عثمان ميرغني

المظاليم..!!

‏‏‏‏مظاليم المجتمع السوداني فئتان.. الشباب والمعاشيون.. في صمت لئيم تحركهما نار الأزمة الاقتصادية. ولا من وجيع يخفف عنهم جحيم الحياة..
المعاشيون؛ وخاصة كبار السن من الذين لا عائل لهم سوى الدريهمات القليلة التي تجود عليهم بها الحكومة.. يكابدون وحدهم حياة محفوفة بمهانة العجز المزدوج.. العجز عن العمل، والعجز عن تأمين حياة كريمة لهم ولأسرهم.. ولفت نظري أنَّ لا أحد يذكرهم بخير أو بشر.. لا إعلام ولا كلام ولا سلام.. في كل شهر يتسول المعاشيون معاشهم الذي لا يغني من جوع.. ولا أمل ولا حتى وعد بشعاع شمعة في آخر النفق..

والمؤلم أكثر.. أنَّ المعاشيين ليسوا جزءاً من أية خطة مستقبلية، كأنما تركهم وطنهم وبات ينتظر لحظة الخلاص منهم.. فإذا كان من هم في الخدمة بكامل عافيتهم وبدلاتهم وامتيازاتهم غير قادرين على حمل المعيشة الثقيل.. فكيف، بالمعاشيين الذين قدموا رحيق عافيتهم من أجل وطنهم، وباتوا ينتظرون مجرد كلمة وفاء إن ضن العطاء..

حسناً الأزمة الاقتصادية الآن لا تمنح أولوية لغير مواجهة الحريق.. لكن ماذا عن المستقبل القريب والبعيد؟؟
لو نال كل معاشي ما يعادل راتب الوظيفة التي كان يشغلها الآن.. لما حل ذلك معشار ما يكابده في معيشته.. فماذا نحن فاعلون؟ ما هو موقع المعاشيين في خارطة الدولة السودانية..

وللغرابة الشباب أيضاً في المحك ذاته.. تتلاشى يوماً بعد يوم نضرة أعز سنوات العمر الإنتاجي.. وهم في جحيم العطالة.. وشح الأمل والطموح.. يتسكعون في ظلام المجتمع اللاهي بمشاغل الحياة.. بينما يتصيدهم تجار المخدرات في كل منحنى.. والله لو تعلمون إلى أي مدى وصل انتشار المخدرات لما نامت لكم أعين.. النار تحرق شبابنا.. زهرة مستقبلنا المجهول.
بين محرقة المعاشيين ومتاهة الشباب يتسرب وطننا بين أيدينا ونحن ننظر.. وننتظر….

حديث المدينة
عثمان ميرغني

تعليق واحد

  1. يا عثمان ميرغني الحريق يشمل جميع فئات المجتمع، وجميع مقدرات البلد، الحريق لا تستطيع إحصاء ضحاياه. والمصيبة الأكبر أنه مستمر وأظنه سيستمر لأنه لا أحد يفكر مجرد تفكير في إطفائه أو محاصرته فقط، وشكلهم الجماعة يعملون بمقولة ((دار أبوك إن خربت شيلك فيها شلية)). والله المستعان.