حوارات ولقاءات

الشعبي والوطني.. حادثة أم درمان تصنع الحدث

وصف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. علي الحاج، حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بـ (الأسوأ) عقب منعه من الحديث في لقاء يخص عضوية حزبه بمحلية أم درمان.

حديث الرجل الأول بالشعبي عن شريكهم في حكومة الوفاق الوطني بهذه الطريقة يطرح عدداً من علامات الاستفهام أبرزها ما إذا كانت هناك جهات داخل الحزبين تسعى لعرقلة العلاقة التي أصبحت أكثر حميمية عقب انخراط الشعبي في الحوار الوطني. بجانب سؤال مهم وبدهي حول إمكانية عودة الحزبين لمربع الخصومة الذي كان سائداً طيلة اربعة عشر عاماً.

(الصيحة ) استفسرت الأمين السياسي بالوطني د. عمر باسان، والأمين السياسي بالشعبي د. الأمين عبد الرازق عن مستقبل العلاقة بين الحزبين، وخرجت بالحصيلة التالية.

الأمين السياسي بالمؤتمر الوطني د. عمر باسان لـ (الصيحة) :

الوطني ليس مسوؤلاً عما حدث للشعبي بأم درمان

للأسف الشعبي ليس على قلب رجل واحد

لا يوجد تيار بالوطني يعمل ضد الشعبي

ـ المؤتمر الشعبي على لسان أمينه العام د. علي الحاج وصفكم بأسوأ حزب في الساحة؟

لست حريصاً للإجابة على هذا السؤال.

ـ لماذا؟

لأنني لم أسمع حديث علي الحاج.

ـ عفواً هو حديث موجود في عدد من الصحف؟

موجود في الصحف بصياغات مختلفة.

ـ لكن الشعبي اتهمكم بعرقلة منشط حزبي بمحلية أم درمان؟

عليك أن تسأل إدارة جهاز الأمن عن أسباب عرقلة الندوة ولا يُسال عن ذلك المؤتمر الوطني.

ـ العلاقة بين الشعبي والوطني لا تبدو إيجابية حالياً؟

العلاقة بيننا والمؤتمر الشعبي إيجابية للغاية وممتازة.

ـ ولكن توصيات الحوار وتنفيذها دائماً ما تساهم في تراجع العلاقة بين الحزبين؟

توصيات الحوار تظل مجهوداً وعملاً مستمراً، ود. علي الحاج أكد على هذه المعاني في آخر لقاء له مع الرئيس عمر البشير، ولا أعتقد أن علي الحاج غاضب من الوطني أو قام بوصفه بأنه الأسوأ.

ـ علي الحاج قال إذا ثبت أن الوطني هو من قام بتعطيل منشط الشعبي بمحلية أمدرمان سيكون أسوأ حزب؟

هل من مصلحة المؤتمر الوطني أن يعوق نشاطَ حزبٍ سياسيٍ مؤثّرٍ في الساحة السياسية مثل المؤتمر الشعبي مما يؤثر على العملية السياسية والحريات متاحة لكافة القوى السياسية لممارسة أدوارها ومناشطها.

ـ نفهم أن الوطني ليست له علاقة بتعطيل منشط الشعبي بأم درمان؟

المؤتمر الوطني ليست له علاقة بما حدث للشعبي بأم درمان، إذا كانت هنالك جهات أخرى عطلت المنشط فنحن غير مسؤولين عنها.

ـ مؤخرًا شن عدد من قيادات الشعبي هجوماً عليكم واتهمت حزبكم بتعطيل تنفيذ مخرجات الحوار؟

المؤتمر الشعبي للأسف ليس على قلب رجل واحد، وهنالك عدد من الأشخاص بالشعبي ضد المشاركة مع المؤتمر الوطني في حكومة واحدة، ولكن نحن نتعامل مع المؤسسات الموجودة داخل الحزب.

ـ ماذا عن الأصوات التي تهاجمكم من داخل الشعبي؟

تظل هذه أصواتاً نشازاً، ونتعامل مع قيادة الحزب ومؤسساته، وإذا كانت هنالك جهات ضد المشاركة فهم أدرى بالتعامل مع عضويتهم في هذا المعاني ولكن ما بدا لنا أن المؤتمر الشعبي جاد في أهمية المشاركة في الحكومة باعتبار أنها المخرج المناسب لأزمة البلد، والبعض منهم لا يميز بين المسار الاستراتجي والقضايا التكتيكية وتحقيق المصالح الحزبية. وعليه يجب أن نعلو ونسمو جميعاً فوق أي قضايا خلافية تهدد البلاد.

