نهاية صادمة لـ”خارج عن القانون”.. صنعوا حذاء من جلده
يعد الأميركي، جورج باروت، واحداً من أبرز وأخطر الخارجين عن القانون الذين عرفتهم ولاية وايومنغ الأميركية على مر تاريخها، فخلال مسيرته الإجرامية لم يتردد الأخير في مهاجمة القطارات عند مرورها بمناطق نائية من أجل نهب ممتلكات راكبيها.
بالإضافة إلى لقب جورج باروت، حمل هذا المجرم الأميركي ألقاباً عديدة ولعل أبرزها بيغ نوز جورج نسبة إلى أنفه الكبير، وفي الأثناء أثار اسم هذا الخارج عن القانون الرعب في نفوس الناس خلال فترة سبعينيات القرن التاسع عشر حيث كان رجال الأمن الأميركيون عاجزين عن اعتقاله، بسبب هجماته وغاراته المفاجئة والسريعة فضلا عن ذلك لم يتردد الأخير في استهداف وقتل رجال الأمن خلال عمليات السرقة.
يوم السادس عشر من شهر آب/أغسطس سنة 1878 أصبح جورج باروت على رأس قائمة المطلوبين للعدالة بولاية وايومنغ فخلال هجومه على أحد القطارات أقدم الأخير على قتل اثنين من كبار رجال الأمن، ليتم على إثر ذلك وضع مكافأة على رأسه قدرت بنحو 10 آلاف دولار وخلال بضعة أشهر فقط تضاعفت قيمة هذه المكافأة لتبلغ عشرين ألف دولار.
خلال شهر شباط/فبراير سنة 1879 سافر جورج باروت وعدد من زملائه إلى مدينة مايلز تاون بولاية مونتانا المجاورة، وهنالك أقدم الأخير بمساعدة عدد من الخارجين عن القانون على مهاجمة قطار وسرقة مبلغ مالي هام من عند أحد كبار التجار المحليين.
مثلت هذه العملية الإجرامية آخر عملية سرقة في مسيرة جورج باروت فخلال سنة 1880 وأثناء تواجده داخل إحدى الحانات أقدم الأخير على شرب كمية كبيرة من الخمر، ودون قصد أفصح هذا المجرم عن هويته الحقيقية، متبنيا عملية السرقة التي حصلت سنة 1879 ليعتقل عقب ذلك مباشرة ويسلّم لاحقا إلى السلطات الأمنية لولاية وايومنغ.
الإعدام ومحاولة فرار فاشلة
خلال الفترة التالية مثل جورج باروت أمام قضاء ولاية وايومنغ وبعد مجموعة من التحريات وجهت إليه رسمياً تهمة قتل اثنين من رجال الأمن خلال عملية سرقة سنة 1878 ليصدر في حقه حكم بالإعدام شنقا تقرر تنفيذه يوم الثاني من شهر أبريل/نيسان سنة 1881.
أثلج الحكم بإعدام جورج باروت صدور أهالي ضحاياه، في أثناء ذلك رفض المجرم الأميركي قرار القضاء، ليقدم عقب ذلك على تنظيم محاولة فرار فاشلة من سجن مدينة رولينز بولاية وايومنغ.
وتزامناً مع انتشار خبر محاولة الفرار الفاشلة، أقدم المئات من أهالي مدينة رولينز يوم الثاني والعشرين من شهر آذار/مارس سنة 1881 على مهاجمة السجن المحلي لمدينتهم ليتم على إثر ذلك سحل المجرم جورج باروت خارج زنزانته قبل أن يشنق نحو عمود تلغراف.
أبحاث على جثة لتفسير تصرفاته
خلال اليوم التالي استحوذ الطبيب توماس ماغي وزميله جون يوجين أوزبورن على جثة جورج باروت من أجل إجراء عدد من الأبحاث على دماغه بهدف تفسير تصرفات الخارجين عن القانون.
خلال فترة الأبحاث حصلت ليليان هيث، والتي كانت طالبة في مجال الطب على النصف الأعلى من جمجمة رأس جورج باروت وفي الأثناء لم تتردد هذه الفتاة في استخدام هذا الجزء من جسم جورج باروت كمرمدة سجائر وحاملة أقلام.
تزامنا مع ذلك أقدم الطبيبان توماس ماغي وجون يوجين أوزبورن على انتزاع جلد جثة جورج باروت قبل أن يرسلاه إلى أحد الخيّاطين المحليين بمدينة دنفر وهنالك تكفّل الأخير بصناعة حذاء وحقيبة من هذا الجلد بناء على طلب الطبيبين.
مطلع سنة 1893 وعلى إثر تعيينه حاكما على ولاية وايومنغ، لم يتردد الطبيب جون يوجين أوزبورن في حضور حفل تعيينه مرتديا الحذاء المصنوع من جلد جورج باروت.
بقايا عظام وحذاء مصنوع من جلد بشري
خلال شهر أيار/مايو سنة 1950 عثر عدد من عمال البناء بمدينة رولينز على برميل مليء بشراب كحولي، وداخل هذا البرميل وجدت عظام بشرية وحذاء مصنوع من جلد بشري وعلى إثر إجراء عدد من الأبحاث تم الكشف عن حقيقة هذه البقايا البشرية والتي كانت ملكا لرجل أميركي خارج عن القانون يدعى جورج باروت أعدم سنة 1881 من قبل الجماهير الغاضبة، وتزامنا مع نقل وسائل الإعلام الأميركية لأطوار هذه الحادثة عاش الشارع الأميركي على وقع حالة من الذهول.
خلال الفترة الحالية تحتفظ سلطات رولينز ببقايا جمجمة رأس جورج باروت والحذاء المصنوع من جلده داخل متحف المدينة، حيث وافقت السلطات المحلية على عرضها على الزوار كنوع من معالم المدينة.
العربية