت صلاحيات المؤسسات التي تطبقها بمعنى أن اجتماع اللجنة المركزية كل أربعة أشهر، ولكن يمكن ألا تجتمع لأعوام والمكتب السياسي يجتمع بأجندة خاصة.

*يعني أن الحزب منقسم بين مراكز قوة وضعف؟

-الانقسام في الحزب بين من يريد أن يأخذ الحق بيده ومن يريد أن ياخذه بالقانون.

*لكن الخلاف تحول من تنظيمي لشخصي؟

-هذا اعتقاد خاطئ، الاختلاف تنظيمي. نحن نتواصل معهم في المناسبات، أما العنف اللفظي نتيجة الغبن وسبق أن وصل لمرحلة العنف الجسدي في مرحلة سابقة، وتلك ثقافة جاءت مع الوافدين الجدد للحزب.

أمين الإعلام بالاتحادي الديمقراطي محمد الشيخ لـ (الصيحة) :

لهذه الأسباب جنحت هذه المجموعة للترويج لعدم الشرعية

المرحلة القادمة الحكَم فيها الجماهير ولا مجال للترضيات..

*من أين يستمد أحمد بلال الشرعية في منصب الأمين العام؟

– د. أحمد بلال يستمد شرعيته كأمين عام من التكليف الصادر له من الأمين العام د. جلال الدقير كشخصية منتخبة ومنح كل سلطاته إلى نائبه أحمد بلال، وهو يباشر مهامه بهذه الشرعية، وعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب التي كونت آلية انعقاد المؤتمر العام ووافق عليها مجلس الأحزاب. ود. أحمد بلال الآن الجهة الشرعية الوحيدة التي لها الحق في تسيير الحزب لحين قيام المؤتمر العام والتحضير له بموجب التكليف الممنوح له من الأمين العام المنتخب.

*هناك اتهام لكم بأنكم مجموعة تغولت على الحزب أقصت الآخرين وانفردت بإدارته؟

-من هم هؤلاء الاخرون. هناك آلية إشرافية لإدارة الحزب ولجنة عليا للتحضير للمؤتمر العام وهم أعضاء فيها وبعض منهم شارك في المؤتمرات القاعدية في بعض الولايات، لكن عندما شعروا بأن المد الجماهيري لا يسندهم عند قيام المؤتمر العام قاموا بهذه الجلبة والفرقعة بهدف تعطيل قيام المؤتمر العام.

*المعترضون حجتهم أن المؤتمرات القاعدية مخالفة للنظام الأساسي للحزب ودستوره؟

-الحديث عن عدم دستورية وشرعية المؤتمرات مجافٍ للحقيقة بدليل أن مجلس الأحزاب اعترف بـ(80%) من جملة المؤتمرات التي قامت في الولايات وفق الدستور ولوائح الحزب وإن كانت مخالفة ما كان مجلس الأحزاب اعتمدها.

*متهمون بعدم الانصياع لموجهات مجلس شؤون الأحزاب ومؤسسات الدولة ذات الصلة بالعمل الحزبي؟

-هذا غير صحيح، ونحن أكثر حزب صدرت في مواجهته قرارات من مجلس الأحزاب تعطل مؤتمراته وتبطل قرارات مؤسساته، ونلتزم بها حتى إن كنا نراها غير سليمة احتراماً للقانون. واستجبنا له بعقد اللجنة المركزية (2003) التي فيها أشخاص غادروا الحزب لأحزاب أخرى، وهؤلاء عندما وجدوا أن قرارات مجلس الأحزاب تأتي عكس ما يريدون أصبحوا يطعنون في شرعية المجلس نفسه.

