تحقيقات وتقارير

تعيينه جاء مفاجئاً للأوساط الاقتصادية الجنرال محمد أحمد.. خبير مكافحة التهريب يطل من نافذة المعادن

أصدر رئيس الجمهورية عمر البشير مرسوماً جمهورياً بتعيين فريق شرطة محمد أحمد علي إبراهيم وزيراً للمعادن والذي جاء تعيينه مفأجئاً للأوساط الاقتصادية والسياسية في وقت أشارت فيه التسريبات إلى أن والي جنوب كردفان السابق اللواء د. عيسى آدم يعد أقرب شخصية لتولي حقيبة وزارة المعادن.

تاريخ وزير المعادن الجديد الفريق شرطة محمد أحمد علي إبراهيم المولود أواخر العام 1956 بمدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة يدل على أنه شخصية لها ثقلها في مجال العمل الشرطي، فهو أحد منسوبي الدفعة 44 كلية الشرطة ، ولمع اسمه 1984م خلال عملية الكشف عن ترحيل الفلاشا عبر البحر الأحمر، حيث كان يشغل منصب المسؤول عن البحث الميداني بمديرية البحر الأحمر.

يقول الفريق محمد أحمد عن هذه الواقعة في إحدى مقابلاته الصحفية بأنه تم تكليفه من الفريق عثمان فقراي بجمع المعلومات والتقصي حينما تفجرت عملية ترحيل الفلاشا في البحر الأحمر التي كانت تتم في السر من مطار كارسوقاك، وعبر البحر الأحمر من منطقة عروس في الفترة ما بين فبراير – مارس 1984م.

ويقول الذين زاملوا الفريق محمد أحمد في العمل الشرطي بأنه من أكفأ الضباط الذين مارسوا العمل الجنائي ويحب العمل بروح الفريق.

ويتمتع بقدرات إدارية، وله مقدرة مهنية عالية جداً في العمل الجنائي ولا يهدأ له بال قبل اكتشاف الجريمة التي تقع في دائرة اختصاصه، ويمتاز بدرجة عالية من الانضباط ودقيق للغاية في احترام المواعيد وأنيق في ملسبه ومظهره ويهتم بأدق التفاصيل، و يمتاز بالهدوء والدقة والذهن المرتب والبعد عن الضوضاء، ويصنفه زملاؤه بأنه شخصية منفتحة ولديه قدرة عالية على الإنصات والاستماع للآخرين ويولي الجوانب الإنسانية اهتماماً خاصاً يحترم الاعلام والاعلاميين ويحرص على تمليك المعلومة عبرهم للرأي العام، وله صداقات واسعة مع الاعلإمين.

المشهور عن الفريق أحمد بأنه عمل على تطوير نفسه ورفع قدراته المهنية والعلمية حتى أصبح من أكثر الضباط الذين يجيدون العديد من اللغات الأجنبية خاصة اللغة الفرنسية التي يتحدثها بطلاقة، ويعتبر البحث الذي قدمه لنيل الزمالة المهنية بأكاديمية الشرطة بعنوان الموانئ البحرية المشاكل والحلول من أميز البحوث التي قدمت في تاريخ الأكاديمية وأصبح مرجعاً في هذا المضمار و حظي باهتمام كبير.
عمل مديراً لشرطة محلية بورتسودان ونائباً لمدير شرطة ولاية البحر الأحمر، ومديراً للمكتب التنفيذي برئاسة الشرطة وتولى مديراً لعدة إدارات، بالإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية منها إدارة التحقيق الجنائي و إدارة مكافحة الجريمة، مديراً للنجدة والعمليات بولاية الخرطوم، ثم عمل نائباً لمدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبعدها مديراً للإدارة العامة للشرطة الأمنية، ثم مديراً لدائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم، وتعيينه في مارس 2014 مديراً لشرطة ولاية الخرطوم لفترة وبذل جهدًا مقدراً خلال توليه إدارة شرطة ولاية الخرطوم لاجتثاث ظاهرة التفلت وتم رصد كثير من المجرمين وتقديمهم لمحاكمات رادعة، وساعد ذلك في انحسار التفلت بالولاية كما امتازت فترة وجوده بولاية الخرطوم بهدوء أمني منقطع النظير وتم في عهده كشف عدة جرائم غامضة.
وفي العام 2016 تمت ترقيته وإعفاؤه بقرار جمهوري من منصب مدير شرطة ولاية الخرطوم لبلوغه سن التقاعد، ثم عين مديراً لجهاز حماية الأراضي الحكومية وإزالة المخالفات بولاية الخرطوم وأصبح فيما بعد مسؤولاً عن ملف العلاقات الشرطية بين السودان وفرنسا بحكم إجادته للغة الفرنسية، حيث شارك في عدة مؤتمرات دولية.

