منوعات

المركوب السوداني يقود حرب البقاء في مواجهة الدولار

من جلود الحيوانات، يصنع السودانيون المراكيب أو المركوب، وهو الحذاء السوداني الشعبي الذي يلبسه الجميع هناك.

وتعتبر مدينة “الجنينة” الواقعة في أقصى غربي السودان، مركزا رئيسيا لصناعته.

“سبوتنيك” زارت مدينة الجنينة، لتتعرف على هذه الصناعة وأسرارها وأهل المهنة عن قرب، والذين اشتكى بعضهم “من قلة الإقبال في الأشهر القليلة الماضية وأرجعوا أسباب ذلك إلى ارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية التي تدخل في صناعة المركوب، إضافة إلى إقبال السودانيين، وخاصة الشباب نحو البضائع الأجنبية من الأحذية.

وتختلف أشكال وأسعار المراكيب حسب أنواع الجلد الذي يصنع منه.

ويقول آدم عبد الله، أحد صانعي المراكيب بسوق الجنينة والذي يعمل في المهنة منذ 24 عاما إنه تعلم صناعة المراكيب من آبائه منذ نعومة أظافره وكان يعمل في فترة الإجازات المدرسية وهو صغير، حتى يستطيع الحصول على مصروفات لمواصلة الدراسة في السنة الجديدة، وبعد سنوات أصبحت صناعة المراكيب، مهنته الأساسية.

وحول أنواع المراكيب قال عبد الله، إن هناك أنواع متعددة لأحذية المراكيب، منها “القرفا” و”الربل”، وهي الأنواع الأصيلة والأشهر في سوق الجنينة، ومعروف بمركوب الجنينة الأصلي، وتتم صناعته من جلد “الماعز”.

لكن هذه ليست الأنواع الوحيدة فقد أشار آدم عبد الله إلى، أنواع أخرى من المراكيب، كالمركوب، الذي يُصنع من جلد ثعبان الأصلة، وهناك آخر يسمى مركوب (أبو نوامة)، وهي الأنواع الجيدة وأسعارها غالية”.

ويعتبر عبد الله أن السنوات الماضية غيرت كثيرا في صناعة مركوب الجنينة الأصلي، حيث تحوّل تصنيع أرضية الركوب إلى استخدام قطع البلاستيك بدلاً من القِراب، المصنوع من جلد الماعز أو الأبقار، وذلك بسبب ندرة الجلود وارتفاع أسعارها”.

وبسؤال عبد الله حول الأماكن التى تأتى منها جلود صناعة المراكيب؟ أجاب أن أغلب الجلود التي تصنع منها أحذية المراكيب،” تأتي من دول نيجيريا وأفريقيا الوسطى وتشاد، وذلك لوجود المواد المائية والزرع بتلك الدول”، في إشارة إلى قلة الموارد المائية والزراعية بعض المناطق غرب دارفور.

وعدد عبد الله أسعار المراكيب التى ارتفعت خلال الفترة الأخيرة من 120 جنيه إلى 220 جنيه، وأخرى من 150 جنيه إلى 350 جنيه وهناك أنواع صارت بـ600 جنيه. [الدولار الأمريكي يعادل 18 جنيه سوداني]

أما هشام الطاهر، صانع المراكيب والذي يعمل في المهنة منذ 28 عاما بسوق الجنينة، فقال لـ”سبوتنيك”، إن السوق تجاوز عمره، الـ80 عاما، وإنه “يوجد مراكيب، تصنع من الغنم المليء بالصوف، ويباع بسعر زهيد”.

وكشف هاشم، عن مراكيب تصنع من جلد النمر وهو الأغلى وقد يصل سعرة إلى 6 أو 7 آلاف جنيه، ويعتبر نادرا، بسبب حظر السلطات الرسمية لجلود النمر”، لكن هاشم أكد أنّه يمكن صنعه بصورة خاصة في حال وجد له مشتري.

وفي السياق نفسه، قال صانع آخر للمراكيب، موسى خليل والذي يعمل منذ 40 عاما تقريبا، إن هناك مراكيب تصنع من جلود حيوانات التمساح والورل والثعبان والنمر.

ولفت خليل، أنّ المركوب بطبيعته، حذاء يتناسب مع أشكال الملابس السودانية مثل الجلباب، بجانب أيضا البنطال وغيرها من الملبوسات الأخرى، لكن عبر خليل عن تخوفه من مستقبل المركوب في ظلّ انتشار الأحذية الأجنبية التي أثرت سلبا على شراء المراكيب خاصة لدى الشباب.

الجنينة – سبوتنيك.

تعليق واحد

  1. من زمن الاستعمار ولا واحد عايز يطوره ولا يغير من شكله ..ابتكار مافي