ابومهند العيسابي: ما لم تتحقق وفرة الوقود بولايات السودان لن تختف صفوف الخرطوم
خرجت “قبل قليل” لصف البنزين كعادتي في كل جمعة من كل أسبوع، مررت بعدة محطات صفوفها تصيبك بالإحباط، إلى أن وصلت محطة “المقرن” بالشهيد طه الماحي جبره، صف منتظم ومرتب أخذت مكاني فيه، وبينما كنت مشغولاً بالهاتف داخل السيارة جاءني شاب طالباً مساعدته بقيادة السيارة “الكِلك” التي كانت تقف أمامي في الصف، بعد أن رفض معظهم أن يزحفوا بها بالصف متعللين بعدم قيادتهم من قبل “للكِلك” وبعضهم إعتذر بعدم معرفته بقيادة الاتوماتيك، سألته عن سائقها قال في المسجد وأنا مُرافقاً له ولا أجيد القيادة، قلت في نفسي نكسب أجراً في هذا الشهر، ونجبر بخاطره ، فظللت ألهث مابين سيارتي وسيارته لأدفع بهما إلى الأمام، أقود سيارته ثم أهبط منها لألحق بسيارتي، في تسارعٍ منقطع النظير لصف الوقود، إنقطعت أنفاسي كأنني في ماراثون، عندما إقتربنا من المسدس سألته مُنذ متى في هذا الصف، أجابني من العصر، دهشت مما قال، تَسارع الصف لايوحي بالحاجة لكل هذا الوقت في الإنتظار، ليقف من العصر حتى بعد التراويح !
فإذا به يردف معلومة صاعقة بأنها “الكَبة” الثالثة، نعم هكذا قالها .
يعبيء خزان وقوده ثم يفرّغه ثم يأتي ليقف من جديد، نظرت إليه بأسى مشُوباً “بدهشة ” رسمتها إجابته، فعاجلني بتوضيح فَكَكَ حيرتي، بأنهم يهمُون بالسفر إلى بلدتهم وفي حاجة لوقود كافٍ إذ لا أمل في أن يتزودوا في الطريق، ذهاباً أو إياباً ! .
مرور أكثر من شهرين والأزمة لازالت تراوح مكانها دون إنفراج “تام” وخاصة في الولايات، أو العودة للحالة الطبيعية بالخرطوم وتلاشي مظهر صفوف السيارات الذي أصبح مألوفاً ينُم عن عجز الدولة في إيجاد الحلول وجهلها حتى الآن عن معرفة “مكانها وين ” !
ما لم تتحقق الوفرة بالولايات لن تختف صفوف الخرطوم، فالتركيز على العاصمة دون أن يروى “حوض الرأس” سيصيب حتى العاصمة في مُقبل الأيام باليباس .
والله المستعان
بقلم
ابومهند العيسابي