ويقول الفريق ركن حسن ضحوي للصيحة إنه عمل مع الفريق محمد أحمد في مكافحة التهريب في الفترة بين (81 ــ 82) بمديرية البحر الأحمر، وكان وقتها برتبة النقيب وكان (ضجوي) برتبة المقدم استخبارات، ويشغل منصب سكرتير لجنة أمن المحلية منطقة البحر الأحمر التي كان رئيسها المحافظ حامد علي شاش.

ويضيف الفريق ضحوي أن الفريق محمد أحمد وقتها كان من أميز ضباط الشرطة مهنياً بمنطقة بورتسودان أهله ذلك لاختياره للعمل في مكافحة التهريب لأن المهمة كانت تحتاج لضابط قوي الشخصية وأمين، وكان النقيب حينها محمد أحمد يمثل نقطة ارتكاز للمهام التي كلفنا بها حيث عملت معه ايضاً في عملية الكشف عن تهريب الفلاشا عبر البحر الأحمر بالسنابك ومطار كارسوقاك وأنجز مهمته بكفاءة عالية .

ويؤكد ضحوي أن أكثر ما يميز الفريق محمد أحمد بأنه رجل صاحب قرار في حدود صلاحياته، تجعل فرص نجاحه في منصب وزير المعادن في وقت يدور فيه الحديث باستفاضة عن عمليات تهريب الذهب .

وأشار الفريق ضحوي إلى مقدرته العالية في كشف أدق تفاصيل الجرائم اكتسبها بخلفيته الشرطية بجانب علاقاته الواسعة وخبراته التي اكتسبها خلال مسيرته الطويلة. وتوليه كثيراً من المهام التي نفذها بدقة عالية، كل هذا جعله مؤهلاً للتعامل مع الأجهزة الشرطية والأمنية والجيش جميعها في وقت واحد بجانب خبرته المميزة في مكافحة التهريب .

صحيفة الصيحة.

تعليق واحد

  1. هذا هو التقليد المعروف والعرف السائد في الحكومة بوضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب.

    وزارة المعادن وزارة تقنية فنية عالية وعلوم أرضية وجيولوجية وهذا الرجل الذي خبرته تحقيق ومكافحة تهريب غير مناسب أبداً لوزارة المعادن التي لا تحتاج لشرطة حراسات فهو يمكنه حرس مطار الخرطوم ومنع تهريب المعادن ولكن تقنيات العمل بالوزارة تحتاج لجيولوجي من بين العديد من الجيولوجيين الأكفاء الذين لدينا ولهم من الخبرة والمعرفة ما يجعلهم أكثر كفاءة وملائمة للمنصب في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لخيرات باطن الأرض بعد أن تم تدمير مصادر الدخل القومي الأخرى.

    هذا الفريق شرطة مؤهلاته تجعله وزيراً مناسباً للداخلية بدلاً عن الزراعي إبراهيم محمود والذي لا صلة له بالشرطة من قريب أو بعيد وفشل في فترته الأولى.