تفاصيل مثيرة وراء ضائقة الوقود في العاصمة
كشف تحقيق استقصائي, تفاصيل مثيرة وراء أزمة الوقود التي اجتاحت البلاد مؤخراً، وتبين من خلال جولة (الإنتباهة) الواسعة في عدد من محطات الوقود، سيطرة السوق السوداء على المواد البترولية،
واستغلال بعض سائقي المركبات العامة وأصحاب الركشات والدراجات النارية للأزمة والمتاجرة بالوقود بدلاً من العمل في المواصلات، مما سبب فجوة كبيرة في ترحيل المواطنين وتكدسهم بالمواقف والطرقات، إضافة الى بيع مواد بترولية خاصة الجازولين بعد إضافة سوائل أخرى لها وتسبيب خسائر فادحة لبعض المركبات التي دفعت ملايين الجنيهات في إصلاح مركباتهم, وتفاصيل أخرى أدت لحدوث حرائق وسط محطات الوقود. معاً نتابع.
طبيخ سواقين
المشهد بالخرطوم بات كئيباً جراء الصفوف الطويلة والممتدة للمركبات على الطرقات الرئيسة والفرعية، وبعضها جعل من بعض الطرق (اتجاهاً واحداً) بأمر التكدس، وبمجرد الانضمام لهذه الصفوف فإن المصير للحصول على الوقود يبيت مجهولاً، لذلك فإن الغالبية من قائدي المركبات يأتون وهم على استعداد للانتظار ولو استمر لأكثر من يومين.
توقفت عند محطة نبتة بشارع الستين, والمشهد هناك غريب جداً, فالجازولين لم يصل بعد، إلا أن مركبات النقل خاصة الدفارات الجامبو وبعض البصات السفرية والكثير من حافلات المواصلات الداخلية اصطفت على اتجاهين جنوب المحطة وحتى شارع مدني وغرب المحطة لم أسطع تحديده ولكنه على مد البصر، حاولت الدخول إلى وسط المحطة وعلى بعد حوالي 100 متر فقط, لاحظت مجموعة من السائقين يحتسون القهوة تحت ظل شاحناتهم، وآخر أشعل ناراً لإعداد طبيخ، حيث وضع الجمر على الأرض وهو داخل حرم المحطة، اقتربت منه وسألته ماذا تفعل؟ قال بهدوء: أكل المطاعم دا ما بنفع معانا، جلست إلى مجموعة القهوة وهم كرماء حولوا ضيقهم إلى مرح. وأخبرني سائق الدفار محمد طه, أنهم بالمحطة قبل يومين وعانوا معاناة شديدة خاصة في الحمامات والأكل والشرب, موضحا أنهم يسافرون الى ولايات بعيدة، وقال إن بعض زملائه اضطر لشراء جركانة الجازولين الكبيرة (4) جوالين بقيمة (500) جنيه، لان بضاعته لا تحتمل التأخير في حين ان قيمتها الحقيقية لا تتجاوز (68) جنيهاً، وقال إن هناك تاجر مواشي يريد ترحيلاً من الخرطوم الى بورتسودان بقيمة (13) ألف جنيه، والقيمة الحقيقية لهذا المشوار لا تتجاوز الـ(6) آلاف جنيه.
أزمة المواصلات والضمير
في منتصف الصف, اخترت حافلة مواصلات داخلية بلوحة خضراء، يحرسها (الكمساري)، طلبت منه بعد السلام أن يساعدني في الحصول على جركانة جازولين، تخوف في بادئ الأمر، إلا أنه رضي مؤخراً بمساعدتي ووجهني بأن أذهب للجهة الشمالية الغربية بعد صف الركشات، وأخبرني بأن قيمة الجركانة هناك بـ(400- 500) جنيه، والتسليم بعيداً عن المحطة، أبديت عدم رضائي عن السعر وسألته: (إنتو بتبيعوه ليهم بكم؟): تبسم وصمت.
غيرت خطة الاستفسار مع سائق آخر وعرفت هويتي الصحفية وأبلغته بان هناك عدداً من الحافلات تبيع حصتها لتجار السوق السوداء، فكال عليهم هجوماً لاذعاً وقال: (الأزمة في الضمير وليست في الوقود)، وأضاف: من يفعل ذلك يستغل الأزمة بجشع, وربنا بسأله من النساء والطلاب والمرضى المنتظرين المواصلات، ودعا الى ضرورة تشديد الرقابة والاستعانة بنقابة المواصلات لحسم هذه الظاهرة، وكشف عن غش في وقود السوق السوداء وخلطه بالماء والصابون، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر فادحة.
