خطاب التعهدات الثمانية..بعضهم قال إن خطاب رئيس الوزراء “رومانسي ووردي”.. وآخرون لايسمن ولايغني من جوع
بما أن خطاب رئيس الوزراء عن أداء الحكومة للنصف الثاني من العام الماضي والربع الأول من العام الحالي ركز فيه رئيس الوزراء على إبراز عمل الوزارات في تلك الفترة، لكنه وفي خاتمة خطابه تعهد أمام البرلمان على تنفيذ عدد “8” نقاط أبرزها تأكيده على مكافحة الفساد في كافة صورة وأشكاله وممارساته ومكافحة تهريب السلع إلى خارج الحدود والالتزام بضوابط المؤسسية والحكم الرشيد في تنظيم وحوكمة النشاط الاقتصادي للدولة ومناهضة الإسراف والاحتكار والإغراق وغسل الأموال، والعمل على تحقيق الاستقرار والانضباط النقدي والمالي باستهداف معدلات مناسبة لعرض النقود واستقرار سعر صرف العملة الوطنية وزيادة احتياطي البلاد من العملات الأجنبية والمعادن، إضافة للدور الرقابي بالبنك المركزي بغرض إصلاح النظام المصرفي والمؤسسات المالية الأخرى بإزالة التعارض بين القوانين المنظمة للعمل المصرفي وأعمال المؤسسات المالية بما يخدم السياسات الاقتصادية الكلية، وتنظيم وتطوير الأسواق المالية وتوجيهها لاستقطاب الادخار القومي والأجنبي وزيادة معدلات الاستثمار الكلي والتنمية القومية، إضافة للتركيز على زيادة معدلات الإنتاج من المنتجات البترولية خاصة في ظروف الزيادة المتسارعة في أسعارها في السوق العالمي وظهور بشريات كبيرة في الاستكشافات البترولية، فضلاً عن العمل الدؤوب لانجاح الموسم الزراعي وذلك بوضع كل التدابير المطلوبة.
لا يسمن ولا يغني
وبعد انتهاء رئيس الوزارء من خطابه أعطيت الفرص للنواب لبدء المداولات حول الخطاب وكالعادة بدأت المداولات برؤساء الكتل البرلمانية، وقال رئيس كتلة المؤتمر الوطني عبدالرحمن محمد علي سعيد إن البيان بالرغم من الأوضاع التي نعيشها إلا أنه طمأننا كثيراً لذلك يجب الإشادة به، إلا أن رئيس كتلة التغيير أبوالقاسم برطم كان حديثه مخالفاً لسعيد، وقال إن الواقع يناقض الخطاب لأن البلاد تعيش أزمة طاحنة في الخبز وصفوف البنزين إضافة لأزمة السيولة وتابع: “كنا نرجو أن يخاطبنا رئيس الوزراء عن الواقع الذي يعيشه المواطن وأن يأتينا بحلول وليس وعوداً لذلك هذا الخطاب لا يسمن ولا يغني من جوع”، وقال رئيس كتلة أحزاب الأمة عيسى مصطفى أن البلاد بحاجة لإجراءات أكثر صرامة لأن تأثير الأزمة الاقتصادية على المواطن كبير، ودعا للتركيز على الموسم الزراعي وتسمية موازنة 2019 بموازنة “النهضة الزراعية”.
وردي ورومانسي
البرلمانية منى إدريس وصفت لغة الخطاب بالرومانسية لكنها أشارت إلى أنها لغة تخفف على المواطنين مما هم فيه، وقالت إن الخطاب لم يتضمن حلولًا للوضع الاقتصادي الماثل وإنما تجاهله. وأشار البرلماني الفاتح سليم إلى أن خطاب رئيس الوزراء جاء بصورة وردية في ظل واقع قاتم، وقال البرلماني، الهادي حامد بيتو، أن هنالك واقعاً مرير نعيشه الآن لذلك لابد من تطمين المواطن بأن الحكومة تسعى لحل الأزمة لأنه المواطن يعاني من أزمة المواصلات والوقود.
ميزانية إسعافية
وقال البرلماني مجدي شمس الدين إن القطاع الاقتصادي فشل في حل الأزمة، وقال حسن رزق إن الميزانية فشلت فشلًا ذريعًا وطالب بإعلان فشلها بواسطة الحكومة وإعداد موازنة جديدة إسعافية على أن يشارك الطاقم الاقتصادي الحالي في إعدادها، بينما قال البرلماني، الأمين العام للحركة الإسلامية، الزبير أحمد الحسن، قال إن أعداء السودان صوبوا حرباً إعلامية وإسفيرية لإضعاف ثقة المواطنين في الجهاز المصرفي وطالب بحملة كبرى إعلامية وإجراءات جديدة لإعادة الثقة في الجهاز المصرفي.
وقال البرلماني أحمد علي أبوبكر أن أصدقاء إحدى دول الجوار منحوها مليارات الدولارات لحل أزمتها الاقتصادية، وأضاف: ” لماذا لا نريد أن نتسول أصدقاءنا ونستنزفهم، نحن لدنيا ضائقة وعلى أصدقائنا أن يتابعوا أمرنا إن كان لدينا أصدقاء”.
“متألمين وما ناكرين الأزمة”
في معرض رده على مداولات النواب على خطابه، أقر رئيس مجلس الوزارء القومي، بكري حسن صالح، بوجود شح في النقد الأجنبي أدى إلى تفاقم أزمة الوقود لعدم إكمال المبالغ المالية الكافية التي حددتها وزارة النفط لاستيراد الوقود وصيانة المصفاة، وقال إن حاجة الوزارة قدرت بـ”102″ مليون دولار، وقال إن الحكومة متألمة لما يحدث في الشارع من صفوف جراء أزمة الوقود وتابع “نحن حاسين بما يحدث في الشارع ومتألمين لما يحدث ونعلم أن الظروف صعبه جدًا جدًا ونحن نعيشها وما ناكرين”، وأضاف “نعم هنالك صفوف وقود لكن الأسباب فرضت هذا الواقع بسبب صيانة مصفاة الجيلي لأنه تعذر توفير المال الذي طلبته الوزارة بقيمة 102 مليون دولار لأن الشح الحقيقي في النقد الأجنبي تسبب في عدم توفير المبلغ في الوقت المحدد”، وقال إن الاقتصاد لم يصل مرحلة الندرة بعد، وأشار إلى أنه لولا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرًا ربما حدث أمر آخر وتابع “هذه الإجراءات كان يجب تطبيقها منذ العام 2011 لكن مراعاة لظروف المواطنين والوضع بالبلاد أجلت ووضعنا البرنامج الخماسي وعدد من البرامج لتلافي الوضع”، وقال “الوضع صعب نحن ما ناكرين لكن لولا البرامج التي طبقت لكان الأمر مختلف، الوضع صعب جدًا جدًا والوزراء متألمين لما يحدث”، ونفى صالح حديث أحد النواب بأنه وصف الوزراء بالفاشلين وقال: “أنا لم أقل الوزراء فاشلين بل قلت المدرسة الاقتصادية المطبقة فشلت، إذا قلت الوزراء فاشلين يبقى أنا فاشل”، وأشاد بصبر الشعب السوداني على الوضع الاقتصادي، ودعا نواب البرلمان للصبر وأضاف “نصبر على الضائقة والمواطن صابر والأمر سيكون فيه انفراج كبير”.
الخرطوم : صابر حامد
صحيفة الصيحة.