ـ هل الوطني حريص على بقاء الشعبي في السلطة؟

نحن حريصون على استمرار الشعبي في السلطة من أجل المصلحة العامة للبلاد.

ـ هنالك تيار داخل الوطني لا يرغب في وجود الشعبي داخل السلطة؟

لا يوجد أي تيار داخل الوطني غير راضٍ عن بقاء الشعبي بالسلطة، وكلنا نعمل وفق ما يدعو إليه الحزب فيما يتعلق بالحوار الوطني ومخرجاته.

الأمين السياسي بالمؤتمر الشعبي د. الأمين عبد الرازق لـ (الصيحة):

الشموليون داخل الوطني ضد ندوات الشعبي

المؤتمر الوطني ليس على قلب رجل واحد

هنالك تيار بالوطني يعمل ضد الشعبي

ـ حدثنا عن فعاليتكم مثار الجدل بمحلية أم درمان؟

كان لدينا لقاء مع عضوية الشعبي بمحلية أم درمان بقاعة (فيس فوود).

ـ هل كان لديكم تصديق من الشرطة؟

نعم، كان لدينا تصديق من الشرطة وفجأة ظهر فرد من جهاز الأمن وطالب بإلغاء اللقاء وبعدها حضرت ثلاثة (بكاسي) من الأمن وأصروا على إلغاء لقاء العضوية رغم تصديق الشرطة.

ـ لكن في نهاية المطاف انعقد اللقاء؟

قامت بعدها اتصالات أجراها عدد من قيادات الشعبي بحكومة ولاية الخرطوم ومع الوالي حتى سمحوا لنا بإقامة اللقاء، أيضاً هنالك جهات مثل نائب الوالي سعوا لاحتواء الأزمة، ولكن لا يمكن أن تسمح لنا بإقامة منشط بعد مرور ثلاث ساعات من مواعيده.

ـ هذه هي المرة الثالثة التي يُمنع فيها الشعبي من عقد لقاءات جماهيرية؟

(الحكاية دي اتكررت كتير)، فمن قبل مُنع د. بشير آدم رحمة من الحديث بندوة بنادي الخريجين بمدني رغم أنه يحمل درجة وزير اتحادي باعتباره رئيس لجنة بالبرلمان، وكذلك في مدينة الفولة رفضوا لنا إقامة ندوة في ميدان الحرية، وكذلك تماطلوا في تصديق ندوة لأمانة الزراعة بقاعة الشارقة، ومنعوا طلابنا بحجج كثيرة من المشاركة في الانتخابات الجامعية، حدث ذلك في جامعة السودان والنيلين وكردفان.

ـ هل يوجد تيار داخل المؤتمر الوطني يعمل ضد المؤتمر الشعبي؟

الشموليون داخل المؤتمر الوطني عرقلوا الحوار منذ بداياته.

ـ أكرر، هل يوجد تيار بعينه يقف ضد مشاركة الشعبي بالحكومة؟

نعم، يوجد تيار بالوطني لا يرغب في وجود الشعبي بالسلطة، بل كانوا لا يرغبون في دخول شيخ حسن الترابي للحوار، وسعوا لعرقلة مشاركة الشعبي في الحكومة من خلال (دغمسة) القوانين بالبرلمان مع ذلك دخلنا الحكومة وبعد دخولنا للحكومة ظلوا يعرقلون مشاركتنا.

ـ هل قيادة المؤتمر الوطني تعلم بهذه العراقيل؟

المؤتمر الوطني ليس على قلب رجل واحد.

ـ هل يستمر الشعبي في الحكومة في ظل هذه المضايقات التي تتعرضون اليها؟

نعم، نطالب بالحريات وسنعمل من أجل الحرية لنا ولسوانا، لا نريد معتقلين سياسيين، وسنقف ضد مصادرة الصحف ونطالب بالحرية لكل من يعمل بصورة سلمية والدستور ومخرجات الحوار تنص على ذلك.

ـ هل الشعبي حريص على علاقته مع الوطني؟

نحن نتحدث عن فئة محددة داخل المؤتمر الوطني وهم (الشموليون) وهم تيار لا يريد الحوار ولا يريد المشاركة، ونحن نستنكر وندين كل هذه التصرفات ونقاومها بالوسائل السلمية (ولن نسكت) والشموليون داخل الوطني ضد الحريات والحوار.

أجرى المواجهة.. عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.