جوكية المواتر
السوق السوداء لم تك حصرية على مركبات الجاز فحسب, بل طالت البنزين أيضاً، وهذه ينشط فيها بعض سائقي الركشات والدراجات النارية، ففي محطة بتروليا بشارع الحرية, اتخذت الدراجات النارية طريقة الاقتحام العشوائية مسلكاً للحصول على وقودها، ظللت أراقب الوضع ولاحظت أن بعضها بلا لوحات، وعلمت أن مجموعة منهم (جوكية) يأتون ثلاثة على دراجة واحدة فيدخل بها أحدهم ويعبئ جالونين ثم يتم حلبها في كرستالات ومن ثم خلطها بالماء والصابون لتزداد كميتها، ثم تعاد الكرة مرتين، ومن ثم الانتقال إلى محطة اخرى. وأبلغني من فضل حجب اسمه – أن هؤلاء الجوكية وجدوا تجارة فاسدة تتجاوز حصيلتها في اليوم الثلاثة آلاف جنيه لكل منهم، لذلك وجب تنبيه أصحاب المركبات بعدم استخدام أي وقود بالكرستالات للحفاظ على مركباتهم من التلف.
خسائر فادحة
لتقصي معلومة الوقود المخلوط بالماء والصابون, توجهت الى عدد من ورش الميكانيكا بالمنطقة الصناعية وتوقفت عند الميكانيكي صديق حمدان مدير ورشة، وأكد ان الكثير من المركبات التي يقوم بصيانتها تتعلق بالبنزين المخلوط, وقال إنه يعرف ذلك عندما يجد توقف نظام دورة البنزين، الذي يبدأ بتلف قلب الطلمبة والبخاخات، وأوضح صديق أنه يتعرف على البنزين المخلوط من وجود صدأ أسود حول البلكات وداخل غرفة الاحتراق، وقال ان إصلاح هذه الأعطال يكلف قرابة الـ(10) آلاف جنيه.
محاصرة الأزمة
توجهنا صوب وزارة البنى التحتية والمواصلات والإدارة العامة للنقل والمواصلات بولاية الخرطوم، باعتبارها الجهة المعنية لمعرفة رؤيتهم لمسارات الأزمة الحالية. وأبلغت إدارة الإعلام ان الوزارة خصصت محطات وقود للشاحنات، وأخرى لمركبات النقل العام وذلك بالتشاور مع الأجهزة المختصة بولاية الخرطوم ووزارة النفط . وأبلغ مسئول الإعلام أنه تم تخصيص عدد من محطات الوقود بأطراف الولاية بالمحليات السبع للشاحنات والمركبات الكبيرة شملت محطات البحار الدافئة وأويل أنرجي بالأقمار الصناعية والوطنية دار السلام والنيل بتفتيش جبل أولياء وبشائر التفتيش وبشائر الأندلس والنيل الاحتياطي المركزي بمحلية جبل أولياء، ومحطة أمان سوبا وأويل المجاهدين والنيل شارع النيلين والوطنية سوبا وأويل إنرجي سوبا وماثيو شارع مدني بمحلية الخرطوم، ومحطة قادرة المصفاة وبشائر السقاي وبشائر الإزيرقاب وقادرة حطاب وقادرة الشلعاب ونوافل المصفاة بمحلية الخرطوم بحري، ومحطة النيل بالطريق الدائري وأويل إنيرجي الطريق الدائري ونبتة المحس كترانج ونبتة العيلفون والمقرن أبو دليق بمحلية شرق النيل..
وغازيرو الجموعية وقادرة الصالحة وبشائر الفتيحاب مربع ١٨ والميثاق الصالحة بمحلية أم درمان…
وبشائر حلائب وماثيو المنارة وبشائر السروراب وأمان الحارة ٩٨ بمحلية كرري…
والنيل سوق ليبيا والنيل الريف الشمالي وأمان دار السلام وبشائر قندهار والدلالة وأويل إنرجي دار السلام مربع ٢ بمحلية أمبدة…
كما خصصت الوزارة محطات أخرى للحافلات ومركبات النقل العام شملت …
محطة الوطنية أبو حمامة وأويل ليبيا حجازي والنيل جبرة والمقرن الرياض والنحلة شارع محمد نجيب والنيل السوق المحلي وأويل ليبيا بري وأويل إنرجي
الخرطوم ثلاثة بمحلية الخرطوم…
وأويل إنرجي جبل أولياء وبشائر الكلاكلة الوحدة وبشائر الكلاكلة القلعة ونبتة الكلاكلة شرق والنحلة السلمة أويل إنرجي الأزهري مربع عشرين وأويل إنرجي أبو آدم شرق وبشائر الإنقاذ بمحلية جبل أولياء، ومحطة بتروناس السوق الشعبي وماثيو الشعبي والنيل إستاد الهلال وأويل ليبيا الشعبي ونبتة الشهداء والنيل شارع الأربعين وأويل إنرجي الأربعين ونوافل الإسلامية وماثيو الشقلة بمحلية أم درمان، ومحطة الكريمت شارع دنقلا والنيل أبوزيد والنحلة شارع كرور وسيدون شارع دنقلا وبشائر شارع ١٨ وأمونيا الأمراء دار السلام ووادي السندس شارع الحلة الجديدة بمحلية أمبدة.