*لماذا رفضتم إعادة رئيس الحزب بالجزيرة بعد أن قرر مجلس الأحزب إعادته؟

مالك محمد عبد الله جاء لهذا المنصب بالتكليف من الأمين العام المكلف وليس من رئيس شرعي. وهو نائب رئيس الحزب بالجزيرة وتم تكليفه بالرئاسة بدون مكتوب رسمي نسبة للظروف الصحية لرئيس الحزب بالولاية، والآن نحن غير مشغولين بهذا النوع من الضجيج والفاصل بيننا المؤتمر العام الذي سينعقد الأسبوع القادم بحضور مندوب من مجلس الأحزاب، وستقول فيه الجماهير كلمتها.

*سوكارنو جمال الدين يقول إن الحزب يقوده غرباء يشرفون على المؤتمر العام؟

-هذا غير صحيح، هناك لجنة إشرافية تقود الحزب ولجنة تحضيرية عليا للمؤتمر العام أعضاؤها أصليون ومن يروج لهذا هم سواقط المؤتمرات لأنهم تيقنوا أن الجماهير لا تسندهم.

*كيف ترد على حديث أن مؤسسات الحزب معطلة والحزب يُدار بأفراد؟

-اللجنة المركزية انتهى أجلها بتكوين اللجنة الإشرافية والمكتب السياسي سينعقد الأسبوع القادم، والآن الكل مشغولون بقيام المؤتمر العام كصمام أمان للممارسة الديمقراطية في الحزب.

* تذكر أن الحزب تحول لحلبة صراع بين مجموعات متنافرة؟

-هذا حديث يروج له الذين تيقنوا أن المؤتمر العام سينتقي قيادات جديدة في المركز والولايات وسيتم إبعادهم ولن يكون لهم دور مستقبلاً، لذلك تجدهم يروجون لمثل هذا الحديث وهم لا يحترمون حتى العلاقات الشخصية، لكن مع ذلك لن يستطيعوا إفشال المؤتمر العام الذي سيكون نقطة تحول بدستور وقيادات جديدة.

*هل تحديد موعد للمؤتمر العام؟

-هناك مؤتمرات ولائية أوصى مجلس الأحزاب بعقدها وستقوم بداية من الأسبوع القادم السبت الجزيرة ثم البحر الأحمر وكردفان وبعدها سيحدد الموعد للمؤتمر العام.

* ما الخلل الذي أدى لقرار مجلس الأحزاب بإعادتها؟

-هناك طعون من بعض الأفراد ومجلس الأحزاب أفتى بإعادتها وهذا أكبر دليل على أننا ننصاع لقرارات مؤسسات الدولة رغم الخسائر التي تكبدها الحزب ماديًا وجهداً بشرياً.

*هل ستسمحون بحضور المعارضين لكم المؤتمر العام؟

-كل من صعد من القاعدة لا نمنعه ونحترم رغبة الجماهير التي صعدته، وهذا من اختصاص اللجنة العليا للمؤتمر.

*لماذا رفضتم خيار الوحدة؟

-الوحدة هي وحدة هدف وبرنامج وخط سياسي ونحن لا نتفق مع الذين جاءوا في الخط السياسي، أضف لذلك لم يفوا بمطلوبات الوحدة.

*لكن هناك توقيع تم لميثاق الوحدة؟

-الذين وقعوا هذا الميثاق ليست لهم أي صفة، وليست لهم شرعية للتوقيع ومجلس الأحزاب أفتى ببطلان هذا الميثاق.

*عقدتم مؤتمرات وإشراقة كذلك أين الشرعية؟

-كل ما تقوم به إشراقة سيد محمود خارج العمل الحزبي وما تقوم به عمل ضرار لا يعنينا بشيء ونتمنر أن تؤسس حزباً.

*سوكارنو يؤكد عدم شرعية المؤتمرات المعادة؟

-سوكارنو كان موجودا في منصة عدد من مؤتمرات الجزيرة ويؤيد شرعيتها، ونحن الآن نسأله ما الذي يجعله يقول حالياً إنها غير شرعية. أجيب وأقول إنه أحس أن البساط قد سحب من تحت قدميه.

الصيحة.