تحقيقات وتقارير

علي الحاج أكد استمرار مشاركتهم الشعبي والحكومة.. بقاء بأمر الحوار الوطني

كثر الحديث والجدل داخل البيت الشعبي، بين خلافات داخلية نشبت بين بعض أعضائه وقياداته حول تقييم مشاركة الحزب في حكومة الوفاق الوطني التي تمخضت عن الحوار الوطني الذي كان الشعبي جزءاً أصيلاً فيه، إلا أن الأمين العام للمؤتمر الشعبى د. علي الحاج أكد على الاستمرار في المشاركة بالحكومة، مؤكداً أن الخروج من الحكومة في الوقت الحالي يعتبر هروباً ولن يسهم في حل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وما يجدر بالتساؤلات هنا عن مدى تأثير تلك المواقف على تماسك الشعبي، خاصة في ظل وجود تيارات داخل الحزب تناهض مبدأ المشاركة من أساسها، وتطالب بالخروج من الحكومة، خاصة وأن هنالك تياراً رافضاً للمشاركة فى الحكومة، وينادي بالخروج منها، خاصة وأن كياناً جديداً قد تولد باسم (مبادرة الشباب والطلاب)، أصدر بيانًا طالب فيه الأمانة العامة للانعقاد بشكل طارئ لتبني موقف واضح ومُعلن حيال مستوى تنفيذ الحكومة لوثيقة الحوار.

مواقف مختلفة

الناظر لمواقف الدكتور علي الحاج طوال سني معارضته للإنقاذ بعد مفاصلة رمضان الشهيرة يلحظ تحولاً كبيراً في مواقف الرجل بعد دخول الشعبي في الحوار، إذ كانت مواقف الحاج الأكثر تشدداً قبل مشاركة حزبه في الحوار الوطني تعتبر الأكثر تشدداً حيث كان سقفها حد إسقاط النظام، واشترط للدخول في حوار مع المؤتمر الوطني تسليم الأخير السلطة وإعلانه تشكيل حكومة انتقالية، إلا أنه في نهاية المطاف وافق حزب المؤتمر الشعبي على الحوار مع الحكومة، ومهر موافقته تلك بأن تكون دون شروط مسبقة، ومن دون استثناء لأحد، وذلك توسعة لمداخل الحوار الذي توقع أن يفضي إلى تحول ديمقراطي، وانتخابات نزيهة، وفق اتفاق والتزام سياسي، يتواضع عليه الجميع، بمن فيهم حملة السلاح.

تململ

تُعزز المواقف التي أعلنتها الأمانة السياسية ومبادرة شباب وطلاب المؤتمر الشعبي، حالة التململ السائدة داخل الحزب المشارك في حكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد أن اتهم القيادي بالحزب كمال عمر، في وقت سابق، رئيس الوزراء بكري حسن صالح بالفشل في إدارة الحكومة، ودعا لفض الشراكة والاتفاق على وضع انتقالي كامل تشارك فيه كل الأطراف السودانية دون إقصاء، ولم تكتف هذه القيادات – وأشدها ظهوراً الشباب والطلاب – بالمناداة بالخروج من الحكومة جهاراً لعدم رضاها عن أداء الشريك الأكبر المؤتمر الوطني بالتنكّر لوثيقة الحوار الوطني، بل بادرت إلى إصدار مذكرات وبيانات تُطالب بموقف صريح من الحزب من قضية معاش الناس والمشاركة في الحكومة. مُحمّلة الأمين العام للشعبي د. علي الحاج وقيادات في الصف الأول مسؤولية إدخال الحزب في مأزق الائتلاف مع الوطني.

المؤيدون للمشاركة

ولكن هنالك قيادات داخل حزب المؤتمر الشعبى متمسكة بالمشاركة فى حكومة الوفاق الوطني، وقد قلّل القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق في وقت سابق من الأصوات التي تنادي بالانسحاب من الحكومة، وقطع بعدم قيمة مناداة أي صوت خارج مؤسسات الحزب، لجهة أن قرار الخروج من الحكومة يتخذه المؤتمر العام للحزب وليس الأفراد، ودعا كل من يُطالب بالانسحاب أن يدفع برأيه إلى المؤسسة الحزبية التي تتخذ بدورها القرار، وأشار إلى أن معادلة الخروج من الحكومة أكبر من المؤتمر الشعبي، لكونها مربوطة بالمناخ السياسي في البلاد، وزاد: المشاركة لو كانت متعلقة بالشعبي لاتخذ قرار الخروج، فيما يرى متابعون أن هذه الاحتجاجات وحالة الشد والتجاذب والتراشق بين الرافضين والمؤيدين لمبدأ المشاركة داخل الشعبي هي انعكاس لتأزم الوضع السياسي عموماً بما يزيد من متاعب الأمين العام للحزب د. علي الحاج الذي يشكل إنفاذ قضايا الحريات ومقررات الحوار الوطني التحدي الأبرز له.

خلافات متوقعة

تعليقاً على هذا الأمر، توقع الكاتب والمحلل السياسي فتح الرحمن النحاس حدوث خلافات وتباين مواقف داخل حزب المؤتمر الشعبى خاصة وأن هنالك تياراً داخل الحزب ظل ينادي بضرورة الخروج من الحكومة مؤكداً خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن الخلافات والتباينات في المواقف داخل الأحزاب السياسية موجودة، وشدد النحاس على أن حديث الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج في عدم الخروج من الحكومة قد لا يعجب البعض داخل المؤتمر الشعبي مما قد يثير خلافات داخل منظومة الحزب مستقبلاً.

تباين مواقف

فيما أكد القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر في حديثه للصيحة وجود تيارات داخل الحزب متباينة الرؤى، وفي الموقف حول المشاركة في الحكومة قال هي تيارات منضبطة تعبر عن رأيها داخل منظومات الحزب، مؤكداً أن هذه التباينات والاختلافات في الرؤى لا يمكن أن تؤدي إلى انشقاقات في الحزب باعتبار أن الحزب يتيح الحريات لكل شخص للتعبير عن رأيه. وحول رأيه في حديث الأمين العام للحزب د. علي الحاج في عدم الخروج من الحكومة، قال كمال عمر: لدي التزام حزبي في عدم الدخول في مناكفات مع الأمين العام للحزب، وأضاف عمر، هذا تصريح أدلى به الأمين العام للحزب، وعلى حسب النظام الأساسي هو يعبر عن الحزب وليس لدي تعليق أكثر من ذلك.

صحيفة الصيحة.