رأي ومقالات

ثقافات متشابهة بين أثيوبيا والسودان.. البوردي والمريسة

دائما خلال تنفيذنا لبعض البرامج حول ثقافات الشعوب الاثيوبية المتعددة والمختلفة انني اتفاجئ باشياء تتشابه مع دول اخري والغريب انها تتشابه في العديد من الصفات والعناصر مثل الاطعمة والمشروبات والثقافات من ناحية طريقة اعادادها واساليب القبائل في التعامل مع هذه الاشياء والمورثات وهذه المرة رايت العجب في اعداد بعض الاشياء المختلفة مابين ثقافات القبائل الاثيوبية والسودانية وذلك اثناء تنفيذ احد الزملاء لبرنامج عن قومية القمز وهو برنامج ثقافي وثائقي ويتطرق للعديد من العناصر الحياتية فاذا بي بحكم علاقتي بالسودان ان اشاهد طريقة اعداد البوردي او كما تسمي في السودان المريسة تتشابه في كل شيء طحن الذرة وتحميصها على النار واستتخدام الزريعة ولمن لايعرف (الزريعة) هي الذرة النابتة والتي بدات تنبت بعد ان تم وضعها على الماء واخرجت الجذور يتم تجفيفها وطحنها وتستخدم في العديد من المناطق في تقراي وبني شنقول وجنوب اثيوبيا وقامبيلا هذا في اثيوبيا وفي السودان تستخدم كثيرا في البعض الاطعمة وحتي في الابري الخاص بشهر رمضان وهي نوع من مواد التخمير فكانت كل الطرق مثلها مثل السودان ، قلت باعلي صوت ان البوردي ياها مريسة السودان شئ غريب جدا جدا .
قد يندهش البعض لعنوان الموضوع ولكن لما له من اهمية لدي الباحثين خاصة للذين يبحثون عن اوجه الشبه في العادات والتقاليد لدي هذه الشعوب فليس غريب ان نجد عناصر مشتركة فسنحاول بكل الطرق التطرق والاساليب لهذه العناصر المشتركة بين الثقافتين وبنحث عنها ونري اوجه الشبه بينهما .

البوردي هي كلمة تعني لدي بعض قبائل الجنوب ومناطق من اقليم بني شنقول واقليم قامبيلا في غرب اثيوبيا ومناطق الجنوب لدي قبائل مثل الكونسو بالقرب من نهر اومو وهي نوع المشروبات الروحية التي يتم تصنيعها محليا من طحين الذرة الرفيعة (دقيق العيش يعني )ويتم تقيدمها في المناسبات المختلفة في تلك المناطق والغريب انها تتشابه مع ماتسمي المريسة في بعض المناطق في السودان والتي ايضا تصنع من طحين الذرة (المرديسة الدقة )وتشرب في عدد كبير من المناطق في السودان خاصة في الغرب وجنوب غرب وجنوب اثيوبيا وبعض المناطق في الشمال .

ففي البلدين منذ السابق وحتي الان يتم تناول هذا المشروب التقليدي بإناء من القرع او القدح ، وفي اثيوبيا في بعض المناطق يقوم بعضهم يشرب البوردي قدح واحد لشخصين متقاربين كنوع من التعايش والمحبة وهو لدي البعض في مناطق السوان واثيوبيا وجبة اي يعتبر كالطعام .

ومن من الاخوة السودانيين لايعرف المريسة قد يكون الاسم غريب على الاخوة الاثيوبيين حتي البوردي لانه في مناطق معينة من البلاد في الاتجاه الغربي والجنوب الغربي والجنوب ولكن الان مع التعريف والنشر المستمر للعديد من ثقافات القوميات الاثيوبية بدأت تعرف كل هذه العادات التي يعتز بها الاثيوبيين كجزء من الارث الاثيوبي الفريد حتي ان كان يرفضها البعض ولكنها ثقافات لقوميات يجب تعريفها لهم .
فكان لابد ان نتعرض لمثل هذه الثقافات التي تعتبر حلقة من حلقات الوصل ايضا وتوضح التواصل الثقافي بين الدولتين والشعبين .

انور ابراهيم احمد (كاتب اثيوبي )
اثيوبيا –اديس اببا

تعليق واحد

  1. هناك غناء ورقص في جنوب دارفور لدى التعايشة يسمى البوردي أيضا، وأعتقد أنه من آثار غزو المهدية للحبشة حسب هذه المقالة.