ومحطة وادي السندس صابرين والنيل خليفة والوطنية الجرافة والرضوان الحارة ٤١ وبترولا شارع الوادي وبترولا الحارة ٢٨ وبشائر الحارة ٥٦ بمحلية كرري ومحطة النيل الميرغنية والنيل المحطة الوسطى بحري والنيل شمبات والنيل الحلفايا وأويل ليبيا الصافية وأويل إنرجي الكدرو وقادرة الدروشاب والنيل سلاح الإشارة والنيل اللاسلكي وأويل ليبيا الخلا وبترولا المحطة الوسطى بمحلية الخرطوم بحري، ومحطة النيل حلة كوكو وبشائر العيلفون والنيل الحاج يوسف الوحدة وقادرة أم ضواً بان والنيل دار السلام مربع ١ الحاج يوسف والمقرن الشقلة بمحلية شرق النيل، وشددت الوزارة على سائقي المركبات الالتزام بهذه المحطات لصالح التحقق من انسياب الخدمة بصورة سلسة لتفكيك الصفوف وتخفيف الازدحام المروري الذي نشأ عنها في المدن والشوارع الرئيسة، وأبلغ إعلام الوزارة أن هذا القرار سيتم تطبيقه اليوم وتعريض كل من يخالف للمساءلة، مؤكداً إفراغ قلب العاصمة من الشاحنات وأعمال كروت للحصة ومراقبة أية مركبة مواصلات بعد استلام حصتها وتفريغ العاصمة من الشاحنات والدفارات.
تفكيك الأزمة
توجهنا بعد ذلك صوب وزارة النفط والتقينا الوزير الدكتور عبد الرحمن عثمان، الذي أكد لـ(الانتباهة) عمل المصفاة الأولى بالجيلي قبل ايام، موضحاً أنها تضخ يومياً (1400) طن جازولين، وحوالي (1500) طن بنزين، والآن وصل الجازولين إلى حوالي (2200) طن، والبنزين (2300) طن وتنتج غاز (850) طناً في اليوم، أي ما يعادل (85%) من حاجة البلاد اليومية، وقال إنه لا توجد إشكالية في الغاز لأن مستودعات بورتسودان تغطي الـ(15%) وهي الآن ممتلئة وتنتظر الترحيل فقط.
وحول إكمال صيانة المصفاة الجديدة قال الوزير إنها ستدخل الخدمة نهاية هذا الشهر يوم (26) مايو وعندما تكتمل سيكون ضخ الجازولين (5500) طن والبنزين (3600) طن والغاز(1000) طن.
استمرار الأزمة
قلنا للوزير طالما الوضع هكذا فلماذا كل هذه الصفوف؟ فأجاب بأن الطلب أكثر من اللازم. وعزا ذلك لعدم اطمئنان المواطن من استمرار الضخ، مؤكداً وجود بواخر مكتملة التعزيز والاعتماد والإجراءات وقال إنه لا يوجد إشكال لكن الصفوف طويلة في المحطات وهذا يحتاج ضبط من الولايات وهذا شأن ولائي وهذا الخلل يلقي علينا عبئاً كبيراً وعلى بنك السودان عبء أكبر مما يستطيع. وأضاف الوزير أن الخرطوم تأخذ أكثر من حصتها اليومية حيث تم إغراقها بـ (5500) طن، في حين تبلغ حصتها اليومية (4) آلاف طن بنزين.
صحيفة الانتباهه.
رحم الله السودان فقد تغيرت القيم والقناعات وحتى مجرد الأساسيات فى الحياة
أصاب الناس الهلع وأصبح الكل يسعى للكسب مهما كانت وسيلته
ربنا ينتقم من هذه الزمرة من فاقدى الضمير الذين اضاعوا السودان العظيم
يقام المأتم فى كل بيت حر شريف يبحث عن العيش الكريم
اغلب الذين اوكلت لهم مهمة التنظيم هم من يبيعون في السوق الاسود عن طريق معارفهم ويتصلون عليهم للتعبية
حاميها حراميها
ومن اوصل الناس لهذه الحالة.
الله ينتقم من الكان السبب.
يمهل ولا يهمل.
ليه ما يكون بيع البترول داخل الطرمبات برخصة السيارة حتي لا يكون في تلاعب ..
وتحديد رموز اللوحات اورقام من الرقم كذا الي كذا في الطرمبه كذا ..
البلد ما جاهزة بالربط الشبكي حتي يكون كل شي مربوط بالسجل المدني ..الله يكون في العون
الجشع وعدم الضمير من الاساسيات الازمه في السودان وانا شايف انو ما من المواطن بس لانو الحكومه عندها ضلع كبيرا جدا في الموضوع فربنا يكون في عون المواطن المسكين