الخرطوم الجديدة
إذا رأيت ما رأينا في عرض لمشروعات محلية الخرطوم التي يعمل فيها الفريق أحمد علي أب شنب في صمت وإصرار وعزيمة نافذة، لتأكدت أن عاصمتنا تسير على الأقل في الطريق الصحيح،
لتصبح في وقت قريب ووجيز درة العواصم الإفريقية، وليس هذا على مستوى الأحلام والإسراف في الآمال العراض، لكنها مشروعات حقيقية لتغيير وجه مدينتنا المكروبة الحزينة من وقت طويل، يعلوها الغبار فتشهق، وكانت تحاصرها الأوساخ والنفايات فتئن وتدمع!!
> في القديم كانوا يحكون لك أنها كانت من العواصم القلائل في المنطقة وربما العالم، تخصص ميزانيات لغسل شوارعها وتنظيفها وتلميعها، تنتظم فيها حركة المرور كأنها آلة الكترونية متقنة الدوران والعمل، وليس هناك تخطيط عمراني وسكني يوازي ويساوي الخرطوم القديمة، وكان بعض الرؤساء والقادة الذين يزورونها حتى مطلع أو منتصف السبعينيات من القرن الماضي، يتمنون أن تصل عواصمهم إلى ما وصلت إليه الخرطوم من تطور مديني وحضري راقٍ.
> ربما تلمس الفريق (أب شنب) معتمد الخرطوم ذاك الطريق القديم العتيق، فهو يقاتل بضراوة ليعيد للخرطوم بهاءها السابق ورونقها الذابل، فقد عرض علينا بالأمس في مكتبه مخططاً لمشروعات جادة وعملية للخرطوم الجديدة، وهي ليست أحلاماً ولا أمنيات ولا أحاديث تطلق عفو الخاطر، هي مشروعات ممولة تم التخطيط لها بعناية وعلى أسس علمية واستثمارية، وأعطيت لبيوتات خبرة أجنبية لها باع في مجال تطوير المدن وترقية بيئتها العمرانية والحضرية وتحديثها، فمع شركات تركية مرموقة وأخرى أوروبية وآسيوية من بلدان عديدة، ستولد الخرطوم من جديد .. وعلى كورنيش النيل من متنزه المقرن حتى (مشرع) توتي قبالة قاعة الصداقة سيتم تنفيذ أجمل مشروع كورنيش على نهر يضاهي أضرابه في كثير من بلدان العالم حتى المتقدمة، حدائق متنوعة، منشآت سياحية ومتاجر ومطاعم ونوافير وأرصفة تنافس بعضها على طول النيل حتى كوبري توتي، حيث تزال كل المواقع القائمة الآن، وتنشأ مكانها مناطق للترفيه بحدائقها الزاهية وأماكن التنزه والممرات للمشاة والألعاب المائية والرياضات المختلفة والمواقف الحديثة والمسارح، وفوق الكوبري عابراً توتي حتى منطقة كوبري شمبات عند سلاح المظلات، ينطلق (تليفريك) من أمام فندق كورال عابراً النيل الأزرق طائراً ومحلقاً فوق توتي وأجزاء من بحري، يحمل في الساعة أكثر من ثلاثمائة شخص، ويعد (التليفريك) القادم أحدث جيل من هذا النوع من النواقل السياحية ووسائل النقل والتمتع بالمناظر من أعلى سقف المدن ومرافق السياحة، ويبلغ تمويل هذا المشروع (27) مليون دولار.
> وعند مدخل الخرطوم من كوبري القوات المسلحة عند ملتقى الطرق بداية بري حدائق السلام التي ستزهو رداءً جديداً، محلات تجارية داخل الحدائق للتسوق، وكل ما يسر النظر في تقسيمات كقطع الفسيفساء الملونة، وتنتشر في هذه الحدائق الألعاب المختلفة للأطفال والمطاعم والمقاهي والمتاجر والأماكن المخصصة للجلوس وحدائق الزهور المتنوعة. وذات الشيء عند مدخل الخرطوم من ناحية كوبري النيل الأبيض القديم أمام فندق كورال، وهي حدائق (6) أبريل التي أكل الدهر عليها وشرب، ها هي تعود شابة وضيئة كوجه القمر، تمت صيانتها بالكامل وإعادة تأهيلها، وجُلبت لها أشجار باسقة وأزهار ملونة من الخارج، وأشرفت شركة أجنبية على جعلها أجمل حدائق الخرطوم … بجانب حدائق أخرى في شارع الغابة تحتوي على مرافق جديدة، بالإضافة إلى مشروع تأهيل غابة السنط بالخرطوم وجعلها أهم معلم من معالم العاصمة ستكون جاذبة للسياحة وما يتفرع منها من أعمال استثمارية مختلفة، وهناك الحديقة الدولية التي ستكون مفخرة للسودانيين وحدائق شارع إفريقيا من المطار حتى بداية الشارع، ومقر المحلية الجديد في أركويت بشارع عبيد ختم التي سيتم تنفيذها وهي صورة طبق الأصل من مبنى بلدية اسطنبول في تركيا، وهناك صالة المؤتمرات الدولية والمناسبات الضخمة في بري الورشة الأكبر في الولاية والسودان للآليات والمركبات بخبرة أجنبية متطورة، وكلها مشروعات تم توفير التمويل لها عبر مصارف واستثمارات خارجية.
> ولا تكتمل صورة الخرطوم إلا بمشروعات أخرى نوه بها المعتمد مثل إصلاح الطرق وسفلتتها بمواصفات عالية، وإقامة الأرصفة والمصارف، ومشروعات تنقية معالم الخرطوم من مظاهر التشوه والشوائب العالقة بصورتها العامة، ويتضمن كل ذلك في إطار تحديث وتجميل الشوارع ما ستشهده الخرطوم قريباً من ظهور أكشاك راقية وحديثة التصميم لتوزيع الصحف وبيعها ستكون في المواقع المهمة والبارزة في العاصمة التي بدأت تشهد طفرة كبيرة لا ينكرها إلا مكابر في النظافة والتخلص من النفايات والأوساخ، وسينتظم مع ذلك تأهيل الخدمات الضرورية الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء وإنارة الشوارع وترقية وزيادة الأسواق… فنحن موعودون بخرطوم جديدة وقريباً.
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة
سبق وأن سمعت الرجل ( اب شنب) يتحدث عن هذه المشاريع في التلفاز ..
ويبدو أنه واثق أن ما أدلى به سيصبح حقيقة ، وأن وجه العاصمة سيتغير مع
نهاية العام الميلادي الجاري كما صرح بذلك .
حقيقةً وضع الخرطوم الحالي مزري ومؤسف ولا يليق بعاصمة بلد
كبير كالسودان .. خاصةً إذا ما إلتفتنا يميناً وشمالاً وقارنها بعواصم أخرى ،
نتمنى أن نرى بالفعل وجهاً آخر لعاصمة البلاد..
ولكن هناك نقطة مهمة في الموضوع ..
ألا وهي أنه من غير تعاون المواطن لا فائدة ..
فهل سيتحقق الحلم ونرى مواطناً واعياً يعمل على الحفاظ على
تلك المشاريع إن أنجزت ..
هنا أعتقد لا بد من أستخدام سلطة القانون حتى ينضبط الجميع كما هو الحال في كل أصقاع الدنيا ..