خوزيه آبرو: وفاة الفنان الذي كان يحارب الفقر بالموسيقى في فنزويلا
علنت فنزويلا الحداد ثلاثة أيام على وفاة الفنان والناشط الاجتماعي، خوزيه آبرو، وعمره 78 عاما، قضى أغلبها في مساعدة أطفال الأحياء الفقيرة في بلاده ومنحهم فرص النجاح وتحقيق حياة كريمة.
فقد أسس آبرو برنامج السيستيما، الذي يقدم دروسا مجانية في الموسيقى لأطفال الأحياء الفقيرة، في جميع مناطق فنزويلا.
وتأسست برامج على غراره في بلدان أخرى.
وبدأ آبرو برنامجه في عام 1978، ومن بين تلاميذه قائد الأوركسترا الفنزويلي الشهير، غوستافو دوداميل، الذي يعمل حاليا في لوس أنجليس.
من هو خوزيه آبرو؟
ولد آبرو في مدينة فاليرا عام 1939، من عائلة موسيقية، فجده أسس أوركسترا في إيطاليا، وجدته كانت شغوفة بالأوركسترا. وكانت والدة آبرو تعزف على البيانو، كما كان والده عازفا على الغيتار.
درس الموسيقى في بداية حياته، ولكنه انتقل إلى كاراكاس لدراسة الاقتصاد، من أجل الحصول على عمل يعيش منه وعائلته.
وعمل خبيرا اقتصاديا لدى الحكومة، كما كان نائبا احتياطيا في البرلمان عام 1960.
كيف بدأ برنامج السيستيما؟
كان آبرو مستاء من أن فنزويلا لم تكن فيها إلا أوركسترا واحدة بينما حققت دول أخرى مثل البرازيل والأرجنتين والمكسيك تقدما موسيقيا كبيرا.
وقال إن “فكرة البرنامج كانت تهدف إلى إنشاء أوركسترا أصيلة في فنزويلا”.
وأطلق برنامج السيستيما في عام 1975 في مرآب وجمع له 11 موسيقيا. وقال عن المجموعة الأولى أن أعضاءها كانوا “متحمسين للعمل، لدرجة أنني كنت متيقنا أن النجاح سيتحقق معهم حتما”.
وتوسع البرنامج بعدها ليصل المنتسبون إلى نحو 300 مجموعة عبر البلاد.
وتأثرت بلدان أخرى بالبرنامج مثل إسبانيا واسكتلندا وأسست برامج شبيهة.
يبدأ الأطفال تعلم الموسيقى منذ سن الثالثة
كيف يعمل البرنامج؟
من بين أهداف البرنامج الأساسية هو مكافحة الفقر من خلال تعليم الموسيقى مجانيا للأطفال في الأحياء الفقيرة.
يستفيد الأطفال منذ سن الثالثة من دروس مسائية مجانية في الموسيقى بالتركيز على الأوركسترا.
وقال آبرو في تصريح سابق لوكالة الأنباء الفرنسية “نحن نأخذ الأطفال ونبعدهم عن المخدرات والجريمة”، مضيفا أن “وجود طفل في درس موسيقى يعني أنه لا يقبع في مكان ما يدخن المخدرات، وهذا في حد ذاته انجاز كبير”.
هل كانت له خلفية سياسية؟
استفاد البرنامج من دعم كبير وفرته له حكومة الرئيس السابق، هوغو تشافيز، وكان من بين أبرز البرامج الاجتماعية في فنزويلا.
قال آبرو في تصريح لبي بي سي عام 2009 إنه حاول أن يكون حياديا إزاء الاستقطاب السياسي في البلاد.
وأضاف أنه ما كان يهمه هو السياسة الاجتماعية التي تنتهجها الحكومة تجاه “الشباب في الشرائح ذات الدخل الضعيف”، وانتقال البرنامج إلى دول أخرى.
ماذا قال عنه الآخرون؟
قال الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، “إن البلاد كلها متأثرة برحيل المايسترو آبرو”.
وكتب وزير التربية، إلياس خواو، في حسابه على موقع تويتر: “شكرا للمايسترو خوزيه أنطونيو آبرو على ما تركه من إرث للأطفال والشباب في فنزويلا”.
وأصدر وزير خارجية كولومبيا بيانا جاء فيه أن “آبرو درب ملايين الأطفال في فنزويلا وأمريكا اللاتينية والعالم”.
وكان السير سيمون راتل، مدير اوركسترا برلين، من أبرز الداعمين لبرنامج السيستيما ومؤسسه.
وقال راتل في 2010 إن “ما فعله آبرو وبرنامج السيستيما هو إعادة الأمل من خلال الموسيقى لمئات الآلاف من الأطفال الذين كانوا سيقعون بين مخالب المخدرات والعنف”.
وحصل برنامج السيستيما على العديد من الجوائز لعل أهمها جائزة الأكاديمية الملكية السويدية وجائزة اليونيسكو.
بي بي سي عربية